الرئيس الأميركي جو بايدن و نظيره الروسي فلاديمير بوتين ... خطوة إلى الأمام واثنتان إلى الوراء

واشنطن تتراجع عن نشر سفينتين في البحر الأسود... وتفرض عقوبات على موسكو

نشر في 16-04-2021
آخر تحديث 16-04-2021 | 00:04
جنديان أوكرانيان على الخطوط الأمامية في دونيتسك أمس الأول	 (أ ف ب)
جنديان أوكرانيان على الخطوط الأمامية في دونيتسك أمس الأول (أ ف ب)
تواصلت الإشارات المتضاربة من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه موسكو، وبعد مبادرة بايدن بدعوة نظيره الروسي إلى قمة، في انتصار معنوي لبوتين، تراجعت واشنطن عن نشر سفن في البحر الأسود، بالتزامن مع الإعلان عن عقوبات جديدة على موسكو.
رغم الانتقادات التي تعرضت لها إدارة الرئيس جو بايدن، بسبب مبادرته لدعوة نظيره الروسي فلاديمير بوتين الى قمة، وهو ما اعتُبر انتصاراً للأخير، تراجعت واشنطن عن قرار نشر سفينتين حربيتين في البحر الأسود، في انتصار رمزي ثانٍ لموسكو، لكنّه تزامن مع فرض عقوبات جديدة على شخصيات وكيانات روسية، الأمر الذي بعث بإشارت متضاربة حول السياسة التي تعتمدها الإدارة الأميركية الجديدة مع موسكو.

واستغل الدبلوماسي الروسي المخضرم، الناطق باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، عبارة شهيرة للزعيم الروسي السوفياتي الشهير فلاديمير لينين ليعبّر عن هذا التضارب، قائلا إن موسكو لا تريد أن تُبنى العلاقات مع الولايات المتحدة على صيغة «خطوة إلى الأمام، خطوتان إلى الوراء».

تراجع على وقع مناورات

وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، أن «الولايات المتحدة ألغت شفهياً خططاً لإرسال سفينتين حربيتين عبر المضيق التركي إلى البحر الأسود أمس الأول»، وذلك بعد أيام من إعلان أنقرة تبلّغها من خلال قنوات دبلوماسية أن المدمرتين الأميركيتين «دونالد كوك» و»روزفلت» ستعبران باتجاه البحر الأسود وتبقيان في المنطقة حتى 4 مايو المقبل، لكنهما لم تصلا إلى البحر الأسود، وتوجهتا إلى جهة غير معروفة بعد أن غادرتا جزيرة كريت.

وحذّرت روسيا، في وقت سابق هذا الأسبوع، من أن أي انتشار للبحرية الأميركية في البحر الأسود سيعتبر عملا «استفزازيا للغاية».

وجاء التراجع الأميركي في وقت استبقت روسيا وصول السفن الأميركية، بالإعلان عن مناورات في البحر الأسود ستستخدم فيها عدة أسلحة، بما في ذلك منظومة الدفاع الجوي المضادة للطيران.

كما جاء قبل ساعات من إعلان إدارة بايدن عن سلسلة عقوبات مالية ضد 32 كيانا وشخصية روسية وطرد 10 دبلوماسيين روس رداً على هجمات معلوماتية والتدخل في الانتخابات الرئاسية عام 2020 الذي نُسب الى موسكو، وكذلك عقوبات ضد 5 أفراد و3 شركات في شبه جزيرة القرم.

وحملت الإدارة الأميركية رسميا جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي مسؤولية الهجوم الإلكتروني، الذي استهدف شركة «سولار ويند».

كما أعلن البيت الأبيض طرد 10 من أعضاء البعثة الدبلوماسية الروسية في واشنطن، مشيراً إلى أن الدبلوماسيين الذين تقرّر طردهم يتضمنون 5 موظفين يعملون في الاستخبارات الروسية.

وقال البيت الأبيض، إن «الرئيس بايدن وقّع مرسوما يتيح معاقبة روسيا مجددا بشكل يؤدي الى عواقب استراتيجية واقتصادية إذا واصلت أو شجعت تصعيد أعمالها المزعزعة للاستقرار الدولي».

