د. الوقيان: تضييق هامش الحريات على يد السلطتين الرسمية والموازية حال دون انطلاقة البحث والإبداع

نشر في 09-05-2021
آخر تحديث 09-05-2021 | 00:02
يرى الدكتور الشاعر الكبير خليفة الوقيان أن جمع أعمال شاعر ما أو نشر كتاب ليس نهاية المطاف، بل هو البداية المنوط بها حث المبدعين والباحثين الشباب على المضي في حمل رسالة أولئك الروّاد وتطويرها، مبيناً أن أشعار عبدالله الجوعان، بقيت مبعثرة بين منشور في صحف قديمة، ومخطوط لم ينشر، حتى تمكن الوقيان من جمعها في ديوان قيم نشره مؤخراً.
وأضاف الوقيان، في حوار أجراه معه الزميل الشاعر نشمي مهنا، أن البحث الأدبي يواجه عدة منغصات، في مقدمتها عدم تعاون من يملكون بعض مصادر البحث المهمة، وخاصة الوثائق والمخطوطات، فضلاً عن العراقيل، التي يشاركه فيها المبدع، وأبرزها ضيق هامش الحرية في الكويت بصورة مخجلة. وأوضح أن المثقفين المستنيرين والمبدعين والباحثين، أمامهم خياران؛ إمّا الاستسلام لقوى الردّة وتغييب العقل، ومصادرة الحريات، وإما العمل دون كلل أو إحباط لتغيير ذلك الواقع المرير... وإلى نص الحوار:
• قبل أيام صدر لك كتاب ديوان عبدالله الجوعان (1911 - 1993) عن دار ذات السلاسل ووسَمْت على الغلاف دورك كمحقّق للديوان ومُعده للنشر، لكن القارئ المطلع على مشروعك الكتابي بشموليته سواء الشعري أو التوثيقي أو التوعوي الصحفي لا يكتفي بهاتين الصفتين الدافعتين للإصدار، فهل هذا الكتاب جزء من مشروع عام عمل ويعمل عليه الوقيان ويشكل هاجسه الكتابي المستمر والمتواصل؟

قد يكون هذ الاستنباط صحيحاً. إذ أن هناك أهمية كبيرة لبيان كيفية تشكّل الكيان الكويتي، مع التركيز على جزئية البنية التحتية الثقافية التي مكنته من البقاء والصمود، وتجاوز كل التحديات التي واجهته، ومن وسائل تحقيق هذا الهدف جمع عطاء الرواد المميزين، ونشره محققاً، ومن ثم تمكين الجيل الجديد من الوصول إلى رسالتهم الإصلاحية أو التنويرية.

والنشر ليس نهاية المطاف، بل هو البداية، والمطلوب من المبدعين والباحثين الشباب المضي في حمل رسالة أولئك الروّاد وتطويرها.

وقبل جمع وتحقيق ديوان الشاعر «عبدالله الجوعان» كان لنا د. سالم عباس وأنا شرف جمع وتحقيق مجموعتين شعريتين للرائد التنويري أحمد مشاري العدواني وهما؛ ديوان«أوشال» وديوان «صور وسوانح» ولو لم تكن أسرة الشاعر أحمد العدواني على درجة عالية من الوعي لضاع ذلك النتاج الشعري الثري، كما ضاع غيره.

• توجد أسماء شعرية من حقب وأجيال سابقة لم تُسلَط عليها الأضواء بكفاية كالشاعر الجوعان شخصية الإصدار مثلا، وغيره كعبداللطيف النصف وعبدالله أحمد حسين (المتأخر عنهم) وغيرهم، وهي تستكمل صورة المشهد الشعري والثقافي في تلك الفترة، بل كانت مجايلة للأبرزين فهد العسكر وصقر الشبيب.

إن لم نجامل في التاريخ الشعري لمسيرة الكويت الثقافية التي بدت إضاءاتها مبكرة في المنطقة، أين تكمن أهمية تلك الأسماء في التأريخ الشعري فنيّاً؟ وفي الجانب التوثيقي لثقافة الكويت؟

تكمن أهمية هؤلاء الرجال في منطلقاتهم الفكرية بالدرجة الأولى، وهذا ما يهمني، قبل المنجز الفني، فهم حَمَلة رسالة، أو مشروع نهضوي يقوم على تقديس العلم، ومحاربة الجهل وثقافة الخرافات، ومقاومة التسلط، والتبشير بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ومقاومة الغلو في فهم الدين.

