المصلحة أساس العلاقات

نشر في 16-08-2019
آخر تحديث 16-08-2019 | 00:03
 ناصر بدر ناصر العلاقات بين الناس دون استثناء مبنية على المصالح، وهي أساس الحياة، ولا يوجد أي شخص يستطيع الاستغناء عن المصلحة، فهي ليست عيباً، ووصف إنسان ما بأنه «مصلحجي» كما نقول بالعامية، لنعني به أنه سلبي أو انتهازي أو ما شابه ليس سليماَ.

إذا نظرنا إلى رغباتنا في الحياة، وحاجاتنا الأولية خاصة، فسنجد أنفسنا أصحاب مصالح كثيرة متنوعة ومختلفة، فمؤسسات الدولة على سبيل المثال يكمل بعضها البعض بالتعاون المشترك بهدف خدمة المجتمع، وكذلك الحال بين أفراد المجتمع، فبعضهم في حاجة إلى بعض، ليكمل كل منهم الآخر، وأبسط المصالح أن يأتيك شخص مهموم يريد منك فقط الاستماع إليه!

ليس من المنطقي أن أصف شخصاً بأنه «مصلحجي» وأنا في نفس الوقت قد أحتاج شيئاً منه أو من غيره! وهناك أمثلة كثيرة يتم فيها تبادل المصالح الإيجابية بين الناس، فالأم مثلاً ترضع طفلها ليكبر، وعندما يكبر فإنه يرعاها في شيخوختها، وهناك أيضاً مصلحة بين الكاتب والقارئ، فالكاتب يريد إيصال الفكرة، والقارئ يريد الاستفادة منها... وقس على ذلك أموراً كثيرة تدخل فيها المصلحة بشكل عفوي وتلقائي دون أن يكون فيها المعنى السلبي المتعارف عليه من كلمة «مصلحجي»، أي أنها طبيعية بل ضرورية في تلبية احتياجاتنا المستمرة.

أما الشخص الذي يأخذ مصلحته وينكر ما قمت به تجاهه، فهذا إنسان سلبي ناكر للجميل، ومن الممكن أن نطلق عليه «مصلحجي سلبي»، وبطبيعة الحال فإنه لن ينال رضا من يتعاملون معه وهو الخاسر في النهاية لأنه سيشعر تلقائياً بأنهم يعتزلونه.

إذن المصلحة سواء كانت بين الناس أو بين المؤسسات أو الدول ما هي إلا ركيزة أساسية في العلاقات المختلفة، أو كما تسمى «مصالح مشتركة»، وعلينا ألا ننزعج من أشخاص إن احتاجوا إلينا فنصفهم «بالمصلحجية» في حين نستنكر أن يصفونا بهذا المصطلح إن احتجنا نحن إليهم.

back to top