مركز البحوث والدراسات الكويتية يوثق تاريخ أسرة الصقر (الحلقة الأخيرة)

جاسم حمد الصقر... حياته الأسرية وعلاقاته الاجتماعية وأعماله الخيرية ورسائل الأصدقاء

نشر في 22-04-2021
آخر تحديث 22-04-2021 | 00:04
يأتي كتاب «جاسم حمد الصقر- سيرته السياسية والثقافية» في إطار سلسلة من الكتب الخاصة بتاريخ أسرة الصقر، والتي يعمل مركز البحوث والدراسات الكويتية برئاسة وإشراف د. عبدالله الغنيم على أن تكون ذات مرجعية موثقة، نظراً لإيداع أسرة الصقر مجموعة من الوثائق الخاصة بها.

ابتدأت السلسلة بكتاب تناول سيرة حمد عبدالله الصقر، ثم كتاب عن عبدالله حمد الصقر ودوره السياسي والاقتصادي.

اهتم كتاب «جاسم حمد الصقر»، الذي أعده د. فيصل عادل الوزان، بجوانب ذات قيمة في سيرته الثقافية والسياسية معاً. فقد كان العم المرحوم أبو وائل شديد الاهتمام بالوثائق التي تخص أسرته ويحتفظ بها في أرشيفه الخاص، الذي قام بتصنيفه بشكل أولي.

اقرأ أيضا

وتكمن أهمية هذا المخزون الوثائقي في أنه يحتوي على عقود تجارية، ووثائق عدسانية، ومراسلات، ومقتنيات خاصة أسرية، ومسودات أبحاث تاريخية، إضافة إلى مذكرات يومية كان يحرص على تدوينها.

ومن بين الوثائق النادرة رسائل كتبها أحد أعضاء كتلة الشباب الوطني إلى المرحوم جاسم الصقر حول أحداث مجلس 1938، وقصة إيفاده من الشيخ عبدالله السالم الصباح سنة 1963 للاجتماع مع الرئيس العراقي عبدالسلام عارف بعد سقوط عبدالكريم قاسم، ومفاوضات إيصال مياه شط العرب إلى الكويت، فضلاً عن محاضر لجان سرية عُقِدت بمجلس الأمة عن طرح فكرة تنقيح الدستور، وغيرها الكثير من الوثائق.

وفيما يلي عرض الحلقة الأخيرة من الكتاب الصادر عن مركز البحوث والدراسات الكويتية:

كُتِب على أسرة الصقر الاغتراب عن الكويت فترات طويلة من السنة، وذلك لدواعي التجارة والدراسة والهجرة، فقد كان عبدالعزيز في الهند يتولى شؤون تجارة الأسرة هناك، وجاسم في البصرة ثم بغداد حيث كان يدرس، ويعمل محمد بين الكويت والبصرة والهند، أما عبدالله فقد انتقل إلى مصر، وكانت والدتهم شيخة السيد فايز الرفاعي كثيراً ما تشتاق إليهم. وفي إحدى رسائلها المعبرة نقرأ فيضاً من مشاعر الشوق واللهفة على رؤية أبنائها وأحفادها. وفيما يلي نص رسالة المرحومة شيخة الرفاعي لولدها جاسم الصقر.

بسم الله - يوم الأربعاء

إلى حضرة الولد العزيز جاسم بن المرحوم حمد العبدالله الصقر سلمه الله آمين...

بعد اهداء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والسؤال عن عزيز خاطركم الشريف، فإن سألتم عنا، فنحن الحمد لله بخير وعافية، ولا نسأل إلا عنكم وعن صحكتم، أنا كتبت ثلاثة مكاتيب ولا جاني ارجوع (رد)، عسى المانع يكون خير. من رحت ما جاني منك مكتوب، بعد، إذا شفت مكتوبك كأني شايفتك.

أرسل لنا الولد عبدالله يريد نورة والأولاد قص لهم تذكرة عبدالعزيز بعد يومين يجونكم، وأنا متكدرة كثير على فرقتهم الأولاد، إذا شفتهم كاني شايفتكم، وأن لا ليلي ليل ولا نهاري نهار، جاسم وعبدالله والأولاد انحرم من شوفتهم الشكوى لله! وأنا ودي أجي مقدار 15 يوم اشوفكم دام ايام العطلة. قلبي متشفق عليكم من الوله، لكن الولد عبدالعزيز ما وافق، وأنا مالي صبر عن شوفتكم، متكدرة كثير يوم أذن الله هذا شي مقدر على الجميع. وسلم على عبدالله ومحمد وعبدالوهاب والأخوات طيبة ونورة ومنيرة يسلمون عليكم كثير، وأهل البيت كافة ودمتم سالمين والسلام. والدتك شيخة».

