«7 ملايين طفل» في العالم يعانون من مراكز الإحتجاز

نشر في 18-11-2019 | 17:52
آخر تحديث 18-11-2019 | 17:52
احدى مراكز احتجاز المهاجرين في العالم
احدى مراكز احتجاز المهاجرين في العالم
ذكرت دراسة صادرة عن الأمم المتحدة اليوم الاثنين ان اكثر من سبعة ملايين طفل في جميع أنحاء العالم يعانون في أنواع مختلفة من المؤسسات الخاصة بالطفل ومراكز احتجاز المهاجرين واحتجاز الشرطة والسجون وغيرها من أماكن الاحتجاز.

ووفقا للدراسة فيوجد ما لا يقل عن 410 آلاف طفل كل عام في السجون ومراكز الاحتجاز قبل المحاكمة حيث يكون العنف "متوطنا" بالإضافة الى ما لا يقل عن 330 ألف طفل في 80 دولة يتم احتجازهم سنويا في قضايا ذات علاقة بالهجرة.

كما وضعت السلطات القضائية في عدد من الدول حوالي 670 ألف طفل في مؤسسات تستوفي التعريف القانوني للحرمان من الحرية ومع ذلك فإن العدد الإجمالي للأطفال في مؤسسات الرعاية على اختلاف أنواعها هو أكثر من 4ر5 مليون.

وتشير الدراسة الى ان الحرمان من الحرية يؤدي إلى تفاقم ظروف الأطفال الصحية بما في ذلك القلق والاكتئاب والأفكار الانتحارية والإجهاد اللاحق للصدمة واحتمال زيادة معدلات الاضطرابات النفسية للاطفال المحتجزين واحتمالة الموت المبكر بين الاطفال بمجرد اطلاق سراحهم من الاحتجاز.

وتعليقا على الدراسة أكد خبير الأمم المتحدة لحقوق الانسان مانفريد نوفاك في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة في جنيف ان هذه الحقيقة "تتناقض تناقضا مباشرا" مع متطلبات اتفاقية حقوق الطفل التي تنص بوضوح على أن احتجاز الأطفال يجب ألا يستخدم إلا كتدبير أخير ولأقصر فترة زمنية مناسبة.

وطالب الخبير الاممي الدول بضرورة البحث أولا عن حلول أخرى غير الاحتجاز لاسيما ان هناك تقدما تم احرازه بالفعل في بعض السنوات الأخيرة ما يعني ان الحلول القابلة للتطبيق ممكنة.

ولفت الى ان الدراسة تسلط الضوء على الحاجة الماسة إلى بذل المزيد من الجهد فيما يتعلق بإلغاء مؤسسات وأنظمة معاقبة الأطفال والبحث عوضا عن ذلك في سبل إنهاء الاحتجاز المتعلق بالهجرة غير القانونية وغيرها من التدابير من أجل الامتثال لاتفاقية حقوق الطفل.

كما اكد نوفاك ان الأطفال المحرومين من الحرية ينتمون إلى الفئات المجتمعية الأكثر ضعفا ويعانون من التمييز والاستبعاد والنسيان في مجتمعاتنا المعاصرة.

وشرح ان من بين هؤلاء يوجد أيضا المنتمون الى أفقر القطاعات المجتمعية التي تنتمي إلى الأقليات العرقية او الدينية او أبناء الشعوب الأصلية أو أسر المهاجرين أو اللاجئين بما في ذلك أيضا الأطفال الذين يعانون من إعاقات عقلية أو جسدية.

كما اشار نوفاك الى حق كل طفل في النمو في بيئة أسرية مؤكدا ان الحكومات مسؤولة عن ذلك وعليها ان تستثمر المزيد من الموارد لدعم الأسر وأنظمة رعاية الطفل.

وقال ان احتجاز الأطفال يؤدي إلى نتائج عكسية ومكلفة للغاية ويضر بصحة الأطفال ونموهم كما ان المجتمعات عادة لا تنظر بعين الاعتبار الى الأطفال المحرومين من الحرية ما يعرضهم للكثير من الانتهاكات.

واضاف نوفاك ان الدراسة طالبت بترسيخ حقيقة ان الطفولة هي عندما يطور الأطفال شخصيتهم وعلاقاتهم النفسية والمعنوية مع الآخرين وتنمية مهاراتهم الاجتماعية والتعليمية ومواهبهم.

وأضاف ان الدراسة قد نقلت آراء الأطفال المعنيين والذين أشاروا الى أن الحرمان من الحرية بالنسبة لهم يعني في الأساس الحرمان من طفولتهم ما يعني وفق الدراسة أن حرمان الأطفال من حريتهم هو شكل من أشكال العنف.

وحذر نوفاك من اغفال المجتمعات لحقيقة دورها في عدم احتجاز الأطفال ذلك لأن الحرمان من الحرية يعني الحرمان من الحقوق كافة.

back to top