الاعتداءات العسكرية الروسية ضد أوكرانيا مستمرة

نشر في 13-05-2020
آخر تحديث 13-05-2020 | 00:00
تحتل أخبار وباء "كوفيد-19" والانتخابات الأميركية المرتقبة في نوفمبر المقبل جميع وسائل الإعلام في الوقت الراهن، لكن لا يمكن تجاهل الاعتداءات الروسية المستمرة ضد أوكرانيا، لذا يجب أن يزيد ترامب تركيزه على هذا الملف ويقدم المزيد من الدعم العسكري والمساعدات الأخرى لها.
 واشنطن تايمز يتجاهل معظم السياسيين ووسائل الإعلام الحروب الصغيرة دوماً، لا سيما تلك التي تدخل في حالة من المراوحة، لكنه موقف خاطئ، فثمة تعتيم إعلامي واضح على الحرب الانتقامية الروسية الرامية إلى غزو أوكرانيا، فتلك الحرب تستحق انتباهاً كبيراً، وأوكرانيا تستحق دعماً متزايداً لأنها تخوض صراعاً بين الحرية والعبودية.

بدأت حرب روسيا على أوكرانيا في فبراير 2014، حين استولت على شبه جزيرة القرم، وصادر «الرجال الخضر الصغار» (جنود روس بزي عسكري لكنهم لا يحملون أي علامات روسية، ومجموعة مرتزقة)، تلك المنطقة وفرضوا انتخابات مزيفة اختار فيها سكان شبه الجزيرة الانضمام إلى الاتحاد الروسي، وبعد أسابيع ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم رسمياً.

في مقابلة مع ألكساندر تورتشينوف، رئيس البرلمان الأوكراني، وأرسين أفاكوف، وزير الأمن القومي الأوكراني ورئيس مجلس الدفاع الحالي، تكلم الرجلان عن الهجوم الروسي ودافعا بقوة عن حرية أوكرانيا، فحين بدأ الهجوم الروسي في فبراير كانت أوكرانيا في أضعف حالاتها، يقول تورتشينوف إنها كانت تفتقر إلى المعدات العسكرية والأسلحة عالية الجودة، ونجح المقاتلون الأوكرانيون في وقف الهجوم الروسي بطريقة ما، لكن حصل ذلك بعد توغل روسيا في البلاد.

ويضيف تورتشينوف: «لم تتوقف الاعتداءات العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، ولم يمر يوم واحد من دون حصول استفزاز عسكري ضد المدافعين عن أوكرانيا، إذ تتعرض المواقع الأوكرانية للقصف بالأسلحة الثقيلة، بما يخالف بنود اتفاقيات مينسك، فقُتِل مدنيان مثلاً وأصيب 17 آخرون، منهم ثلاثة أولاد، من جراء القصف في شهر مارس من هذه السنة».

يقول أفاكوف من جهته إن القوات الروسية والانفصالية تحتل نحو 15 ألف كيلومتر مربّع من شرق أوكرانيا وكامل شبه جزيرة القرم التي كانت جزءاً من أوكرانيا قبل أن تضمّها روسيا: «لا تتعلق المسألة بعدد الكيلومترات المربّعة، بل بحكم القانون والتشريعات والقيم الديمقراطية». قُتِل نحو 14 ألف شخص، منهم أكثر من 3 آلاف مدني، وخسر مليونا شخص أملاكهم.

تشهد الحرب هناك شكلاً من المراوحة لأسباب عدة، ويبدو أن بوتين لا يريد المجازفة بمواجهة عقوبات اقتصادية خطيرة في حال أقدمت القوات الروسية على غزو أوكرانيا مباشرةً، كذلك لا يسيطر بوتين بالكامل على القوى الأوكرانية الموالية له.

حين كان باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة، رُفِض طلب أوكرانيا بتلقي مساعدات عسكرية، يقول تورتشينوف إن المسؤولين الأميركيين أخبروه بأن قرار الرفض صدر «منعاً لإزعاج بوتين واستفزازه»، وبرأي أفاكوف، كان الدعم العسكري والدبلوماسي الذي حصلت عليه أوكرانيا من الرئيس ترامب أساسياً لوقف الهجوم الروسي.

انتُخِب رئيس أوكرانيا الحالي، فولوديمير زيلينسكي، في عام 2019 بعد مسيرة حافلة كممثل كوميدي على التلفزيون، لكنه يشعر حتماً بالإحباط نظراً إلى حدود صلاحياته، ففي وقتٍ سابق من هذه السنة، طرد معظم الوزراء وطلب حديثاً من رئيس جورجيا السابق ميخائيل ساكاشفيلي أن يصبح نائب رئيس الحكومة للاستفادة من مهاراته الدبلوماسية وخبرته في الحكم، لكن يصعب أن نتوقع نجاح ساكاشفيلي في كسر وضع المراوحة.

يضيف أفاكوف: «تطالب أوكرانيا باسترجاع كامل أراضيها، أي الأجزاء المحتلة موقتاً من «دونيتسك» و»لوغانسك» وشبه جزيرة القرم. يجب أن تنسحب التشكيلات العسكرية الروسية كلها من أرض أوكرانيا، ويجب أن يسود حكم الدولة الأوكرانية في جميع الأراضي المحتلة، ثم يمكن إجراء انتخابات محلية».

تحتل أخبار وباء «كوفيد- 19» والانتخابات الأميركية المرتقبة في نوفمبر المقبل جميع وسائل الإعلام في الوقت الراهن، لكن لا يمكن تجاهل الاعتداءات الروسية المستمرة ضد أوكرانيا، لذا يجب أن يزيد ترامب تركيزه على هذا الملف ويقدم المزيد من الدعم العسكري والمساعدات الأخرى تأييداً لموقف أوكرانيا الشجاع في سبيل الحرية.

*جيد رابين

back to top