زواجه وأولاده
تزوج المرحوم العم جاسم الصقر من السيدة فاضلة السيد عبدالرحمن النقيب سنة 1945، وأنجب منها المرحوم وائل ومحمد وعصام وعماد ومي.

علاقته بأخيه محمد

كان محمد حمد الصقر أقرب إخوة المرحوم أبو وائل إليه فيما يبدو، فهو مقارب له في السن، وعاش معه فترة الصبا في البصرة، اما اخوه عبدالعزيز فكان في تلك الفترة في بوربندر بكوجرات في الهند يدير تجارة الصقر هناك.

أرسل جاسم الى اخيه محمد في كراجي رسالة يحدثه فيها عن دخوله الى المدرسة في البصرة ويطلب منه ارسال بساط هندي مريح، ويخبره عن انتشار وباء الجدري في الكويت، وإصابة اخيهما الاصغر عبدالوهاب، وفيها كتب:

«البصرة في 9ج 2 سنة 1351 - كراجي

لحضرة سيدي الأخ محمد بن سيدي الوالد حمد العبدالله الصقر، المحترم دام محروسا

بعد التحية والاحترام: بعده، في 1 تشرين الاول دخلنا المدرسة، وصرنا في الصف الخامس- ب- وإن شاء الله نرجو من الله النجاح ولا تنسونا بدعائكم.

اخي احسنت يوم سافرت الى كراجي لأن مثلك لا تفيده المدرسة اكثر من التجارة، وبعد: اخي نرجو اذا يحصل عندكم بساط او غيره انت تعرف الذي يحطونها للفراش الذي يلوتونه فيه شغل الهند التي كان عبدالعزيز يستعملها العام، إذا حصلت نرجو ترسل لنا في البصرة، واحدة لي والثانية لعبدالله مع أحد المتوجهين للبصرة، وتكتب عليها اسمي، هذا اذا امكن.

والكويت هذه الايام فيها جدري ووفيات كثير متوسط 23 وفيات كل يوم، نرجو الله رفع الوباء عن المسلمين، والأخ عبدالوهاب سمعنا انه جدر، ولكن تعدى 16 يوم وإن شاء الله يشفي لأنه تعدى المقدار.

هذا ما لزم، شرفونا بما يلزمكم، سلامنا للعزيز لديكم منا الاخ عبدالله، والجميع يسلمون ودمتم.

أخيك جاسم الحمد الصقر»

تهنئة بقبوله في كلية الحقوق

وهذه رسالة من محمد الى اخيه جاسم يهنئه فيها على قبوله بكلية الحقوق في بغداد. ارسلها بتاريخ 10 رمضان 1358هـ/23 اكتوبر 1939م. وفيما يلي نصها ثم صورتها:

«نهار الاثنين

بسم الله، الكويت في 10 رمضان سنة 1358 / 23 اكتوبر سنة 1939

جناب الأجل الأمجد الأخ العزيز جاسم بن سيدي الوالد المرحوم حمد الصقر، المحترم.

بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ادام الله علينا وعليكم سوابق الصحة والسرور، وقد اخذنا تحاريركم ارقام: 27 و19 اسرّتنا كثيرا من الذي حصلتوا عليه من الموفقية سيما دخولكم الى احضان كلية الحقوق العراقية وقبولكم بالصف الاول فيها وشرحكم عن مهارة الاساتذة الذين يباشرون الدراسة، مع جيد منهجها الدراسي، وبيانكم لمحل نزولكم المنام والأكل أحسنتم بعمل ذلك، هذا اروح لكم، وتهنئتكم لنا بحلول شهر الصوم المبارك، اعاده الله علينا وإياكم بتمام الصحة والموفقية نسأله تعالى، وهو الخالق المطلع على ما تكنه الضمائر، ان يسدد خطوات الجميع وأن يصلح شأننا والمسلمين عامة إنه قريب مجيب.