ويمكن أن نضيف إلى من ذكرتهم على سبيل المثال كلاً من الشعراء الرواد أحمد خالد المشاري، سيد مساعد الرفاعي، خالد الفرج، عبدالله علي الصانع، حجي بن جاسم الحجي.

أما المنجز الفني فيمكن أن نلتمسه عند عبداللطيف النصف وفهد العسكر وعبدالمحسن الرشيد البدر، وصولاً إلى الأجيال اللاحقة من المجددين وفي مقدمتهم محمد أحمد المشاري وعلي السبتي، ومن بعدُ محمد الفايز..الخ.

ومن المحزن حقاً أنه لم يصلنا من شعر كثير من الروّاد والإصلاحيين والتنويريين سوى نُتف قليلة، نشرها مؤرخ الكويت الشيخ عبدالعزيز الرشيد في كتابة «تاريخ الكويت» الصادر في العام 1926م, منذ ذلك الحين لم نجد ما نضيفه إلى ما نشر عن أحمد خالد المشاري وسيد مساعد الرفاعي وأحمد بشر الرومي، وعبداللطيف النصف سوى قصيدة أو اثنتين لعبداللطيف النصف.

وهناك شعراء آخرون لم نجد من آثارهم شيئاً سوى ما نشره الاستاذ خالد الزيد في كتابه القيّم «أدباء الكويت في قرنين» ومنهم الشاعر محمد حبيب وهو شاعر جيد لم يصلنا من نتاجه سوى قصيدة واحدة.

وشاعرنا «عبدالله الجوعان» الذي صدر ديوانه مؤخراً هو واحد من الذين بقيت أشعارهم مبعثرة بين منشور في صحف قديمة، ومخطوط لم ينشر.

وكان التواصل مع أسرته لجمع شتات شعره قد بدأ قبل نحو ربع قرن، أي في العام 1996 أو العام 1998م، ولم يتحقق الحلم إلى في العام 2020م، وتكمن أهمية هذا الديوان في كونه شهادة توثق أحداث مرحلة مهمة على المستويين المحلي والعربي وطبيعة التفاعل مع تلك الأحداث.

• في كتابك الأهم والأشمل «الثقافة في الكويت- بواكير/ اتجاهات/ ريادات» الذي أصبح مرجعاً عاماً ودقيقاً لكل قارئ ودارس أكاديمي وباحث في تاريخ الثقافة عن الكويت، وما جاء فيه من رأي علمي خاص قائم على وثائق وشواهد واستنتاجات عن الفارق الزمني بين تحديد التاريخ الرسمي لنشوء الدولة وأسبقية العمل الثقافي في الكويت على ذلك التاريخ، ودلالات تلك الأسبقية.

أما زلت تلتقط أحجارك الكريمة لاستكمال فسيفساء اللوحة الشعرية للكويت على مدى قرون، تركّبها في الأماكن الناقصة لتكتمل الصورة؟

أم اكتملت اللوحة في ورشة العمل؟

لوحة البحث – أي بحث – لا تنتهي، ولكن العمل يصبح شاقاً أو متعذراً في الأجواء غير الصحية، فقد ضاق هامش الحرية في الكويت كثيراً، كما أن الباحث يجد صعوبة في الوصول إلى بعض مصادر بحثه المهمة، وخاصة الوثائق التي يحتفظ بها الأفراد أو الأسر.

والبحث يبدأ في كثير من الأحيان بوضع الأسئلة، ثم السعي للإجابة عنها، وسوف أذكر مثالاً يبين تلك الحقيقة.

حين بدأت البحث في موضوع، «مجلس الشورى» الذي أقيم في الكويت العام 1921م لاحظت أن الموقعين على وثيقة المطالبة بإنشاء مجلس الشورى– التي نشرها الأستاذ سيف مرزوق الشملان – ثمانية وجهاء من الحي الشرقي لمدينة الكويت، بينما تقول المصادر إن مجموعة من شخصيات البلاد اجتمعوا في ديوان الحاج ناصر البدر، واتفقوا على المطالبة بإنشاء مجلس للشورى، ووقعوا وثيقة بهذا المعنى.

وسألت نفسي، إذا كان هؤلاء الوجهاء اجتمعوا في ديوان الحاج ناصر البدر فلماذا لا نرى توقيعه في الوثيقة التي نشرها الأستاذ سيف الشملان في العام 1959م في كتابه «من تاريخ الكويت»، كذلك لا نرى تواقيع وجهاء الحي القبلي من مدينة الكويت، مثل الحاج حمد الصقر، الذي كان ضمن عدد من الوجهاء الذين طالبوا بإنشاء لجنة أو هيئة استشارية خلال عهد الشيخ سالم المبارك.

