ماذا عن انعقاد قمة بين ترامب والقيادة الإيرانية؟‎

نشر في 27-06-2018
آخر تحديث 27-06-2018 | 00:09
 وول ستريت جورنال بعد قمة ترامب وكيم جونغ أون، هل نقترح لقاءً مماثلاً مع المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي؟ ليس العرض هذا بعيداً عن الواقع على ما يبدو، وقد يمارس ضغطاً مفيداً على النظام الإيراني.

في خطاب وزير الخارجية الأميركي "مايك بومبيو" في ٢١ مايو حول سياسة إدارة ترامب تجاه إيران، أيّد الوزير صراحة الحالة هذه المشابهة لكوريا الشمالية قائلاً: "إذا كان أي شخص، ولا سيّما قادة إيران، يشكّ في مصداقية الرئيس الأميركي أو رؤيته، فلينظر إلى دبلوماسيتنا مع كوريا الشمالية"، وفي هذا السياق، كتب السفير الأميركي السابق زلماي خليل زاد في صحيفة "واشنطن بوست" عن رغبة الإدارة الأميركية في "إشراك إيران في مفاوضات للتوصل إلى اتفاق شامل يؤدي إلى تطبيع العلاقات"، وكما يشير السيد خليل زاد، سبق للرئيس ترامب أن أعلن استعداده للتفاوض مباشرةً مع إيران.

أما في إيران فتبدو ردود الفعل تجاه قمة ترامب- كيم منقسمة بشكل حاد، فقبل انعقاد هذه القمة، حذّر النظام الإيراني من أن ترامب ليس أهلاً للثقة، بدليل انسحاباته من الاتفاق النووي الإيراني وإعلان مجموعة الدول السبع لهذا العام. ولكن الكثير من المواطنين الإيرانيين يرون أن قمة سنغافورة تمثل سابقةً إيجابية، وفي هذا الإطار قال أحدهم في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز": "لإنقاذنا من هذا الوضع التعيس على قادتنا أن يجلسوا مع ترامب وأن يحلوا الخلافات القديمة بين بلدينا". ويشير صمت الإعلام الإيراني الرسمي حول القمة إلى أن النظام يعترف بالرغبة الشعبية في اعتماد مقاربة مماثلة.

ومن شبه المؤكد أن يرفض السيد خامنئي عرضاً للقاء السيد ترامب، لأن أيديولوجيته مبنية على مقاومة "الغطرسة العالمية" الأميركية، لكن احتمال مثل هذا الرفض هو سبب إضافي يدفع بالولايات المتحدة إلى تقديم مثل هذا العرض، لأنه سيُظهر للشعب الإيراني والعالم بأسره من هو صانع السلام الحقيقي.

وربما يبتهج حلفاء أميركا الأوروبيون إذا عرض السيد ترامب بشكلٍ مفاجئ لقاء آية الله، وقد ترحب قوى عالمية أخرى بهذه المبادرة، ففي مؤتمر عُقد أخيراً في الصين حول الشرق الأوسط، سمع كاتب هذه السطور عدداً كبيراً من المسؤولين يصفون قمة ترامب- كيم بأنها مثال معاكس لانسحاب السيد ترامب الأحادي الجانب من الاتفاق النووي مع إيران.

وخلافاً للقوى الأوروبية والآسيوية، ليس من شك في أن حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط سيشعرون بالقلق من احتمال تخفيف ترامب موقفه تجاه إيران، وبالفعل لا تشجع وسائل الإعلام الإسرائيلية على إجراء مفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، مدعية أن قمة سنغافورة زادت من نفوذ الولايات المتحدة على طهران، وأفضل سبيل لتبديد تلك المخاوف هو تذكير الإسرائيليين بأن السيد خامنئي ليس كيم جونغ أون، ومن المرجح أن يفعل كل شيء تقريباً لتجنب لقاء السيد ترامب. كما على البيت الأبيض التشاور مع حلفاء الولايات المتحدة قبل تقديم عرض كهذا لكن قد تقتنع الدول القلقة بأنّ هذا العرض سيضع إيران، وليس هي، في موقف محفوف بالمخاطر.

وفي الحالة "غير المحتملة" التي قد يقبل فيها خامنئي مثل هذه الدعوة، قد يقوده تصوره الخاص حول تأثيره الكبير إلى وضع شروط أقل تشدداً، ومن شأن ذلك أن يسمح للولايات المتحدة بإلغاء العرض مع الحفاظ على انفتاحها على محادثات غير مشروطة، كذلك ما من داع للقلق من أن تؤدي الدعوة إلى "إضفاء الشرعية" على النظام الإيراني. فعلى عكس كوريا الشمالية، تُعتبر الجمهورية الإسلامية، في السراء والضراء، شرعية في نظر معظم دول العالم.

وإذا تحققت قمة ترامب- خامنئي، فإنها ستوفر فرصةً لإعادة صياغة مطالب صعبة بل مبررة تماماً بما يتجاوز أي اتفاق نووي، وستكون كذلك فرصة لإظهار الأولويات الحقيقية لزعماء إيران أمام الشعب الإيراني.

* ديفيد بولوك

back to top