ترامب يبحث في الشأن الأفغاني عن: لمَ ما زلنا هناك؟

نشر في 23-08-2017
آخر تحديث 23-08-2017 | 00:08
 واشنطن إكزامينر "خطأ كبير جداً". بهذه الكلمات وصف ترامب الغزو العراقي في مناظرة للحزب الجمهوري في كارولاينا الجنوبية في شهر فبراير عام 2016، وأضاف: "ما كان يجب أن ندخل العراق. لقد زعزعنا استقرار الشرق الأوسط".

ولكن ماذا عن أفغانستان؟ يبدو أن ترامب دخل البيت الأبيض وهو لا يملك موقفاً واضحاً ومحدداً من الحرب، باستثناء أنه يعتقد أنها طالت كثيراً.

أدلى ترامب ببعض التصريحات عن أفغانستان قبل ترشحه للرئاسة، ومن كلماته الأشهر تغريدته: "أهدرنا مقداراً ضخماً من الدماء والأموال في أفغانستان. في المقابل، لا تملك حكومتهم أي تقدير لذلك. لنخرج!".

لكن ترامب لم يلتزم بوجهة النظر هذه، ففي تصريحه الأشمل عن هذه المسألة في مقابلة على شبكة "سي إن إن" عام 2015، ميّز ترامب بين أفغانستان وانتقاده غزو العراق.

ذكر ترامب: "لم أقل إننا ارتكبنا خطأ بدخولنا أفغانستان. هل تروقني هذه المسألة؟ كلا. هل أحب أياً من تفاصيلها؟ كلا. ولكن من المهم أن نحتفظ، في المقام الأول، بوجود هناك، وهذا الوجود ما يتحدثون عنه عموماً: نحو 5 آلاف جندي".

قاد ترامب بعد توليه الرئاسة مناقشةً موسّعة عن الخطوات التالية في أفغانستان، وأخبر وزير الدفاع جيم ماتيس المراسلين: "أشعر بالارتياح لأن العملية الاستراتيجية كانت عميقة كفايةً".

لم يتبنَّ ترامب موقفاً واضحاً من أفغانستان كمرشح، ولا نعلم ما إذا كان سيكتفي بمجاراة الخبراء العسكريين، لكن مَن ناقشوا هذه المسألة معه في الأسابيع الأخيرة يؤكدون أن الرئيس يدرك جيداً أن الولايات المتحدة تخوض حرباً في أفغانستان منذ 16 عاماً من دون أن تحقق النصر. لذلك يسأل: لمَ ما زلنا هناك؟ وكيف يمكن لأي رئيس أن يبرر المضي قدماً في المسار عينه؟

كما هي الحال مع حلف شمال الأطلسي وغيره من قضايا السياسة الخارجية، يبحث ترامب أيضاً عن طرق تفرض على أمم أخرى حمل جزء أكبر من العبء الذي تضطلع به الولايات المتحدة اليوم.

أما بالنسبة إلى جيف سيشنز، فيصف الأصدقاء تطوراً في تفكيره منذ مرحلة مجلس الشيوخ عام 2002 حين قيل إنه "متحمّس جداً" للحرب في أفغانستان. أما اليوم فيبدو أقل ثقة باحتمال تحقيق الانتصار في ذلك البلد، ويشير البعض إلى أنه يعتقد أن التدخل الأميركي في أفغانستان استمر 16 عاماً ليس لأن الولايات المتحدة أخفقت مراراً في التوصل إلى الاستراتيجية الصحيحة، بل لأن مهمة إنشاء ديمقراطية سلمية، ومستقرة، ومستدامة مستحيلة في الوقت الراهن.

تشمل الطرق التي يستطيع ترامب من خلالها إرضاء كل الأطراف في المناظرة التخفيف من قواعد الارتباط، التي فُرضت في عهد أوباما في أفغانستان، والتي يعتبر النقاد أنها "كبّلت يدَي" القوات الأميركية. فبالحد من القيود القانونية المفروضة على الظروف التي يستطيع الأميركيون في ظلها مهاجمة قوات طالبان ومنشآتها، ينجح ترامب في شن الحرب بفاعلية أكبر مع العدد ذاته من الجنود أو مع عدد أكبر بقليل.

قبل شهرَين، منح ترامب ماتيس سلطة لإرسال نحو 4 آلاف جندي إضافي للانضمام إلى أكثر من 8 آلاف جندي أميركي في أفغانستان. أخبر ماتيس المراسلين أن هذه الخطة لن تقتصر على عدد الجنود، بل ستشكّل أيضاً برنامج عمل أشمل في المنطقة، وأكّد ماتيس: "تشكّل هذه استراتيجية لجنوب آسيا وليس لأفغانستان فحسب".

سيؤدي أي قرار بإرسال المزيد من الجنود إلى إثارة نقطة أخرى رددها ترامب مراراً خلال حملته: إذا بعث بالجيش الأميركي إلى الحرب، تعهد ترامب في خطابات كثيرة بأنه لن يلتزم بجدول زمني. لن يعلن للعالم، كما أوباما، متى سيعود الجنود إلى الوطن لأنه، بهذه الخطوة، يدفع العدو إلى الانتظار ريثما تنتهي المهلة التي التزمت بها الولايات المتحدة، وفق ترامب.

إذاً، يعني إرسال الجنود والوفاء بهذا الوعد، بالنسبة إلى ترامب، التزاماً مفتوحاً للقوات الأميركية.

ولكن إذا أرسل ترامب المزيد من القوات، يظل مضطراً إلى الإجابة عن السؤالين الصعبين: بعد كل هذه السنوات، لمَ ما زلنا في أفغانستان؟ وهل من سبب للاعتقاد أن المضي قدماً في المسار عينه سيقودنا أخيراً إلى النصر؟

* بايرون يورك

* «واشنطن إكزامينر»

back to top