وبعد سنوات من البحث أمكن الوصول إلى وثيقة أخرى نتيجة تعاون الأستاذ قيس البدر معي، وهي تضم أسماء أربعة وعشرين شخصاً معظمهم من وجهاء الحي القبلي لمدينة الكويت، أمكن عندئذ نشرها في إحدى طبعات كتاب «الثقافة في الكويت» بعد احتجابها نحو تسعين عاماً.

• هل لك أن تذكر شيئاً عن المعوقات التي يواجهها الباحث في الكويت؟

يقع في مقدمة معوقات البحث أو منغصاته عدم تعاون من يملكون بعض مصادر البحث المهمة، وخاصة الوثائق والمخطوطات.

في مطلع سبعينات القرن الماضي كنت أُعدُّ رسالتي للماجستير عن الشعر الكويتي، ولم يكن معظم الشعراء قد أصدروا مجموعاتهم الشعرية فكان لابد من الرجوع إلى الصحف الكويتية، فضلاً عن التواصل مع الأحياء من الشعراء، أو مع ذويهم، إن كانوا ممن انتقلوا إلى رحمة الله، وكانت النتيجة سلبية للغاية.

وثمة مثال آخر، كنت محتاجاً للاطلاع على ورقة واحدة من أصل مخطوطة كتاب ألفه الشيخ عثمان بن سند، ويحتفظ بتلك المخطوطة أحد الأشخاص، وحاولت إقناعه بأني لن آخذ من وقته سوى خمس دقائق، للاطلاع عليها، ولكنه كان يأتي - كل مرة - بعذر جديد. والمثال الثالث هو أن أحد كبار شعرائنا أوصى بأن تُسلّم أشعاره ومذكراته لي لكي أشرف على نشرها بعد وفاته، ولكن الوصية لم تنفذ، على الرغم من كل المحاولات التي بذلتها معهم، وكان الفقيد الأستاذ جاسم القطامي رحمه الله على علم بهذا الموضوع، وحاول من جهته إقناعهم بتنفيذ الوصية، التي مضى عليها نحو ربع قرن، ولكن دون جدوى.

كثير من تراث روادنا الأدبي وغيره لم يرَ النور بسبب إضاعته وامتناع الأسر عن تمكين الباحثين من الاطلاع عليه، مع أن تراث هذا الرائد أو ذاك ليس ملكاً لأسرته وحدها، بل هو ملك المجتمع.

ومن المنغصات والعراقيل الأخرى التي يواجهها الباحث والمبدع أيضاً ضيق هامش الحرية في الكويت بصورة مخجلة.

والمشكلة الأخطر في الكويت هي وجود سلطة موازية لسلطة الدولة، لا تعترف بالدستور أو الحريات التي نصًّ عليها الدستور، وهي تمارس الإرهاب الفكري من خلال كل المنابر المتاحة، جمعيات النفع العام، المؤسسات التعليمية، المؤسسات الدينية، المنابر الإعلامية الرسمية والخاصة.

وسوف أضرب مثالاً واحداً يبين تلك الحقيقة:

حين نشرت قصيدتي «تدروشوا تعممَّوا» في العام 1999م وقف معي ثلاثة من الشعراء الأحرار، ووقف ضدي جمع كبير من الغلاة، أفردت لهم صحيفة الوطن الكويتية صفحة كاملة نشروا فيها شتائمهم وتهديداتهم الفارغة، ثم أفردت لهم في يوم آخر حيزاً من الصفحة الأخيرة لنشر قصيدة شتم مماثلة، علماً بأن عدداً منهم أساتذة في كلية الشريعة بجامعة الكويت والأخير فيهم عضو في أكبر مؤسسة ديمقراطية «مجلس الأمة» إضافة إلى عمله في كلية الشريعة.

وسوف استشهد بمثالين يمكن أن نستنبط منهما طبيعة لغة الحوار عند هؤلاء الغلاة، والإرهاب الفكري الذي يمارسونه ضد الرأي المخالف لقناعاتهم.