إضافة إلى ذلك، حظرت الولايات المتحدة على شركاتها الشراء المباشر لسندات الدين الروسية الصادرة عن البنك المركزي، أو صندوق الثروة الوطني، أو وزارة المالية الروسية.

وعبّرت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، في بيان أمس، عن «دعمها وتضامنها مع حليفتها الولايات المتحدة بعد الإعلان عن إجراءات تهدف الى الرد على أنشطة روسيا المزعزعة للاستقرار»، بينما قالت موسكو إن العقوبات لا تساعد في عقد قمة بوتين وبايدن، مؤكدة أنها سترد عليها بالمثل.

كييف نووية

وأعلن السفير الأوكراني في ألمانيا، أندريه ميلنيك، أن بلاده تفكّر في التسلح النووي، إذا لم تصبح عضوا في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وقال ميلنيك، أمس، «إما أن نكون جزءا من تحالف مثل ناتو، ونساهم أيضا في أن تصير أوروبا أقوى، أو سيكون لدينا خيار وحيد بالتسلح بأنفسنا». وأضاف أنه ربما تنظر كييف «في وضع نووي»، وتابع متسائلا: «وإلّا كيف يمكننا ضمان دفاعنا؟».

يذكر أن كييف أعلنت عام 1994 التخلى عن ثالث أكبر ترسانة للأسلحة النووية في العالم تعود للعهد السوفياتي ومخزّنة على الأراضي الأوكرانية. وفي المقابل التزمت الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا باحترام حدود أوكرانيا.

في المقابل، استمر التوتر بالتصاعد بين أوكرانيا وروسيا. وأطلقت كييف مناورات على الحدود مع شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014، وقامت قواتها بمحاكاة سيناريو صد هجوم تقليدي من قبل القوات الروسية.

كما أعلن الجيش الأوكراني أيضاً انطلاق مناورات في محيط مدينة خاركيف، شرق البلاد، على تخوم مناطق الانفصاليين الموالين لروسيا، والى جانب الحدود مع روسيا.

واتهم وزير الدفاع الأوكراني أندريه تاران، روسيا، بتهيئة مواقع لتخزين أسلحة نووية في شبه جزيرة القرم، بينما قال وزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظرائه بدول البلطيق الثلاث الذين قدموا إلى كييف للتعبير عن تضامنهم، إن موسكو تهدد علناً بتدمير كييف.

وأضاف: «ندين تدهور الوضع الأمني الذي تسببه روسيا وأعمال وتصريحات موسكو الهادفة إلى زيادة التوتر العسكري وتقويض الجهود الدبلوماسية». وحذّر كوليبا من أن «الخط الأحمر بالنسبة لأوكرانيا هو حدود دولتها. إذا انتهكت روسيا الخط الأحمر، فسيتعين عليها أن تتألم»، داعيًا الغرب إلى فرض عقوبات جديدة على موسكو في هذه الحالة.

وتخشى الحكومة الأوكرانية من أن موسكو تدفع إلى سبب موجب للحرب في محاولة لتبرير عملية مسلحة.

وأكد «الكرملين» من جهته أنه «لا يهدد أحدا»، ودان «الاستفزازات» الأوكرانية.

وفي المؤتمر الصحافي المشترك بين الوزراء الأربعة، قال وزير خارجية لاتفيا إدغار رينكيفيكس، إن موسكو هي الطرف الوحيد الذي يحتاج إلى خفض تصعيد تصرفاته.

وفي هلسنكي، أكد الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو «دعم فنلندا المطلق» لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، وذلك في مكالمة هاتفية، أمس، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

في المقابل، حذّر سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، أمس الأول، من أن أوكرانيا قد تنفّذ أعمالا استفزازية بمساعدة الولايات المتحدة قد تصل إلى قتل جنود، كي تبدأ عمليات عسكرية ضد شبه جزيرة القرم.

كييف تُهدّد بالتسلح النووي إذا لم تصبح عضواً في «ناتو»
back to top