إثيوبيا تقترح اتفاقاً جزئياً على الملء الثاني لـسد النهضة

فيلتمان وتشيسيكيدي في الخرطوم... والبرهان يزور أبوظبي

نشر في 09-05-2021
آخر تحديث 09-05-2021 | 00:03
وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي خلال لقائها فيلتمان في الخرطوم أمس الأول (أ ف ب)
وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي خلال لقائها فيلتمان في الخرطوم أمس الأول (أ ف ب)
وسط تحركات دولية وإقليمية بقيادة الولايات المتحدة، لاحتواء أزمة سد النهضة الإثيوبي قبل وصولها إلى نقطة اللاعودة، تمسكت إثيوبيا بالبدء في الملء الثاني لبحيرة السد في موعدها في يوليو المقبل، واقترحت التوصل الى اتفاق مع دولتي المصب مصر والسودان، يتعلق بالملء الثاني فقط، مع تأجيل قضايا الحصص المائية إلى وقت لاحق.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، في مؤتمر صحافي أمس، إن بلاده ليس لديها مانع "لتوقيع اتفاق شامل، لكننا نريد في الوقت الراهن التوصل إلى اتفاق حول الملء الثاني".

وقال مفتي: "لا يمكننا التفاوض حول اتفاق شامل وتقاسم المياه، يجب أن يكون ذلك في موقع آخر، لأننا نتشارك مياه النيل مع 12 دولة"، وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها الجانب الإثيوبي عن فصل ملف الحصص المائية وإدخال بقية دول حوض النيل فيه.

وأعلن تمسك أديس أبابا برعاية الاتحاد الإفريقي للمفاوضات، وتساءل "لماذا نسعى لوساطات دولية في الوقت الذي لم يفشل الاتحاد الإفريقي في تسهيل عملية التفاوض؟".

وستؤدي تصريحات مفتي إلى صب مزيد من البنزين على النار، إذ ترفض القاهرة والخرطوم فكرة الاتفاق الجزئي، ويتمسك كبار المسؤولين في البلدين بتوقيع اتفاق شامل يتضمن النص على حصص مصر والسودان المائية، كما يتمسك السودان بطلبه الذي تدعمه فيه مصر، بتشكيل لجنة وساطة دولية تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، فضلا عن الاتحاد الإفريقي.

مصدر مصري مطلع قال لـ"الجريدة"، إن القاهرة متمسكة بحصصها المائية في نهر النيل، ولن تفرط في هذه النقطة، كما أنها أعلنت أكثر من مرة أن موقفها يتلخص في التوصل إلى اتفاق عادل وملزم، يراعي مصالح مصر وأمنها المائي، وفي هذا الإطار تأتي تصريحات الجانب الإثيوبية لتكشف عن عدم الجدية في التفاوض والوصول إلى حل للأزمة.

في الأثناء، كثف الوسطاء الدوليون والإقليميون تحركاتهم لمحاولة منع الأمور من الانفجار في شرق إفريقيا، إذ بدأ رئيس الاتحاد الإفريقي رئيس دولة الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسيكيدي، زيارة رسمية للسودان أمس، لبحث أزمة سد النهضة، ومحاولة إحياء الوساطة الإفريقية بعد فشلها في كينشاسا الشهر الماضي، ومن المتوقع أن يزور تشيسيكيدي القاهرة خلال ساعات من أجل الغرض ذاته.

بدوره، وصول المبعوث الأميركي للقرن الإفريقي، جيفري فيلتمان إلى الخرطوم، غداة لقائه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وفي الوقت نفسه يتجه رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان الى ابوظبي لإجراء مفاوضات، لابد أن يتطرق الى ازمة السد وأزمة الحدود مع اثيوبيا.

وتشهد الحدود السودانية- الإثيوبية مواجهات مسلحة، إذ أفادت مصادر عسكرية لموقع "سودان تربيون"، أمس بأن الجيش السوداني سيطر على مستوطنة "شاي بيت" الإثيوبية داخل أراضي الفشقة السودانية، بعد معارك استمرت منذ الأربعاء الماضي.

ويبدو أن خسائر الحكومة الإثيوبية لم تتوقف عند خسائر على ساحة المواجهات مع السودان، إذ جاءت له الضربة من رأس الكنيسة الأرثوذكسية في إثيوبيا، إذ دان البطريرك أبونا ماتياس، أمس، ما جرى من مواجهات بين الحكومة المركزية والانفصاليين في إقليم تيغراي، واصفا الأمر بأنه يصل إلى حد "الإبادة الجماعية".

القاهرة - حسن حافظ

back to top