يقول أحد أساتذة كلية الشريعة بجامعة الكويت في رده على قصيدة «تدروشوا تعمموا»:

فاحذر نيوبَ الليثِ والأظفارِ إنّها دَمُ

ويقول داعية إسلامي آخر في رده على القصيدة:

صــــاح بحنـقٍ قائـــــلاً متــى يفيق النُّـــــــوَّمُ

فقلتُ ساعات الوغى موعدكم إن تُقدموا

ففي السيوف فيصلٌ وللقـــنــــــــــا يُحــــتكـــــــــمُ

لمّا تسامى وانجلــــى وجـهُ الغبارِ المعتم

أبصـــــــــرته مجـــــــــنـدلاً على الثرى مُحطمُ (كذا)

أنياب وأظفار ودم، وسيوف وقنا وخصم مجندل على الثرى، تلك هي لغة الرد على قصيدة في دولة الكويت وليس دولة أفغانستان طالبان.

• د. الوقيان أنت تعمل على مشاريع ثقافية متجاورة، مثل الكتابة الإبداعية، والمقال الصحفي بين فترة وأخرى، والمشروع التوثيقي، هذا إلى جانب دورك التنويري والطليعي الذي ظللت تمارسه لعقود ومازلت، وكل واحد من تلك المشاريع يحتاج إلى جهد ووقت كبيرين، فهل سحبك أحدها إلى ساحته أكثر فاستغرقت فيه على حساب باقي أنواع الكتابة الأخرى؟

أعتقد أن البحث سحبني، وشغلني عن الإبداع في العقود الأخيرة ويعود السبب إلى أن العمل الوظيفي في المجلس الوطني للثقافة خاصة استنزف جهدي، وحين انتهى عملي في المجلس وجب عليَّ تدارك ما بقى من طاقة لتنفيذ ما يمكن تنفيذه من أفكار بحثية مؤجلة.

ويجدر أن أشير إلى أن العمل في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لا ينفصل عن الإسهام في المجهود الثقافي، فمرحلة التأسيس تطلبت بذل جهد كبير في بناء هيكل ذلك الجهاز، ووضع لوائحه وفق منظور يحفظ للمبدع والباحث كرامته، ويوفر له المناخ المناسب للعمل، فضلاً عن التخطيط لمشاريع ثقافية كبيرة، نُفذ بعضها، وتعثر تنفيذ بعض آخر بسبب البيروقراطية الكويتية المعلومة للجميع.

ويقف كتاب «الثقافة في الكويت – بواكير – اتجاهات – ريادات»– في مقدمة المشاريع أو الأفكار المؤجلة، والكتاب تكثيف لمادة يمكن لها أن تصدر في أربعة كتب أو خمسة؛ مثل: جهود النساخ والمؤلفين الأوائل - تاريخ المؤسسات الثقافية الأهلية – تاريخ الصحافة - الاتجاهات الفكرية- الريادات الإبداعية –الآداب والفنون، ولكني رأيت أن الفائدة للقارئ سوف تكون أكبر في حال تكثيف المادة، وجعلها في كتاب واحد، مع الإحالة إلى المصادر لمن يرغب في الاستزادة، وهذا المنهج لجأ إليه الأولون مثل ابن رشد في كتابة «بداية المجتهد ونهاية المقتصد».

وكتاب الثقافة لا يتوقف عن النمو والتعديل كلما توافرت وثائق أو مصادر يمكن أن تُنمّي مادته، أو تعدلها. بدأ بنحو ثلاثمائة صفحة في الطبعة الأولى في العام 2006 م وتجاوز خمسمائة صفحة في الطبعة السادسة،العام 2014م.

صوة ضوئية من وثيقة مجلس الشورى عام 1921

• وسط مشهد عام، محلياً وعربياً، اتسم بتغييب العقل وإذكاء التناحر المجتمعي القائم على أمراض الفكر الديني المتشدد الذي عطل تنمية المجتمعات ونهوضها، ووسط تغييب الحريات سياسياً، والنكوص المجتمعي الذي نشهده، هل ما زلت تراهن على دور الكتاب في إحياء الوعي والفكر وغرس قناعات جديدة وحديثة تواكب العصر؟

مشكلتنا في الوطن العربي، وربما في العالم الثالث أننا نريد غرس بذور منتجات سريعة النمو، حتى نقطف ثمارها على عجل.

تحتاج شجرة البن إلى نحو خمس سنوات حتى تعطي غلّةً استراتيجية مهمة، وتستمر في العطاء لأكثر من نصف قرن.