اخي حد امكانك ان توجه انظارك نحو دروسك وتواضب عليها وإن شاء الله انك من الموفقين لأن كل من جد وجد، وحالة اهل البيت جميعهم بالصحة خصوصا الوالدة. عبدالرحمن العمر سافر على الميل وارسو الى عدن، معه الى الهند موسى البكر. الأخ عبدالعزيز حسب سفره من البصرة من مدة 5 يوم وصل الى كراجي.

حملنا من طرفنا بوم حمد بن عبداللطيف وجهته اليمن، وسافر وجاري تحميل بوم ناصر بن مبارك عن قريب يتم تحميله. ما حدث زوايد توجب الذكر. هذا ما لزم وشرفونا بما يلزم، سلامنا لنفسك كما منا الوالدة والخوات كافة يسلمون عليك، والباري يحفظكم ويرعاكم بعنايته الصمدانية والسلام.

محمد حمد الصقر»

أصدقاء جاسم الصقر ونماذج من رسائلهم

لجاسم الصقر علاقات واسعة في الكويت والعراق وفلسطين ولبنان وسورية ومصر، وتحفل مجموعة وثائق اسرة الصقر بالكثير من الرسائل التي بعثها اصدقاؤه اليه، وكان من بين اصدقائه المدرس في المدرسة الأحمدية والشاعر راشد السيف، الذي كتب فيه قصيدة أودعها ديوانه السيفيات، وهي بعنوان (قاسم الصقر) فقدمها بقوله: «إلى الشاب المهذب، قدمت شاكرا أخلاقه وأريحيته الممتازة».

إياك إياك لا أعني سواك فتى

يا قاسم الصقر في أخلاقك العجبُ

قد توجت بصفات كلها غرر

لا بدع إن هزني عن حسنها الطرب

قد تعذروني إذا بالغت فيه ولم

أرض الذي لم تفه في ذكره النجبُ

كف الملام ففيه العذل يؤلمني

يا لائمي بالفتى أرجع لك التعب

بل لا أبالي ولو قامت على قدم

قيامة اللوم والأوباش إن غضبوا

هذا فتى لم أفز عند الثناء بمن

برهن... بدليل ما به كتب

لا سيما أنه من دوحة ظهرت

في أصله مظهراً باهت به الحقب

بل خير فرد قفى أثرا

ولم يزل فاضلاً تعلو به الركب

وفي زمن خلا من وسائل التواصل اللحظي المباشر كوسائل التواصل الاجتماعي، بشبكة الانترنت، كانت المراسلات الشخصية البريدية هي السائدة، وتتميز تلك المراسلات في الغالب بطولها وباكتنازها لمشاعر فياضة واحتوائها على الآمال والتطلعات والبشائر والمخاوف والشكاوى، ومن الناحية التاريخية فإنه لا يخفي أهمية المراسلات كمصادر لمعلومات كثيرة مباشرة وغير مباشرة.

احتفظ جاسم الصقر بعدد غير قليل من مراسلاته مع اصدقائه، ومنذ فترة صباه وشبابه كان يتعاهد اصدقاءه بالمراسلات بين فترة واخرى، ابتدأ كتابة المراسلات مبكرا، الى الاهل واصدقاء الدراسة في البصرة، وتكثر المراسلات في العطل الصيفية حيث يفترق الاصدقاء مؤقتا، كل الى وجهته، فمن عائد إلى بلاده أو زائر لبلاد اخرى أو سائح.

ومن الملاحظ في مراسلات جاسم الصقر انها لا تخلو من الاشارات الى القضايا العربية وخصوصا قضية فلسطين وكان له اصدقاء فلسطينيون عدة. ويبدو ايضا من المراسلات ان لجاسم الصقر ايادي بيضاء على اصدقائه فكان هو وأخوه الاكبر عبدالله يحاولون قدر استطاعتهما مساعدتهم على ايجاد وظائف وغيرها من امور، وعلى كل حال يحسن إيراد طائفة من المراسلات والتعليق المقتضب عليها.

رسالة من محمد محمود نجم المعلم الفلسطيني

كان من بين اصدقاء جاسم الصقر محمد محمود نجم، وهو معلم فلسطيني جاء الى الكويت سنة 1934م ليعمل في مدارس الكويت ضمن وفد من المعلمين الفلسطينيين، على رأسهم الاستاذ احمد شهاب الدين، عمل مخرجا ثانيا لمسرحية كويتية بعنوان «اسلام عمر» في المدرسة الاحمدية سنة 1938-1939م، حضرها الشيخ أحمد الجابر الصباح وأعيان الكويت، ويبدو أنه غادر الكويت سنة 1939م بعد ان عرف بتأييده أو مشاركته مظاهرات اعضاء المجلس التشريعي.

