رادار : تشخيص مرض الباركنسون

نشر في 14-12-2020
آخر تحديث 14-12-2020 | 00:00
مرض الباركنسون
مرض الباركنسون

شُخّص مرض الباركنسون لدى والدتي منذ فترة قصيرة لكنها لا تواجه أعراضاً كثيرة. لذا أفضّل أن تأخذ رأي طبيب آخر. هل يمكن إجراء فحص دم معيّن للتأكد من دقة التشخيص؟

ما من فحص محدّد لتشخيص مرض الباركنسون بل يرتكز التشخيص على تاريخ المريض الطبي وأعراضه، فضلاً عن فحص عصبي وجسدي. إذا كانت والدتك تشكّك بتشخيص الباركسنون، من المنطقي أن تأخذ رأي طبيب أعصاب متخصص بالمرض.

الباركنسون عبارة عن اضطراب تدريجي يصيب الجهاز العصبي ويؤثر في الحركة. يموت بعض الخلايا العصبية في أدمغة المصابين بهذا المرض تدريجاً.

ترتبط بعض أعراض الباركنسون بفقدان الخلايا العصبية الدماغية التي تنتج مؤشر الدوبامين الكيماوي، ما يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الأعراض، تتفاوت بدرجة كبيرة بين شخص وآخر.

يتطوّر الباركنسون ببطء مع مرور الوقت. في أولى مراحل المرض، تكون الأعراض خفيفة وبالكاد يمكن رصدها.

يواجه %80 من مرضى الباركنسون تقريباً شكلاً من الرجفة أو الرعشة في الأطراف، يصيب اليد أو الأصابع غالباً. مع مرور الوقت، يُصعّب الباركنسون الحركة السريعة ويسبّب تصلباً عضلياً ويحدّ من نطاق حركة المريض حتى أن الحالة تصبح مؤلمة أحياناً، ما يؤدي إلى اضطراب المشية وتقصير الخطوات. ستتباطأ أيضاً المهام اليومية الأساسية كالنهوض عن كرسي أو الكتابة أو ارتداء الملابس، وتصبح وضعية جسم المريض منحنية ويختلّ توازنه.

عموماً، ينعكس الباركنسون على حركات الجسم الطبيعية والعفوية كرمش العين والابتسامة وأرجحة الذراعين أثناء المشي، ويؤدي فقدان الدوبامين الذي يرافق المرض أحياناً إلى اضطراب النوم ونوبات هلع وقلق وأرق.

يراجع أطباء الأعصاب هذه الأعراض عند التفكير بتشخيص الباركنسون. وتبرز الحاجة أحياناً إلى تصوير الدماغ أو إجراء فحوص دم، لكن يرتكز التشخيص غالباً على الخصائص المحددة خلال الاستشارة الطبية. حين يشتبه مقدم الرعاية الصحية بمرض الباركنسون بعد تقييمه الأولي، يصف دواء كاربيدوبا ليفودوبا الذي يساهم في استبدال الدوبامين في الدماغ.

إذا تحسنت الأعراض بشكل ملحوظ حين يأخذ المريض الدواء، سيتضح أن الباركنسون مسؤول عن تلك الأعراض. لكن لن يحصل أي تغيير خلال يوم أو يومين. لزيادة فاعلية العلاج، يجب أن يأخذ المريض جرعة صحيحة من الدواء خلال فترة أطول.

بالنسبة إلى الأشخاص الذين يصابون بشكل متطور من الباركنسون، يبقى التشخيص الدقيق الذي يحدّد الجرعة المناسبة من دواء كاربيدوبا ليفودوبا خطوة أساسية. بالنسبة إلى معظم المرضى، يشمل العلاج أيضاً برنامجاً رياضياً لزيادة الرشاقة وتحسين القوة العضلية والمرونة والتوازن.

رغم غياب أي علاج محدد للباركنسون، يمكن التحكّم بالمرض وأعراضه بفاعلية في معظم الحالات كي يتمكّن المرضى من متابعة حياة نشطة ومُرضِية.

● د. ج. إريك ألسكوغ

back to top