حسني مبارك.. بطل قومي أطاحت به ثورة شعبية!

تربع على عرش مصر ثلاثين عاماً.. وأول رئيس يُحاكم

نشر في 25-02-2020 | 17:43
آخر تحديث 25-02-2020 | 17:43
No Image Caption
تربع حسني مبارك الذي توفي الثلاثاء عن 91 عاماً، على عرش مصر بلا منازع لثلاثين عاماً قبل أن تسقطه ثورة شعبية غاضبة من تجاوزات جهازه الأمني وأحلام نجله جمال في وراثة الحكم.

في 11 فبراير 2011، اضطر حسني مبارك إلى التخلي عن السلطة وتسليمها للجيش الذي قرر الاصطفاف مع المنتفضين في ميدان التحرير والتخلص في ذات الوقت من الجنرال السابق ومن طموحات نجله جمال السياسية.

شهد العقد الأخير من حياة حسني مبارك تقلبات كبرى حولته من ديكتاتور حكم البلاد لثلاثة عقود بفضل جهاز أمني مطلق اليد، إلى أول رئيس مصري يمثل أمام محكمة، قبل أن يصبح رئيساً سابقاً بعيداً عن الأضواء.

بدأت محاكمة مبارك، الذي كان قائداً للقوات الجوية المصرية إبان الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973، بعد سبعة أشهر من سقوطه لاتهامه بالتواطؤ في قتل أكثر من 800 متظاهر سقطوا أثناء الثورة ضدّ حكمه التي استمرت 18 يوماً.

وحكم عليه في يونيو 2012 بالسجن المؤبد (25 سنة).

لكن محكمة النقض المصرية، أعلى هيئة في القضاء الجنائي المصري، برأت مبارك بشكل نهائي في 2 مارس 2017 من هذه التهمة وتم اخلاء سبيله.

إلا أن الرئيس السابق أدين ونجلاه علاء وجمال في 2016 بالفساد المالي.

حسني مبارك.. بطل قومي أطاحت به ثورة شعبية!

وكانت علاقات مبارك ونجلاه برجال الأعمال محل شكوك وتساؤلات كبيرة طوال العقد الأخير من حكمه، وكانت المعارضة المصرية تقول إن نظامه قائم على «التزاوج بين السلطة والثروة».

وفتح الباب أمام مبارك لتولي الرئاسة بعد اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات على يد إسلاميين في العام 1981 حين كان نائباً للرئيس، في وقت لم يكن أحد يتوقع مستقبلاً كبيراً لهذا الرجل الذي يفتقد إلى الكاريزما.

وقال مقربون منه إن أقصى أمانيه كانت أن يعين سفيراً لمصر في لندن بعد تقاعده من منصبه العسكري.

عرف عن مبارك أنه رجل براغماتي، غير أنه فقد شيئاً فشيئاً صلته بالشعب وأصبح عنيداً ومتكبراً واعتمد على جهاز أمني مخيف.

ونجح على مدى سنوات حكمه في أن يطرح مصر كركيزة للاستقرار في المنطقة.

ورغم كل الأنواء والاحتجاجات تمسك بمعاهدة السلام التي أبرمها سلفه مع اسرائيل عام 1979 وحرص على أن يظل ضمن ما عرف قبل الربيع العربي بمعسكر الاعتدال في العالم العربي، فضمن تأييد الغرب لنظامه وخصوصاً الولايات المتحدة التي ظل حليفاً لها على الدوام.

وظل مبارك بشعره الأسود المصبوغ وبنظرته التي يخفيها في غالب الأحيان خلف نظارات سوداء، وجهاً مألوفاً في الاجتماعات الدولية على مدى سنين حكمه.

ورغم تصديه بقوة للجماعات الإسلامية المتطرفة، لم يتمكن مبارك من وقف صعود الإسلام السياسي الذي تجسده جماعة الإخوان المسلمين.

ولد محمد حسني مبارك في الرابع من مايو 1928 في عائلة من الطبقة الريفية المتوسطة في دلتا مصر، وصعد سلم الرتب العسكرية في الجيش إلى أن أصبح قائداً للقوات الجوية ثم نائباً للرئيس في أبريل 1975.

وخلال مسيرته الطويلة، تعرض لست محاولات اغتيال جعلته يرفض رفع حالة طوارىء في البلاد على مدى توليه الحكم.

وغذّى صعود نجم نجله الأصغر جمال القريب من أوساط رجال الأعمال، الشكوك بشأن عملية «توريث» للحكم، فكانت طموحات جمال مبارك السياسية بمثابة المسمار الأخير في نعش نظامه.

back to top