طهران تشغل «أجهزة طرد» وواشنطن تحذر من مأزق

«زحمة وفود» على خط واشنطن - تل أبيب... وإسرائيل تستعد لتصعيد «حرب السفن»

نشر في 11-04-2021
آخر تحديث 11-04-2021 | 00:05
الرئيس الإيراني حسن روحاني يستمع لشرح خلال تدشين خط أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم في نطنز أمس    (إرنا)
الرئيس الإيراني حسن روحاني يستمع لشرح خلال تدشين خط أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم في نطنز أمس (إرنا)
رغم الاختراقات التي شهدتها المفاوضات النووية في فيينا، دشنت إيران أجهزة طرد مركزي "محرمة"، بينما حذر مسؤول أميركي طهران من الاستمرار في التعنت بمسألة رفع العقوبات المفروضة عليها منذ 2017.
غداة أجواء ايجابية في ختام جولة ثانية من مباحثات استكشافية تجريها أطراف الاتفاق النووي الإيراني، بمشاركة أميركية غير مباشرة، بهدف إحياء الاتفاق المبرم عام 2015، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني تشغيل خط أجهزة طرد مركزي جديدة محرمة بموجب قيود الصفقة، في وقت اعتبرت واشنطن أن استمرار إصرار طهران على رفع جميع العقوبات المفروضة عليها منذ عام 2017 سيدخل جهود إحياء الاتفاق، الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018، في مأزق.

ودشن الرئيس الإيراني حسن روحاني رسميا سلسلة تتضمن 164 جهازا للطرد المركزي من نوع "آي آر 6" وسلسلة أخرى تتضمن 30 جهازا من نوع "آي آر 5"، في منشأة نطنز النووية وسط البلاد.

وجاءت الخطوة الإيرانية بتشغيل الأجهزة المحدثة، التي تتيح تخصيب اليورانيوم بسرعة أكبر، بعد ساعات من تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أشار إلى انتهاك إيراني جديد للاتفاق النووي، الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية، مما سيزيد على الأرجح التوتر مع الغرب، ويتعلق الانتهاك الجديد بما يحسب رسميا ضمن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب.

في غضون ذلك، وصف كبير المفاوضين الإيرانيين نائب وزير الخارجية عباس عراقجي، موضوع رفع العقوبات الذي جرى تداوله في الجولة الثانية من المحادثات النووية في فيينا بـ"المعقد".

وقال عراقجي إنه "متفائل بمحادثات فيينا، ويجب أن نتوصل إلى نتيجة قريبا حتى لا تقع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مشاكل"، في إشارة على ما يبدو إلى ضيق الوقت المتبقي على انتهاء اتفاق مؤقت بين حكومة روحاني والوكالة الدولية للاتفاف على قانون أقره البرلمان الإيراني الخاضع لسيطرة التيار المتشدد لتقليص التفتيش الدولي على المنشآت النووية وتسريع تخصيب اليورانيوم.

وأكد الحاجة إلى مواصلة المفاوضات بين إيران ومجموعة 4+1، بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين، معتبراً أن "موضوع رفع العقوبات معقد، وقررنا منح الأعضاء فرصة للذهاب إلى عواصمهم وإجراء المشاورات اللازمة والعودة الأربعاء المقبل لاستئناف المحادثات".

في موازاة ذلك، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة أن مفاوضات أمس الأول "اتخذت خطوات إيجابية"، لكنه كرر موقف طهران الرافض للدخول في أي مفاوضات مع واشنطن.

وبين المسؤول الإيراني، ردا على سؤال لشبكة "سي أن أن"، عما إذا كانت المحادثات المباشرة بين طهران وواشنطن ستعقد في فيينا الأسبوع المقبل، أنه: "لن تكون هناك محادثات مباشرة أو غير مباشرة في فيينا أو في أي مكان آخر، وليست هناك حاجة لأي مفاوضات لأننا ناقشنا كل تفاصيل الاتفاق النووي من قبل".

وشدد زادة على أن الجمهورية الإسلامية تريد رفع جميع العقوبات التي فرضت "تحت أي تسمية" في عهد ترامب، قبل التفاعل مجددا مع إدارة بايدن التي تريد جعل اتفاق 2015 منصة لمعالجة قضايا أخرى مع طهران تضمن تسلحها الباليستي وأنشطتها في المنطقة.

في السياق نفسه، قال مسؤول أميركي كبير إن بلاده تعتزم رفع العقوبات غير المتسقة مع الاتفاق النووي، لكنه أكد أن مطالبة طهران المتكررة لواشنطن برفع جميع العقوبات المفروضة تضع علامات استفهام، لأنها تتعارض مع الاتفاق النووي نفسه، "لأنه بموجب الاتفاق، يحق للولايات المتحدة فرض عقوبات لأسباب غير نووية، بما في ذلك الإرهاب أو انتهاكات حقوق الإنسان أو التدخل في انتخاباتنا".

ورأى المسؤول، الذي لم يكشف عن هويته، أنه إذا صممت طهران على رفع كل العقوبات الأميركية منذ 2017 "فإننا ذاهبون إلى مأزق"، مشددا على أن الولايات المتحدة قدمت خلال محادثات في فيينا مقترحات "جادة جدا، وأظهروا نية حقيقية للعودة إلى الامتثال للاتفاق النووي" لإيران، وأكد أن واشنطن تتوقع أن تظهر طهران "الجدية" نفسها.

وتابع: "رأينا بعض الإشارات على المعاملة بالمثل ولكنها بالتأكيد ليست كافية. السؤال هو ما إذا كانت إيران مستعدة لاختيار النهج البراغماتي نفسه الذي اتبعته واشنطن للامتثال مرة أخرى لالتزاماتها بموجب الاتفاق"، لافتا إلى أن الأمر سيكون "أكثر صعوبة" بالنسبة لإيران للحصول على ما تريد، العودة المتبادلة إلى الاتفاق النووي، إذا لم يتم إجراء محادثات مباشرة بين البلدين.

بدايات أولية

في هذه الأثناء، وصف وزير الخارجية الألماني هايكو ماس المحادثات الجارية في فيينا بـ"البناءة"، مضيفا أن المفاوضات لن تكون سهلة ولا تزال في بدايتها.

بدوره، أثنى ممثل روسيا ميخائيل أوليانوف على "أهمية التقدم الأولي الذي تم إحرازه خلال محادثات الأسبوع الفائت".

من جانب آخر، أفاد تقرير إسرائيلي، يأتي بعد أن استهدفت سفينة "سافيز" الإيرانية، في البحر الأحمر، الثلاثاء الماضي؛ بأن إسرائيل تستعد لتصعيد المواجهة البحرية مع إيران.

وذكر التقرير، الذي نشرته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان 11"، أن "التقديرات تشير إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تستعد لاحتمال رد وتصعيد إيراني في المواجهة البحرية"، موضحا أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي توجه للقاء نظيره الأميركي؛ لبحث الملف الإيراني ومخاوف إسرائيل الأمنية من إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي.

وأشار إلى أن "إعلانات خارجية ترى أن إسرائيل جددت هجماتها في سورية لمنع نقل الأسلحة"، لجهات موالية لإيران، وتطرق إلى وصول وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى تل أبيب اليوم، لإجراء مباحثات لتهدئة المخاوف الإسرائيلية في ظل التوترات مع طهران وبخاصة في المواجهة البحرية.

back to top