مصطفى الكاظمي يُطلِق العمل بـميناء «الفاو الكبير»: جسر لمنطقتنا

وضع حجر الأساس لمشاريع نفطية في البصرة واستعجل التحضيرات لـ «خليجي 25»

نشر في 12-04-2021
آخر تحديث 12-04-2021 | 00:05
بعد جولته، التي شملت السعودية والإمارات، وغداة استقباله الأمين العام للجامعة العربية في بغداد، أعلن رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، في ذروة الانفتاح العربي على بغداد وضع حجر الأساس لتنفيذ ميناء الفاو الكبير على الخليج، الذي تحيط به صعوبات وتحديات استراتيجية، ويعتبر أكبر مشروع قومي منذ سقوط الدكتاتور صدام حسين.
رغم العراقيل الكثيرة التي يواجهها المشروع الطموح، وضع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أمس، حجر الأساس لتنفيذ المرحلة الأولى من ميناء «الفاو الكبير» في البصرة الحدودية مع الكويت بكلفة قدرها 2.62 مليار دولار، مؤكداً أنه سيؤمن فرصاً كبيرة للدولة ويعزز مكانتها الجيوسياسية في المنطقة والعالم، وسيخلق فرص عمل كثيرة لأهل محافظة الجنوبية وباقي المحافظات.

العقود الخمسة

وخلال مراسم وضع أساس للعقود الخمسة للمشروع، وهي: نفق قناة خور الزبير، والأرصفة الخمسة للحاويات، وردم ساحة خزن ومناولة الحاويات، وحفر القناة الملاحية الداخلية، وحفر وتأثيث القناة الملاحية الخارجية، والطريق السريع الرابط بين ميناء الفاو وأم قصر، أكد الكاظمي أن المشروع الضخم سيحول العراق لجسر اقتصادي يربط مختلف بلدان المنطقة، فضلاً عن اثره الاستراتيجي في تطوير وإعمار المحافظات العراقية.

وشدد الكاظمي، الذي زار ملعب نادي الميناء الأولمبي ومحطة تحلية أبوالخصيب، على أن «الكثيرين راهنوا على إفشال ميناء الفاو ونشروا إشاعات عدة لإحباط الشعب، لكنه انطلق رسمياً بعد الانتهاء من مراحل التخطيط والمفاوضات وتمويله من موازنة هذا العام».

وأضاف: «نحن أمام مرحلة جديدة من تاريخ العراق الحديث، حيث نتجاوز الأزمات، ونتجه نحو البناء والإعمار والازدهار، وأدعو أهلنا في البصرة الفيحاء، وفي كل أنحاء العراق أن يتحلوا بالأمل، وأن نضع أيدينا معاً ونبني بلدنا من الفاو إلى زاخو».

وقال الكاظمي: «ليس لدي حزب، والشعب هو حزبي، ومشروعي الوحيد هو العبور بالدولة وتحقيق مطلب الشعب بانتخابات عادلة، ولن نسمح لأحد بأن يهدد بهدمها».

والتقى الكاظمي، خلال زيارته للبصرة، مجموعة من الشباب المحتجين قرب بوابة مشروع ميناء الفاو الكبير، واستمع لطروحاتهم، وأكد أن حقهم المشروع بالتظاهر تحت حماية أجهزة الدولة كافة، على ألا يؤدي لإحداث أضرار أو يهدد الممتلكات العامة والخاصة.

ووجّه بالتهيئة للقاء وفد يختاره المتظاهرون لغرض اللقاء بهم في بغداد، والاستماع لمطالبهم ووضع الحلول لها.

5 أرصفة

ووفق وزارة النقل، فإن العقد يتضمن بناء 5 أرصفة عملاقة لتفريغ السفن بطول 1750 متراً، موضحة أن شركة «دايو» الكورية المنفذة بدأت إجراءات المسح الميداني، استعدادا لمباشرة أعمالها.

وأوضحت الوزارة أن عقد ساحة الخزن يتضمن إنشاء ساحة الحاويات بطول 1750 متراً، بينما يبلغ طول القناة الملاحية الخارجية المفترض حفرها عشرة كيلومترات داخل الميناء و13 كيلومتراً خارجه لربطه بالقناة الملاحية الدولية، وبخصوص عقد الطريق السريع الرابط بالميناء فسيكون بطول 63 كيلومتراً ويربط الميناء بمدينة أم قصر.

ولتحسين المواصلات وتنشيط الموانئ، من المقرر أن يتم إلى جانب بناء الميناء مد خط سكك حديد يصل بين منطقة الخليح عبر الأراضي العراقية وشمال أوروبا عبر تركيا، مما يضيف إلى هذا المشروع التجاري العالمي أهمية استراتيجية إضافية.

ومن أقسام المشروع الأخرى إنشاء سايلوهات لتخزين الحبوب، إلى جانب رافعات عملاقة في الميناء ومدارج لهبوط الطائرات وطريق دولي، إضافة إلى العديد من المصانع ومصادر إنتاج الوقود.

وإذ تفقد الكاظمي أيضاً محطة تحلية «محيله» في قضاء أبو الخصيب، ووجه بسرعة إنجازها لخدمة أهالي البصرة، اطلع الكاظمي على سير الأعمال في مشروع ملعب نادي الميناء الأولمبي، برفقة وفد حكومي، ووجه بمضاعفة العمل فيه وبهمة كبيرة، لإنجازه وإكمال جميع مرافقه، ليكون جاهزاً لبطولة «خليجي 25»، التي يسعى العراق لاستضافتها في محافظة البصرة.

وأكد الكاظمي أن الحكومة حريصة على إكمال متعلقات ملف استضافة «خليجي 25» ليعكس سمعة العراق ويظهر قدرته على استضافة مختلف الأنشطة والفعاليات الرياضية.

كما وضع الكاظمي حجر الأساس لمشروع وحدتي تحسين البنزين الرابعة (CCR)، وهدرجة النفثا (NHT) في محافظة البصرة، ضمن اعمال هيئة مشاريع الجنوب في شركة المشاريع النفطيَّة بوزارة النفط.

وأكد الكاظمي «حرص الحكومة وجديتها على تطوير الصناعات النفطيَّة في العراق، لكونها من الركائز المهمَّة للاقتصاد العراقي وتنميته، فضلاً عن مساهمتها في زيادة الإيرادات الماليَّة، وتقليل الاعتماد على استيراد منتجات الوقود، وصولاً إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي».

وأعلن الكاظمي ارتفاع احتياطي البنك المركزي من العملات الاجنبية الى أكثر من 60 مليار دولار، بعد ان كان 51.9 مليارا «قبل الشروع في الإجراءات الإصلاحية لهذه الحكومة».

وأضاف «نجحنا في إيقاف الهدر والفساد الكبير في مزاد البنك المركزي سيئ الصيت، وماضون بإجراءاتنا ولن نتوقف، وإجراءاتنا في محاربة الفساد مستمرة رغم العراقيل التي يحاول البعض وضعها، لكننا سنستمر دون تراجع».

back to top