رسالة الكويتيين واضحة... فهل تُترجم؟

نشر في 07-12-2020
آخر تحديث 07-12-2020 | 00:10
افتتاحية الجريدة
افتتاحية الجريدة
انتهت الانتخابات وظهرت النتائج، وقال الشعب كلمته بوضوح وأوصل رسالته بلا مواربة، فكافأ أناساً وعاقب آخرين... أقصى مقربين، وقرَّب بعيدين، وخرج بكثافة متحدياً أصعب الظروف الصحية والمناخية، ليقول هذه الكلمة الفاصلة، مدوناً شهادته في مجلس أنهى سنواته الأربع كاملة، وليس بعد كلمة الشعب كلمة.

بتلك النتائج التي أسفرت عنها صناديق الاقتراع حمّل الشعب المسؤولية كاملة للمجلس المقبل مع الحكومة الجديدة، وجاء الآن دورهما الذي يجب أن يكون متكاملاً ومتناغماً ضمن سيمفونية واحدة لا نشاز فيها.

وعلى النواب الفائزين الذين علّق الشعب عليهم الآمال في التغيير إلى الأفضل أن يفرقوا بين الانتخابات ومرحلة العمل البرلماني المنوط بها النهوض بحاضر البلد ومستقبل أبنائه... عليهم أن يعلموا أن دورهم مهم في بناء البلد، اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، عن طريق التطوير والعمل الجماعي داخل البرلمان بالتنسيق مع الحكومة... عليهم أن يعلموا أنهم نواب لكل الكويت، لا لقبيلة أو طائفة أو دائرة بعينها، وأن تركيزهم على مطالب شعبوية فئوية خاصة لا يخدم الجميع بمن فيهم المقربون والداعمون والأنصار، بل يحرق بذرة الأمل التي غرسها الشعب في صناديق انتخابات الخامس من ديسمبر.

أما الحكومة فعليها أن تلبس نظارات الواقع، وتقرأ نتائج الانتخابات قراءة متأنية، وأن تسعى لترجمة رسالة الشعب وتعرف مطالبه، من أجل العمل الجاد والنهضة والنمو، وبناء على ذلك تختار نوعية الوزراء الذين تتطلبهم المرحلة المقبلة، بحيث يحوزون ثقة المواطنين واحترامهم، ولا يكون تمسكهم بالكرسي أكثر من تمسكهم بالقانون والمصلحة العامة، فضلاً عن فتح خطوط تعاون وتنسيق مع النواب لخلق بيئة إيجابية إنجازية، وتشكيل صورة الكويت المشرقة التي يحلم بها أبناؤها.

نريد من سلطتَي السنوات الأربع المقبلة أن تدركا تمام الإدراك أن مرحلة ما بعد 5 ديسمبر ليست كما قبلها، فالشعب سيظل مترقباً ليرى ما ستسفر عنه جهود التعاون، وأي طرف سيخرج عن منظومة التعاون، أو يكون معرقلاً للآخر، سيدفع ثمن تخاذله باهظاً من رصيده السياسي... فهل تحقق السلطتان الآمال المعقودة عليهما في مرحلة التحديات المقبلة؟ هل تكون لديهما الإيجابية والقدرة والإخلاص لتحقيق تلك الآمال التي انتظرها الكويتيون طويلاً لبناء بلدهم، أم تعود الأمور إلى ما كانت عليه، لاستكمال دورة الصراعات السياسية والمماحكات والنقاشات العقيمة والتهديدات، مع وضع النواب عيناً على صندوق الانتخابات، وأخرى على قاعة عبدالله السالم... وكأن شيئاً لم يكن؟!

الأيام القادمة كفيلة بالإجابة سريعاً عن تلك التساؤلات... إنه امتحان للوزراء والنواب معاً... فهل ينجحون؟

back to top