وفي رسالته يلتمس من جاسم وعبدالله مساعدته في ايجاد وظيفة بوزارة المعارف العراقية. وفيما يلي نص رسالته:

«أخي الوفي حرسه الله

سلامي عليك كلما

غنى الهزار والهديل

وتمايلت ورق على

فنن كنشوان يميل»

من خليفة خالد الغنيم

يعد خليفة خالد الغنيم اول خريج كويتي من الجامعة الاميركية في بيروت، وهو من اوائل الخريجين الجامعيين الكويتيين، كان من مؤسسي بنك الكويت الوطني سنة 1952م. وكان خليفة الغنيم اول سفير لدولة الكويت الى المملكة المتحدة، حيث قدم اوراق اعتماده سنة 1961م ثم اصبح وزيرا للتجارة في سنتي 1963 و1964م، توفي سنة 1995م. كان خليفة الغنيم صديقا لجاسم الصقر كما تكشف المراسلات المتعددة بينهما.

في رسالة مؤرخة بتاريخ 30/4/1939م من خليفة خالد الغنيم الى جاسم الصقر نقرأ بعض المعلومات عن حياة الشخصين، حيث يبدو انهما كانا يخططان لقضاء احدى العطل الصيفية في لبنان، ويبدو ايضا ان المرحوم جاسم كان يفكر بالدراسة في الجامعة الاميركية في بيروت. كما يتحدث فيها الغنيم عن استعدادات الجيوش الفرنسية من حيث التدريب وحفر الخنادق، ذلك ان الحرب العالمية الثانية كانت مشتعلة وفيها يتحدث عن اقامة الجمعية العراقية وجمعية العروة الوثقى وحفل تأبين بمناسبة رحيل الملك غازي الاول ملك العراق، ومن المعروف أن غازي الاول كان راعيا للقوميين العرب، ورمزا من رموزهم.

من صديقه الحضرمي محمد بن عبدالله العمودي

كان لدى جاسم الصقر صديق حضرمي مقيم في جاوة بإندونيسيا، اسمه محمد بن عبدالله باحمد العمودي. كان هذا الشخص صحفيا ومالكا لمطبعة وعلى معرفة بالشيخ عبدالعزيز الرشيد ويونس بحري اللذين طبعا العدد الاول من مجلتهما «الكويت والعراقي» في مطبعته المسماة بمطبعة الوحدة في مدينة سورابايا. وليس واضحا كيف تعرف جاسم الصقر عليه. لهما صديق مشترك هو يوسف مشاري حسن البدر، الطالب بالقاهرة سنة 1940. وبما أن جاسم الصقر سافر سنة 1940م الى مصر والتقى بيوسف مشاري البدر هناك فمن المحتمل ان محمد العمودي كان هناك ايضا والتقى بجاسم وتبادلا العناوين للمراسلة.

ويشير الى وجود جريدة عربية تصدر في سنغافورة وتحدث عن بعثة عراقية لتعلم الطيران كانت في كاليفورنيا ومرت بجاوة عائدة للعراق، وذكر مجموعة من الشخصيات العراقية التي يطلب من جاسم ايصال السلام اليها.

من خالد سليمان العدساني 1911 - 1982

ولد خالد سليمان العدساني سنة 1911م، ودرس في المدرسة المباركية ثم درس في كلية الامام الاعظم ببغداد. وعمل سكرتيراً للمجلس التشريعي سنة 1938م، خرج من الكويت برفقة مجموعة من حزب كتلة الشباب الوطني في بداية مارس 1939م، حيث مكث في البصرة فترة لدى عبدالله الصقر. ويبدو انه عمل بالتجارة ثم غادر البصرة الى الشام وفي هذه الرسالة المرسلة سنة 1944م يبدو ان خالد العدساني عانى من المرض ولازم فراش المستشفى لفترة طويلة. وكان المرحوم خالد قد عاد الى الكويت قبل ذلك اثر عفو الشيخ احمد الجابر عنه وعن زملائه في المجلس، ثم خرج مرة اخرى من الكويت بعد اصداره لكتاب عن مجلس 1938، لكنه عاد ثانية سنة 1950م وشارك في المجالس الادارية الحكومية في الخمسينيات ثم عمل سفيرا للكويت في عدد من الدول العربية والاوروبية، ثم عين وزيرا للتجارة والصناعة ما بين 1971- 1975م وتوفي سنة 1982.

