ما وراء تهريب الذهب من أفغانستان

نشر في 03-05-2021
آخر تحديث 03-05-2021 | 00:00
 ذي دبلومات في نوفمبر 2020، عثر موظفو الجمارك الطاجيك على 90 كيلوغراماً من الذهب وأموال نقدية بقيمة 15 مليون دولار كانت مُعدّة للتهريب على متن رحلة بين دوشانبي ودبي.

وبحلول فبراير 2021، أعلنت السلطات الطاجيكية اعتقال سبعة أشخاص متورطين في تهريب الذهب والأموال النقدية من أفغانستان إلى طاجيكستان، ومنها إلى دبي، وبعد فترة قصيرة، طرحت قناة تلفزيونية أفغانية ادعاءاتها الخاصة حول هذا الموضوع، فأعلنت أن سياسياً أفغانياً رفيع المستوى متورط في هذه العملية.

أنكر محمد ميرزا كاتوازي، الذي كان حينها نائب رئيس البرلمان الأفغاني، أي تورط له في هذه القضية، فقد زعمت القناة التلفزيونية أن كاتوازي قابل السفير الطاجيكي وجهاً لوجه في كابول في محاولة منه لإخماد قضية التهريب، وذكرت "إذاعة أوروبا الحرة/إذاعة الحرية" أن تلك القناة لم تقدّم أي أدلة لإثبات ادعاءاتها، لكنها بثّت أخبارها عمداً كي تتزامن مع وصول كاتوازي إلى دوشانبي ضمن وفد برلماني في 27 فبراير، حيث تفيد التقارير بأن كاتوازي استقال من منصبه بعد عودته إلى كابول، ثم أعلنت السلطات الأفغانية أنها بدأت تُحقق بهذه المزاعم.

وفق مصادر "إذاعة أوروبا الحرة/إذاعة الحرية"، أدانت محكمة طاجيكية الأسبوع الماضي تسعة أشخاص بتهمة تهريب الذهب والأموال النقدية بين دوشانبي ودبي وإسطنبول، وأُدين خمسة رجال منهم بتهريب ما مجموعه 1.4 طن من سبائك الذهب وأموال نقدية بقيمة 100 مليون دولار بين بداية سبتمبر ومنتصف نوفمبر 2020، كذلك أُدين ثلاثة عناصر من حرس الحدود وضابط شرطة بتهمة تسهيل تنفيذ الخطة، وتراوحت الأحكام الصادرة في الأسبوع الماضي بين سنتين وخمس سنوات ونصف.

لم تذكر السلطات الطاجيكية شيئاً عن كاتوازي وتورطه بالقضية، وركزت وسائل الإعلام الطاجيكية على المذنبين المحليين إلى أن أعلنت السلطات في فبراير أن أفغانستان هي مصدر الذهب والأموال النقدية.

لطالما كانت الحدود بين أفغانستان وطاجيكستان "جنة" حقيقية للمهربين، مع أن مبالغ كبيرة كانت تُستثمَر لتجهيز وتدريب الفِرَق الحدودية الطاجيكية والأفغانية على يد الولايات المتحدة والصين وروسيا، إذ تتداخل المصالح الأميركية والصينية والروسية بطرق معينة على طول هذه الحدود، وتُعطى الأولوية هناك للنشاطات الإرهابية ثم تهريب المخدرات.

لكنّ الحدود بين أفغانستان وطاجيكستان ليست المساحة الوحيدة التي تحتاج إلى المراقبة في هذه المنطقة، وفق تقرير صادر عن قناة "تولو نيوز" الأفغانية في مارس 2021، تم تهريب ملايين الدولارات وآلاف كيلوغرامات الذهب من أفغانستان عبر مخططات متنوعة، وفي إحدى الحالات، ذكر تقرير "تولو نيوز" تهريب 66 مليون دولار و329 كيلوغراماً من الذهب عبر ميناء في بلدة "هايراتان" في محافظة بلخ، على ضفاف نهر أمو داريا، ويبدو أن الأموال النقدية وكميات الذهب كانت تعبر النهر نحو أوزبكستان، ومنها إلى الإمارات العربية المتحدة وكازاخستان.

في حين تدخل أفغانستان مرحلة جديدة من الاضطرابات تزامناً مع استمرار أعمال العنف، واقتراب موعد الانسحاب الأميركي العسكري، وتباطؤ عملية السلام، من المتوقع أن تتوسع فرص نهب خزائن الدولة وتهريبها. تبقى منطقة آسيا الوسطى، حيث يُعتبر الفساد ظاهرة مستفحلة واعتيادية، أنسب ممر للأطراف التي تملك المال وتريد الخروج من المنطقة، وبدءاً من نهب الكنوز التاريخية وصولاً إلى تهريب سبائك الذهب، سيحاول البعض الاستفادة من الوضع حتماً تحت غطاء انعدام الأمن وغياب الاستقرار.

كاثرين بوتز - دبلومات

back to top