بدء أكبر مناورة إسرائيلية... واتصالات للتهدئة بالقدس

نتنياهو يرفض وقف البناء الاستيطاني بالمدينة المقدسة... وهنية يشرح التطورات لخامنئي

نشر في 10-05-2021
آخر تحديث 10-05-2021 | 00:05
جانب من المواجهات بين المقدسيين والشرطة الإسرائيلية أمس الأول (رويترز)
جانب من المواجهات بين المقدسيين والشرطة الإسرائيلية أمس الأول (رويترز)
في ظل توالي الدعوات الدولية لاحتواء التصعيد في القدس المحتلة، مع استمرار الاعتداءات على أهالي المدينة المقدسة لليلة الثانية على التوالي، أطلق الجيش الإسرائيلي مناورة عسكرية واسعة تحاكي حرباً على حزب الله في الشمال وحركة حماس في الجنوب.
في أوج التوتر المتصاعد منذ أسابيع في القدس الشرقية والضفة الغربية، وتحذيرات السلطة الفلسطينية من الغرق في حرب دينية، بدأ الجيش الإسرائيلي، أمس، إجراء أكبر مناورة في تاريخه، والتي تحاكي حرباً شاملة على جميع الجبهات من الشمال إلى الجنوب.

وأفادت «القناة 13» العبرية بأن المناورة ستحاكي حرباً شاملة ضد «حزب الله» وحركة «حماس»، مع إطلاق مكثف للصواريخ من جميع الساحات على الجبهة الداخلية.

وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن هذه المناورة مخطط لها مسبقاً، وستستمر لمدة شهر واحد، موضحة أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي قرر عدم إلغاء أو تأجيل هذه المناورة، على الرغم من التوترات في القدس والساحة الفلسطينية، ومشيرة إلى أن حالة اليقظة والتأهب ستبقى كما هي تجنباً لأي سيناريو.

وكانت وسائل إعلام لبنانية قالت، أمس، إن «حزب الله» وضع عناصره بحالة استنفار وجهوزية تامة على طول الحدود الجنوبية، تزامنا مع مناورة إسرائيلية ضخمة تحاكي حربا معه. ونقلت عن مصادر رفيعة أن «هذه الجهوزية هي الأولى من نوعها منذ حرب يوليو 2006 وهي بحجم المناورة الإسرائيلية».

نتنياهو

ورغم استمرار الصدامات العنيفة بين المتظاهرين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية، وتصاعد الإدانات الدولية لعمليات الإخلاء المزمعة لفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح، لصالح مستوطنين يهود، ألقى رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، أمس، قفاز التحدي وأعلن رفضه بشدة الضغوط الرامية لمنع البناء في القدس.

وقال نتنياهو: «شهدنا بالأيام الأخيرة اضطرابات عنيفة في ​القدس، ولن نسمح لأي جهة متطرفة بزعزعة النظام العام في المدينة، وسنواصل صون حرية العبادة، ولكن لن نسمح بالقيام بأعمال شغب عنيفة».

موقف أردني

الى ذلك، وجه الأردن مذكرة رسمية لوزارة الخارجية الإسرائيلية عبر فيها عن رفضه لمحاولات تهجير أهالي حي الشيخ جراح من منازلهم، وتأكيدها أن المقدسيين يعاملون معاملة السكان المحميين بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

اتصالات دولية

إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أن إدارة الرئيس جو بايدن أجرت اتصالات بكبار القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، لحثهم على التعاون لتهدئة التوترات وإنهاء العنف بالقدس والضفة الغربية، مشدداً على ضرورة ضبط النفس والامتناع عن الأعمال والخطابات الاستفزازية، والحفاظ على الوضع التاريخي الراهن في الحرم الشريف قولاً وعملاً.

وكانت «الجريدة» علمت، أمس الأول، ان مصر بدأت بالفعل اتصالات للتهدئة في القدس والحؤول دون امتداد التصيعد الى قطاع غزة.

وأبدت اللجنة الرباعية الدولية، التي تضم الولايات المتّحدة وروسيا والاتّحاد الأوروبي والأمم المتّحدة، «قلقها البالغ» ودعت «السلطات الإسرائيلية إلى ضبط النفس وتجنّب إجراءات قد تؤدّي إلى تصعيد الوضع خلال هذه الفترة من الأيام الإسلامية المقدّسة»، مضيفة أنها تتابع «بقلق بالغ احتمال إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها، التي عاشت فيها منذ أجيال».