من صديقه البحريني عبدالله عبدالرحمن فخرو

كان لجاسم الصقر ارتباط ببعض ابناء الخليج العربي من غير الكويت. ومن خلال رسالتين من مجموعة وثائق الصقر يتضح وجود علاقة صداقة مع احد ابناء عائلة فخرو المعروفة في البحرين. ويبدو من خلالهما ان عبدالله عبدالرحمن فخرو مثل صديقه جاسم الصقر مؤمن بالفكر العروبي، ولعله كان يدرس معه في جامعة بغداد. ونقرأ فيها أيضا تسمية خليج العرب في الرسالة الثانية (سنة 1941م) بدلاً من تسمية الخليج الفارسي التي استخدمها في رسالة (1939م).

أعماله الخيرية

التزاما بدوره الانساني وحق المجتمع عليه، قدم المرحوم جاسم الصقر الكثير من التبرعات داخل الكويت وخارجها. ويحتفظ أرشيف الصقر بأدلة على بعض هذه الأعمال.

ومن بينها رسالة من الشهيدة اسرار محمد القبندي، عضو مجلس ادارة جمعية التربية الخاصة الكويتية، برسالة تحيط بها جاسم الصقر علما بأنهم بصدد انشاء هذه الجمعية، وتعرض عليه المساهمة في التبرع من اجل شراء المعدات اللازمة.

لم يتأخر جاسم الصقر وإخوانه في دعم العراق، فكانوا من طليعة المتبرعين الكويتيين لإعمار الفاو بعد خرابها بسبب الحرب العراقية الإيرانية.

رسالة من بدر خالد القناعي (1911-2015م)

أثناء عمله في الهند في الأربعينيات بعث بدر خالد البدر القناعي إلى جاسم الصقر، رسالة يصف فيها ما رآه.

«ميسور في 30/10/45

اخي العزيز قاسم حفظه الله

صار لي اكثر من عشرين يوم وانا قائم بسياحة في اواسط الهند والجنوب، والحق ايها الاخ ان الذي يزور بومبي او كراجي ويقول انا رايت الهند بعيد عن الواقع.

زرت مقاطعة حيدر اباد الدكن، وانا الان في مقاطعة ميسور التي تعتبر اغنى مقاطعة في الهند نسبة الى السكان ومساحة الارض.

المناخ في حيدر اباد وهنا جميل جدا، حيث الهواء ناشف معتدل، والسبب ان القطرين واقع في هضبة الدكن التي معدل ارتفاعها عن سطح البحر 3000 قدم، وتوجد بعض محلات ترتفع 7000 قدم.

اما المناظر الطبيعية فأجمل مدينة ميسور، جميلة جدا وهي كعبة السواح من الهند وغير الهند، لما فيها من جمال الطبيعة وجودة المناخ، فيها سد يعتبر ثالث سد بالعالم اقتضى اتمامه عشرين سنة، وقربه حديقة تعتبر من اجمل حدائق العالم.

دارت في الايام الاخيرة حملة في صحف بومبي عن قضية فلسطين والهجرة اليهودية وقد كتبت الوكالة اليهودية في بومبي في الموضوع اظهرت وجهة نظرها وقد كتبت انا في التايمس كلمة مختصرة بقدر ما سمحت به الظروف ربما اطلعك عليها الاخ حمد.

وهناك رسائل من الاستاذ احمد حمدي مدير المعارف في الكويت سنة 1945، ومن عبدالوهاب عيسى القطامي عام 1955 عن رحلته الى مصر ولندن، ومن الحاج عبدالكريم الخطيب من بغداد، ومن محمد بن يوسف النصف بخصوص مقالة نجيب محفوظ.

حمزة عليان

الاغتراب في تاريخ أسرة الصقر... عبدالعزيز في الهند وجاسم بالعراق ومحمد بين الكويت والبصرة

شيخة الرفاعي لولدها جاسم: ما لي صبر عن شوفتكم

رسالة إلى أقرب أشقائه محمد: الجدري داهم الكويت والضحايا 23 يومياً

علاقات واسعة مع أصدقاء في العراق وفلسطين ولبنان وسورية ومصر
back to top