أما نبات «القات» على سبيل المثال فهو سريع النمو، ويعطي انتاجاً وفيراً، ولكن ما النتائج المترتبة على زراعته؟

هناك من يرى أن التغيير ينبغي أن يأتي من الأعلى، حتى يتم حرق المراحل، واستدراك ما فاتنا من زمن ضائع، لكن مثل ذلك التغيير غير مأمون النتائح، ولعله يقتصر على تغيير القشرة الخارجية مع بقاء اللباب. وأحسب أن التغيير الحقيقي للواقع المأزوم لا يتأتى إلاّ بتضافر جهود كبيرة، يسهم فيها المشتغلون في الفلسفة والاجتماع والتربية والإعلام، وعلماء الدين الإصلاحيون، المؤهلون للاجتهاد، القادرون على قراءة النص الديني قراءة تتسق مع متغيرات الواقع ومتطلباته، ومن ثمَّ صياغة استراتيجية تبدأ بنقد الواقع، وتشخيص أمراضه، ومن بعدُ رسم خارطة طريق المستقبل، والتبشير بها، مع التسليم بأن النتائج لن تتحقق قبل مضي نصف قرن على أقل تقدير.

ليس أمامنا سوى أحد خيارين؛ إمّا الاستسلام لقوى الردّة وتغييب العقل، ومصادرة الحريات، أو العمل دون كلل أو يأس أو إحباط لتغيير الواقع المرير.

وفي كل مراحل التاريخ كان هناك مفكرون ومناضلون قادوا مسيرة مجتمعاتهم نحو النهوض والتقدم، وآخرون مارسوا وضع العصي في عجلات التطور عن جهل وقصور وعي منهم، أو بهدف تحقيق مكاسب ومنافع خاصة.

وكان اللعب على ورقة الدين، واحتكار تأويل مقاصده النبيلة، وتحريفها واستغلال براءة العامة القاسم المشترك بين طبقات الكهنوت في كلِّ زمان ، وفي كلِّ مكان.

وثيقة «مجلس الشورى» بأسماء الموقعين كاملة

الوثيقة/ العريضة النادرة التي ظلت مغيبة لمدة 90 عاماً إلى أن نشرها د. الوقيان في كتابه «الثقافة في الكويت»، جاء فيها ما يلي:

نحن الواضعون أسماءنا بذيل هذه الورقة قد اتفقنا واتحدنا على عهد الله وميثاقه على هذه البنود الآتية:

- إصلاح بيت الصباح كيلا يجري بينهم خلاف في تعيين الحاكم.

- ان المرشحين لهذ الأمر هم الشيخ أحمد الجابر والشيخ حمد المبارك والشيخ عبدالله السالم.

- إن ارتضى عائلة الصباح على تعيين واحد من الثلاثة فبها ونعمت، وان فوضوا الأمر للأهالي عيّناه. وان أرادت الحكومة تعيين واحد منهم رضينا به.

- المعين لهذا الأمر يكون بصفة رئيس مجلس شورى.

- ينتخب من آل الصباح والأهالي عددا معلوما لإدارة شؤون البلاد على أساس العدل والإنصاف.

(حرر في 15 جمادى الآخر سنة 1339هـ). وتحمل الوثيقة أسماء موقعيها (كما جاء بالأصل) وهم:

ناصر بن يوسف البدر

وحمد العبدالله الصقر

وابراهيم بن مضف

وأحمد الحميظي

وأحمد الفهد الخالد

وعثمان الراشد

وخالد المخلد

ومحمد شملان

ومحمد الزاحم

وعبدالرحمن بن محمد البحر

ومبارك ساير (الساير)

وسلطان البراهيم الكليب

وعبدالله الصميط

وفهد العبداللطيف الفوزان

وعبدالمحسن الصبيح

وفلاح الخرافي

وعلي بن ابراهيم الكليب

ويوسف بن عيسى

وعبداللطيف الحمد

ويوسف الرشيد

وحمد الصميط

ومسعود بن مشحن الرشيدي

وعبيدان المحمد

ومحمد بن ابراهيم القلاف

نشمي مهنا

وثيقة «مجلس الشورى» لعام 1921 التي تضم أسماء معظمها من الحي القبلي كانت مجهولة نحو 90 عاماً!

دور الباحث كشف المغيّب والجمع والتوثيق والإصدار وعلى مَن يليه مواصلة رسم اللوحة

لضمان الديمومة أرى أن يبدأ التغيير من القاعدة المجتمعية وإن كان متأنياً وبطيئاً

كثير من تراث روادنا الأدبي والشعري لم يرَ النور بسبب ممانعة أسرهم في منح الباحثين المادة والمخطوطات
back to top