في الأثناء، قررت جامعة الدول العربية تعديل اجتماعها على مستوى المندوبين ليكون غداً، وعلى المستوى الوزاري بشكل افتراضي، نظراً لخطورة الوضع واستمرار اعتداءات قوات الاحتلال على القدس.

وفيما يجري الإعداد لجلسة لمنظمة التعاون الإسلامي لمناقشة تداعيات الأوضاع في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم جلسة بشكل عاجل وطارئ، لبحث الأوضاع في المدينة المقدسة.

وفي حين وصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إسرائيل بأنّها دولة «إرهابية تهاجم بشكل وحشي وغير أخلاقي المسلمين في القدس»، حذرت الخارجية الفلسطينية، أمس، من محاولات تضليل الرأي العام العالمي وتسويق ما تتعرض له القدس حالياً كصراع بين أتباع ديانات مختلفة.

رسالة إلى خامنئي

ومع تهديدها بالتصعيد إذا ما صادقت المحكمة العليا الاسرائيلية، اليوم، على قرار إخلاء سكان حي الشيخ جرّاح من منازلهم، حثت حركة «حماس» الفلسطينيين على البقاء في المسجد الأقصى حتى انتهاء شهر رمضان، محذّرة من أن «المقاومة مستعدة للدفاع عن الأقصى بأي ثمن».

ودعت إلى «موقف وطني جامع بتفعيل نقاط الاشتباك كافة وعصيان وطني وتحرك جماهيري يترجم لمواجهة شاملة».

وفي رسالة للمرشد الإيراني علي خامنئي، شرح رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية الأحداث والتطورات الجارية في القدس المحتلة، داعياً العالم الإسلامي إلى اتخاذ موقف حازم.

وقالت حركة «فتح»، التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، إن القدس «عنصر إجماع ووحدة للفلسطينيين، وساحة صدام مع الاحتلال وكل رموزه»، مطالبة «باستمرار الهبة الجماهيرية وحالة التصدي في مواجهة الاحتلال والمستوطنين وتنظيماتهم الإرهابية والحكومة الإسرائيلية الفاشية اليمينية».

ودعت «فتح» إلى رفع وتيرة المواجهة في الأراضي الفلسطينية ونقاط الاحتكاك وطرقات المستوطنين والتحرك اليوم، والاعتصام أمام المقرات الدولية والسفارات الأجنبية.

وبحث عباس أمس التصعيد القائم حول مدينة القدس مع كل من نظيره التونسي قيس سعيد والعاهل الأردني عبدالله الثاني.

ودعا بابا الفاتيكان فرنسيس الأول، أمس، إلى حلول مشتركة ونبذ العنف في القدس، معتبرا أن المدينة المقدسة يجب أن "تكون مكان لقاء، ومكاناً للصلاة والسلام"، وداعياً إلى "احترام الهوية متعددة الأديان والثقافات للمدينة المقدسة".

صدامات وهجمات

وغداة صدامات دارت خصوصاً في باحة المسجد الأقصى وأوقعت أكثر من 200 جريح، تجدّدت المواجهات في محيط البلدة القديمة بالقدس الشرقية ليلة القدر، وأصيب أكثر من 90 شخصاً، بينهم نساء وقصّر، بأعيرة مطاطية وشظايا قنابل صوتية، أطلقتها الشرطة الإسرائيلية، في وقت اكتظّت باحة المسجد الأقصى بنحو 90 ألف فلسطيني أدّوا الصلاة فيها في ظلّ هدوء نسبي.

وشهد حيّ الشيخ جرّاح وباب الأسباط في القدس القديمة وباحات المسجد الأقصى مواجهات بين الفلسطنيين والشرطة الاسرائيلية، وإن كانت بوتيرة أخف من الليلة السابقة.

وفي غمرة هذه التطوّرات أطلق ناشطون فلسطينيون ليل السبت- الأحد صاروخاً من غزة باتجاه الدولة العبرية، التي قالت إنّها ردّت على هذا القصف باستهداف مواقع لحركة حماس.

طهران - فرزاد قاسمي

back to top