متطوعون كويتيون في «درع الجزيرة» و«التحالف» يروون تفاصيل مشاركتهم في حرب تحرير الكويت

نشر في 25-02-2018 | 12:47
آخر تحديث 25-02-2018 | 12:47
محمد شهاب متوسطاً أفراد من الجيش الأمريكي
محمد شهاب متوسطاً أفراد من الجيش الأمريكي
مع حلول الذكرى الـ 27 لتحرير دولة الكويت من الاحتلال العراقي غداً الاثنين يستذكر العالم البطولات التي سطرها أبناء الكويت خلال تلك المحنة التي استمرت سبعة أشهر والتضحيات التي بذلوها دفاعاً عن وطنهم وحفاظا على سيادته وحريته واستقلاله.

ولم تقتصر مقاومة العدوان العراقي والوقوف بوجهه على الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم في المقاومة الداخلية بل كان لأبناء الكويت ممن كانوا في الخارج خلال ذلك العدوان دور كبير في الدفاع عن الكويت بمختلف الوسائل.

فهنالك مواطنون انضموا إلى قوات «درع الجزيرة» في حين التحق بعضهم بصفوف قوات التحالف الدولي ومن هؤلاء مدير إدارة نظم وتكنولوجيا المعلومات في وزارة الدفاع حامد التوحيد الذي كان مبتعثاً في دورة تدريبية بالولايات المتحدة بالتعاون مع سلاح البحرية الأمريكية.

وقال التوحيد لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأحد أنه في عام 1988 وضع سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح - وكان آنذاك وزيراً للدفاع - خطة ليتدرب حديثو التخرج من الشباب الكويتي في مجال نظم وتكنولوجيا المعلومات من المدنيين العاملين بوزارة الدفاع على الأنظمة الآلية التي كانت الوزارة تقوم بتصميمها بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية.

وأضاف أنه في سبيل تحقيق هذه الخطة تم ابتعاثهم للمشاركة في دورة تدريبية بالولايات المتحدة بالتعاون مع سلاح البحرية الأمريكية، مضيفاً أن الدورة انتهت في نهاية يوليو وكان مقرراً مغادرتنا عائدين لدولة الكويت في أوائل أغسطس عام 1990 إلا أن قيام القوات الغازية بغزو الكويت حال دون عودتنا.

تشكيل قوات

وأوضح أنه بعد قيام سمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح (طيب الله ثراه) بزيارة للولايات المتحدة ولقائه الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب إبان فترة الاحتلال تم الإعلان عن تشكيل قوات دولية لتحرير دولة الكويت تتألف من عدة دول.

وأضاف أنه كان لسفير الكويت في واشنطن آنذاك الشيخ سعود الناصر الصباح (رحمه الله) دور في تشكيل قوة عسكرية مساندة من المواطنين الكويتيين الموجودين في الولايات المتحدة لتقديم الدعم اللوجستي للقوات الأمريكية من خلال انخراطهم في الوحدات العسكرية الأمريكية المختلفة.

وعن كيفية التحضير لهذه المهمة من الناحيتين المهنية والنفسية قال التوحيد أنه بعد الاتفاق على تشكيل قوة دعم لوجستي من المواطنين الكويتيين تم فتح باب التطوع في سفارة الكويت بواشنطن، مضيفاً أن المئات من الطلبة والمواطنين الموجودين في الولايات المتحدة تدفقوا للسفارة من أجل تسجيل أسمائهم للانضمام إلى قوة الدعم التي ستشارك في حرب «عاصفة الصحراء».

وأضاف أن عدد أول دفعة قامت بتسجيل أسمائها وصل إلى 300 متطوع تقريباً حيث تم نقلنا إلى قاعدة فورت ديكس العسكرية في ولاية نيوجيرسي الأمريكية لتلقي التدريبات العسكرية لمدة ثلاثة أسابيع على تقنيات حمل السلاح والمهارات العسكرية واستخدام أجهزة التنصت وبعض الأجهزة العسكرية الأخرى ومهارات الترجمة العسكرية.

وأفاد بانه في نهاية الدورة كان الجميع قد تلقى التدريبات اللازمة ومنها التدريب على الإجراءات الأمنية الصارمة في التعامل مع أي هجوم كيماوي قد تتعرض له قوات التحالف والتدريب كذلك على كيفية التعامل مع حركة الاتصالات التي كانت تقوم بها القوات الغازية من داخل الأراضي الكويتية المحتلة وخارجها.

