التسوق الإلكتروني ترف أم حاجة؟

نشر في 07-05-2021
آخر تحديث 07-05-2021 | 00:00
 أمينة محمود غيث اليوسف الواقع يقول إنه أصبح ضرورة، وخسارة تأجيل إنشاء نظام تكنولوجي للبيع قد يكلف خسارات تفوق احتمال المنشآت الصغيرة والكبيرة على حد سواء، فقد واجهت المنشآت التجارية في العالم بأسره تحدياً كبيراً عندما استلزم الوضع الصحي خلال جائحة كوفيد١٩ تطبيق بعض الإغلاقات للحد من تفاقم الوضع الصحي سلباً، فبرزت الحاجة الملحة للتوجه للبيع الإلكتروني هرباً من شبح الخسائر الجسيمة نتيجة منع التسوق التقليدي، ونحن في الكويت لسنا استثناء، حيث تطلبت الظروف التي عشناها في أول الوقت الانتقال بمرونة سريعة لإدخال عمليات البيع عبر الهاتف والتطبيقات والمواقع الإلكترونية والاستعانة بخدمات التوصيل للمنزل لتقليص هدر الخسارة.

تتميز التكنولوجيا بأنها توفر ميزات مهمة مثل توفير الوقت والجهد في أمور حياتنا اليومية، وذلك لو وظفت بشكل صحيح، مما يحسن جودة عمليات الشراء والبيع ويوفر كثيرا من وقت الأفراد في ظل حياتنا المتسارعة والمزدحمة، ولعله من الجميل بعد سنة من هذه الجائحة القاهرة اقتصادياً لكل الدول، ما نراه الآن من محاولات جادة وفعالة لتوظيف التكنولوجيا خصوصاً مع استمرار الظروف لوقت طويل فعلياً. وهذا ليس بشيء جديد، فأنظمة حجوزات الطيران والفنادق كانت وما زالت تستخدم التكنولوجيا في إنشاء حسابات العملاء، بحيث يحتفظ الموقع الإلكتروني ببيانات المسافر الشخصية، مما يوفر عليه عدم الحاجة لتكرار إدخالها في المرات القادمة حتى أصبحت عملية حجز تذكرة طائرة أو غرفة فندق تستغرق دقائق معدودة، بل إن الأمر أصبح من معايير المفاضلة بين الشركات العالمية، وذلك بتقديم تجربة حجز إلكتروني سهل وسريع، وهو ما جعلها تستثمر جيداً في إنشاء مواقع غير معقدة للمستخدم لتقدم تجربة مشجعة للتحول الإلكتروني، وفي ظل المنافسة الشديدة تدرك المنصات التجارية أن وقع تجربة الشراء السيئة يكلفها خسارة العميل الذي سيفضل شراءً أكثر سهولة ويسرا. وقد يظن البعض أن إنشاء منصة بيع إلكترونية شيء معقد، لكنها في الحقيقة أمر يسير، فمثلاً للمنشآت الصغيرة يتطلب الأمر في البداية توظيف بعض المال في بناء نظام معلوماتي بسيط بالإضافة لتدريب العنصر البشري على كيفية استقبال الطلبات والتعامل معها، وهو ما يعد استثمارا حقيقيا في وقتنا الحالي مردوده مكاسب واقعية لو تم اختيار التكنولوجيا المناسبة.

وختاماً، من المتوقع في المستقبل القريب أن تتبنى المنشآت التجارية نظاما هجينا بين التسوق التقليدي والإلكتروني، فالمستهلك أصبح معتاداً على الوتيرة السريعة والمريحة لشراء حاجياته، وهذا من شأنه أن يفتح الآفاق لكثير من الفرص والأفكار لخلق تجربة تسوق مثالية للطرفين البائع والمشتري.

أمينة اليوسف

back to top