سكة سد

نشر في 20-04-2021
آخر تحديث 20-04-2021 | 00:13
 حسن العيسى هي سكة سد، يعني الطريق مغلق من الناحيتين، ناحية مجلس الأمة وناحية الحكومة التي يفترض أنها بوضعها أصبحت مثل بلاع الموس، والدولة ستضيع حتماً إذا استمرت الأحوال. الزميل محمد رمضان، ولا نلومه، كتب في "القبس" أن الديموقراطية في الكويت أضرت بالنمو الاقتصادي. "الثروة البشرية تدهورت بسبب مخرجات التعليم وقدرات ومهارات موظفي الحكومة... (أيضاً) الهدر في الإنفاق الحكومي الذي يبلغ 40 في المئة من هذا الإنفاق"، وقبل ذلك يقرر "من سنة 1996 وحتى اليوم، مرت الكويت بـ22 حكومة خلال 25 سنة...."، ويقارن وضعنا مع وضع دولة الإمارات في معدلات التنمية.

أكيد الديموقراطية -بصفة عامة- تؤثر بالنمو كما يقول الزميل، لكن من قال أساساً إن لدينا ديموقراطية حقاً؟! لدينا "ديمو" من دون "قراطية" حتى نتوصل لنتائج الزميل، لم يحدث يوماً أن أصبحت لدينا "ديموقراطية" حقيقية، فهذه ليست صناديق انتخاب فقط، وإنما هي مؤسسات مستقلة وثقافة متجذرة ووعي تاريخي للشعوب بها، وهذا لم يتوفر يوماً عندنا، فلِمَ نلوم الديموقراطية على تراجع الحال؟ ومن المسؤول عن كل ما حدث؟ من الذي أنتج هذا "الديمو" بين كل فترة وأخرى، حتى أضحت عثرة بجانب عثرات السلطة الكثيرة في مضمار التنمية؟ ليس حزب أنجيلا ميركل طبعاً، وإنما حزب الأسرة وحلقات الذكر من المستشارين والتابعين الذين يتم اختيارهم حسب عواطفها ومصالحها.

مسألة أخرى، غير الدولة الغربية التي تزاوجت فيها الصناعة والديموقراطية تاريخياً حتى أصبحت التنمية المستدامة والديموقراطية "تقريباً" متلازمتين، غيرها لا يوجد. دول شرق آسيا لم تكن ديموقراطية في بدايات نهضتها التنموية الجبارة، كانت دولاً تسلطية؛ من كوريا الجنوبية إلى سنغافورة حتى الصين، وكان القطاع العام من يقود التنمية في البداية، وهنا قد نتفق مع الزميل محمد رمضان، لكن من يضمن أن الجماعة هنا مثل الجماعة هناك. جربناهم 76 و86 كانوا وحدهم. وصارت الدولة دويلة "شيوخ ومشايخ محافظين منغلقين"، وهذا هو سيفوه على حطة إيدكم، كلام كثير يمكن أن يقال في علاقة الديموقراطية والتنمية المستدامة، لكننا أفلسنا من الاثنين، مجلس الأمة كان يفرمل الكثير من مشروعات التنمية، لكن قبلها استطاع أكثر فرملة وفضح الكثير من سرقات المال العام المعوقة للتنمية... فأين أصبح هؤلاء النجوم؟!

حسن العيسى

back to top