الأغلبية الصامتة: جغرافيا

نشر في 09-01-2020
آخر تحديث 09-01-2020 | 00:09
الموقف الكويتي يزداد صعوبة فيما يخص تزايد حدة التوتر بين أميركا وإيران، وقد شعرنا بذلك عندما تم اتهامنا أكثر من مرة أن أرضنا كانت منطلقا لطائرات نفذت عمليات عسكرية في بعض دول الجوار، إذاً لا بد من العمل لتخفيف حدة التوتر على الصعيدين المحلي والخارجي.
 إبراهيم المليفي هي الجغرافيا فلا مفر لنا منها، وعلينا أن نتكيف مع كل من يحيط بنا من حولنا، ونعرف عن جيراننا أكثر مما يعرفونه عن أنفسهم، فذلك هو قدرنا وقدر كل الدول الصغيرة في حجمها.

أحوال الجيرة ليست على حال واحدة، هي الخير وكل الخير عندما تكون مشرعة الأبواب للتجارة والعلم وتبادل المصالح، وهي الدفء عندما تقسم الأقدار الأهل والأصحاب ليعيشا في بلدين متجاورين، وهي مع الأسف جيرة الشر عندما يتسلط الأشرار على منابع اتخاذ القرار فيجلبون الكدر والتوتر على شعوبهم والشعوب المجاورة لهم، فتتقطع الجسور والأرحام ليصبح البعيد أقرب من القريب.

ما يحصل في العراق يؤثر علينا، وما يحصل في محيطنا الإقليمي لن نكون بمعزل عنه، لذلك قلنا ولا نزال نقول إن على دول مجلس التعاون الخليجي التآزر في مثل هذه المرحلة الحرجة غير المسبوقة في تاريخ منطقتنا لأن الرياح عاتية، وتبدل موازين القوى والحلفاء لا يبشر بالخير، بعد أن غابت الحكمة وتسيد التهور كل تفاصيل المشهد.

هذا المطلب وغيره أقل بكثير مما نطمح، لأن التعاون بين دول مجلس التعاون يجب أن يكون حالة ثابتة وغير مقتصرة على أوقات الشدة فقط، لذلك كنا ولا نزال ننتظر أول انفراجة حقيقية على صعيد الخلاف الخليجي بعد قمة الرياض مثل عودة العلاقات الدبلوماسية، وفتح الحدود، ولكن مع الأسف لم يحصل شيء حتى الآن، والحرب الإعلامية ما زالت مشتعلة.

في الختام الموقف الكويتي يزداد صعوبة فيما يخص تزايد حدة التوتر بين أميركا وإيران، وقد شعرنا بذلك عندما تم اتهامنا أكثر من مرة أن أرضنا كانت منطلقا لطائرات نفذت عمليات عسكرية في بعض دول الجوار، إذاً لا بد من العمل لتخفيف حدة التوتر على الصعيدين المحلي والخارجي من خلال زيادة مساحة التصالح والمصالحة، وتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف، وبدون ذلك سنجد أنفسنا قريبا في خضم صراع عظيم وضغط متزايد للانحياز لطرف ضد طرف آخر، وبدء الدخول في دوامة لن تكون نهايتها سعيدة.

back to top