الكويت تعرب عن بالغ قلقها إزاء العنف والنزاعات في منطقة وسط إفريقيا

نشر في 14-12-2018 | 12:43
آخر تحديث 14-12-2018 | 12:43
منصور العتيبي
منصور العتيبي
أعربت الكويت عن بالغ قلقها لما تشهده منطقة وسط أفريقيا من موجات عنف ونزاعات مسلحة يسقط ضحيتها أبرياء ومدنيون مشددة على ضرورة إيجاد حلول جذرية توقف هذه الأعمال وتحاسب مرتكبيها.

جاء ذلك في كلمة الكويت التي ألقاها مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي في جلسة عقدها مجلس الأمن أمس الخميس لمناقشة تطورات الأوضاع في منطقة وسط أفريقيا.

ودان العتيبي بأشد العبارات «الأعمال الإجرامية والتفجيرات الانتحارية والهجمات المسلحة المتكررة وعمليات السرقة والاختطاف التي تقوم بها جماعتا (بوكوحرام) و(جيش الرب للمقاومة) في المنطقة»، مشيراً إلى أن هذه الأعمال «تعيق تحقيق أي تقدم محرز على الصعيد السياسي أو الأمني أو التنموي وحتى الاجتماعي والإنساني».

وأكد مسؤولية الجميع من خلال تعاون الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية وجميع دول منطقة وسط أفريقيا للتصدي لتلك الهجمات والأعمال «التخريبية» ووضع حلول «مشتركة ودائمة لوقفها».

وأشار العتيبي إلى أن أحدث تقارير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حول الحالة في وسط أفريقيا وأنشطة مكتب الأمم المتحدة الإقليمي لوسط أفريقيا تضمن «شرحاً وافياً» للتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية في المنطقة وانعكاساتها على السلم والأمن في منطقة وسط أفريقيا وعلى الدول التي تواجه تحديات مختلفة في ذات المنطقة.

وأوضح أنه على الصعيد السياسي هناك عدد من دول وسط أفريقيا أجريت فيها عمليات انتخابات كرواندا وسان تومي وبرينسبي والغابون والكاميرون وسارت مجرياتها دون وقوع أحداث عنف تذكر بالرغم من عدم الاستقرار الأمني الذي تواجهه الكاميرون في الفترة الحالية.

وقال العتيبي أنه يشاطر الأمين العام قلقه البالغ إزاء تدهور الحالة الأمنية وحالة حقوق الإنسان في المنطقة الشمالية الغربية والمنطقة الجنوبية الغربية من الكاميرون، داعياً الحكومة الكاميرونية إلى التعاون مع المنظمات الإقليمية وبذل المزيد من الجهد لخفض المعاناة الإنسانية والنزاعات المسلحة وأعمال العنف ولوقف تدفق اللاجئين في إطار التزامها بالقانون الإنساني الدولي.

على جانب آخر ذكر العتيبي أنه «قد بقي عشرة أيام فقط تفصلنا عن موعد الانتخابات التي من المقرر أن تجرى في جمهورية الكونغو الديموقراطية والتي نتمنى أن تعقد بمشاركة شاملة وبشفافية وبصورة آمنة».

وأكد أن العملية السياسية وإجراء الانتخابات في أي دولة من دول وسط أفريقيا بصورة شاملة للجميع وحرة وذات مصداقية خطوة مهمة للحفاظ على الأمن والسلم وللانتقال السلمي للسلطة في الدول وبالتالي تنعكس آثارها على استقرار أمن المنطقة بأسرها.

وتابع العتيبي قائلاً أنه «من خلال مراقبتنا لتطور الأحداث السياسية والأمنية في الدول التي شملها التقرير نود أن نؤكد على أهمية استمرار الجهود التي يبذلها المكتب والمنظمات الإقليمية وبعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في المنطقة والمعنية بتكريس عمليات الحوار الشامل بين الحكومات وجميع الفئات المجتمعية خصوصاً في بعض دول المنطقة التي ستشهد عمليات انتخابية وانتقالاً سياسياً للسلطة خلال الفترة القادمة».

وأعرب عن الأسف لما آلت إليه الأوضاع الإنسانية في المنطقة بصورة عامة من ارتفاع أعداد المحتاجين للمساعدات الإنسانية العاجلة وزيادة أعداد اللاجئين والتشريد القسري بسبب أعمال العنف وتفشي أوبئة وأمراض كالكوليرا وإيبولا.

وأشاد باعتماد الجماعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا استراتيجية لمنع ومكافحة الإرهاب في المنطقة وبقرار إجراء إصلاح شامل لمجلس السلام والأمن في وسط أفريقيا كما أثنى على «التعاون المثمر» بين الجماعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا والجماعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا الذي وصفه بأنه «ترجم فعلياً» بعقد مؤتمر القمة بينهما بشهر يوليو الماضي في لومي عاصمة توغو.

وأضاف العتيبي أن ذلك جسد الالتزام الحقيقي من جانب الهيئتين للعمل سوياً على التصدي للأخطار المتنوعة التي تواجهها دول المنطقة، متطلعاً إلى أن يستمر نسق التعاون بين كلتا الهيئتين والشركاء الدوليين الآخرين المعنيين بتحقيق السلم والاستقرار المنشودين للمنطقة.

وذكر أن التحديات المتنوعة التي تواجهها منطقة وسط أفريقيا من زيادة النزاعات المتصلة بالترحال الرعوي وآثار تغير المناخ والصراعات المسلحة وانتشار الأسلحة الصغيرة والخفيفة بالإضافة للتحديات الاقتصادية والمشكلات الاجتماعية جميعها تحديات تتطلب تعاونا جادا.

وأكد أهمية تعاون حكومات بلدان منطقة وسط أفريقيا والجماعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا والجماعة الاقتصادية النقدية لوسط أفريقيا والاتحاد الأفريقي وجميع المنظمات الاقليمية ودون الإقليمية من أجل تحقيق ما تصبو إليه شعوب المنطقة من استقرار الأمن وتوفير سبل العيش الكريم «خصوصاً في ظل وجود جميع المقومات الطبيعية التي تساعد على ذلك في المنطقة».

back to top