وذكر أنه بعد انتهاء فترة التدريب تم نقلنا إلى إحدى القواعد العسكرية في السعودية قبل إعلان الحرب الجوية بساعة واحدة فقط أي في الـ 17 من شهر يناير عام 1991 ليتم توزيع المتطوعين على مختلف الوحدات العسكرية الأمريكية والبريطانية.

وأضاف أن كل مجموعة غادرت مع الوحدة التابعة لها و«كنت رئيساً لمجموعة المتطوعين للفيلق الأول التابع لاستخبارات قوات المدفعية الأمريكية المشاركة في حرب تحرير دولة الكويت والتي ضمت كذلك مجموعتين أخريين من المتطوعين الكويتيين».

وعن أبرز المواقف التي واجهها، أوضح أن منها صرخة الممتطوعين أثناء وجودنا في القاعدة العسكرية بولاية نيوجيرسي وفرحتهم العارمة بموافقة الكونغرس الأمريكي على طلب الرئيس بوش لخوض حرب تحرير الكويت، مبيناً أن ذلك كان بمثابة الإعلان عن ساعة الفرج والنصر حيث كان الجميع واثقين بأن تحرير الكويت قادم لا محالة لثقة الجميع بالله تعالى وبأنه قادر على نصرة المظلوم.

الأصغر

وعلى الصعيد ذاته، قال محمد شهاب الذي كان أحد أصغر المنتسبين لقوات درع الجزيرة خلال فترة احتلال البلاد في لقاء مماثل أنه كان في بريطانيا منذ يونيو سنة 1990 لدراسة اللغة الإنجليزية حتى يوم الثاني من أغسطس «عندما بلغنا خبر الاحتلال العراقي للكويت فأصبت بصدمة الخبر وبحالة من عدم التصديق إذا كان الأمر حقيقة أم مجرد إشاعة ومحض خيال».

وأوضح «تمكنت من الاتصال بأهلي في الكويت في نفس يوم الاحتلال وعلمت أن الأمر بات حقيقة والكويت تحت براثن العدوان العراقي وانقطعت الاتصالات بيني وبينهم عشرة أيام تقريباً حتى اتصلوا بي وأبلغوني أنهم  في البحرين الشقيقة حينها حزمت أمتعتي وغادرت بريطانيا إلى هناك».

وذكر شهاب أنه انتسب في فترة الغزو لإحدى مدارس التعليم الثانوي في البحرين «حتى علمت بنزول إعلان من الجيش البحريني يطلب فيه متطوعين وقررت على الفور أن انتسب»، مشيراً إلى أنه واجه معارضة من قيادات الجيش آنذاك كونه صغيراً في السن لم يتجاوز الـ 17 من عمره إلا أن إصراره على الالتحاق ونيل شرف الدفاع عن الوطن حقق له الموافقة على الانضمام.

وأضاف أنه في بداية الانضمام للجيش البحريني «تم الحاقنا بدورة تدريبية لمدة شهر غادرنا بعدها إلى حفر الباطن حيث إحدى القواعد الأمريكية».

وذكر أنه بعد بضعة أيام طلب الجيش الأمريكي عدداً من المنضمين الجدد ممن يجيدون اللغة الإنجليزية للعمل معهم كمترجمين و«كنت ممن وقع عليهم الاختيار وبعدها انطلقنا إلى قاعدة في منطقة رفحاء في الشمال السعودي وتدربنا لمدة ثلاثة أسابيع على يد الجيش الأمريكي».

وقال أنه بعد تدريبات «رفحاء» قرر الجيش الأمريكي الدخول إلى البصرة وكانت آنذاك في حالة حرب حيث مكثنا فيها فترة طويلة حتى تحرير الكويت، مشيراً إلى أنه بعد التحرير ساعدنا كمترجمين في اجراء تحقيقات مع الأسرى الكويتيين المحتجزين داخل المعتقلات العراقية.

وأوضح أنه بعد شهر من العمل مع الجيش الأمريكي في العراق «دخلت الكويت بتاريخ 22 مارس 1991»، مضيفاً أنه يعتبر هذه التجربة من أكبر المغامرات في حياته لصغر سنه آنذاك «إلا أنني اكتسبت الكثير من الخبرات ويكفيني فخراً رفع اسم بلدي الكويت».

back to top