كوسوفو تحتفل بالذكرى العاشرة لإعلان استقلالها

نشر في 17-02-2018 | 13:22
آخر تحديث 17-02-2018 | 13:22
No Image Caption
تحتفل كوسوفو السبت بذكرى مرور عشر سنوات على إعلان استقلالها الذي يعتبر يوم الفخر الوطني للكوسوفيين الألبان، وأن الصرب ما زالوا يرفضون سيادتهم.

ومنذ بضعة أيام، يغطي لونا العلم الأصفر والأزرق بريشتينا التي تزينت لنهاية أسبوع يشهد احتفالات، ولاسيما حفلة موسيقية لأطفال البلاد، تحييها نجمة البوب البريطانية ريتا اورا.

ووعائلة ريتا اورا غادرت في 1991 كوسوفو عندما كانت طفلة، وكانت كوسوفو حينذاك إقليماً تابعاً لصربيا ألغى الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش وضع حكمه الذاتي.

وفي 1998، اندلع نزاع بين القوات الصربية وحركة التمرد لألبان كوسوفو المطالبين بالاستقلال.

وانتهى هذا النزاع الذي أسفر عن 13 ألف قتيل، أواخر 1999 بعد أحد عشر أسبوعاً من الغارات الجوية لحلف شمال الأطلسي، بايعاز من الولايات المتحدة لحمل بلغراد على سحب الجيش والشرطة من كوسوفو. وبعد هذا الانسحاب، انتشرت بعثة للأمم المتحدة وقوة لحلف شمال الأطلسي في كوسوفو.

وفي 17 فبراير 2008، وفي مشهد أعدته باتقان واشنطن وعدد كبير من العواصم الأوروبية، أعلن نواب كوسوفو الاستقلال على رغم غضب بلغراد.

وقال الرئيس الكوسوفي هاشم تاجي الذي كان زعيم التمرد المطالب بالاستقلال «بالنسبة لنا جميعاً، بصفتنا شعباً، كانت لحظات سعيدة بين الجميع».

في اليوم الدراسي الأخير الجمعة، طلب من أساتذة البلاد أن يصفوا لتلامذتهم «جهود شعب كوسوفو التي استمرت سنوات للفوز بحريته واستقلاله».

وبالتأكيد، لم يتلق أطفال الأقلية الصربية التي يناهز عددها 120 ألف شخص من أصل 1،8 مليون نسمة، الخطاب نفسه.

والمجموعتان لا تتختلطان، والانقسام مذهل في مدينة ميتروفيتسا حيث تعيش كل مجموعة على أحد جانبي نهر إيبار، الصرب في الشمال والكوسوفيون الألبان في الجنوب.

وما زال الصرب يرفضون الإستقلال ويذهب ولاؤهم إلى بلغراد.

وبدعم من موسكو، تتصدى صربيا بنجاح لانضمام كوسوفو إلى الأمم المتحدة، واعترف باستقلالها 115 بلداً، لكن بعد عشر سنوات على إعلانه، لم يعترف بعد حوالي ثمانين بلداً به رسمياً منها روسيا والصين والهند واندونيسيا والبرازيل.

وقد جعل الاتحاد الأوروبي الذي لا تعترف خمسة من بلدانه أيضاً باستقلال كوسوفو، من تطبيع العلاقات بين بلغراد وبريشتينا شرطاً لمتابعة طريقها نحو الانضمام إلى التكتل، لكن هذا الحوار الذي بدأ في 2011، متوقف منذ سنتين.

وحذر وزير الدفاع الكسندر فولين هذا الأسبوع من أن «صربيا لن تعترف بكوسوفو، ولن تعترف بها خصوصاً بهدف أن تصبح عضواً في الاتحاد الأوروبي».

لكن الرئيس الصربي الكسندر فوسيتش كان أكثر غموضاً، فيما أكد هاشم تاجي أنه يريد التوصل إلى اتفاق في 2018.

إلا أن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيرني التي تحدثت بالتالي عن نهاية 2019، أعربت عن «تفاؤلها بواقعية».

في بلغراد، يتحدث مسؤولون عن امكانية إعادة ترسيم الحدود.

لكن الحكومات الغربية ترفض هذا السيناريو وتعرب عن قلقها من التوترات الإثنية في المنطقة التي ما زالت شديدة، بعد عشرين عاماً على انتهاء الحروب الدامية التي أدت إلى انفجار يوغوسلافيا السابقة، وقال هاشم تاجي في الفترة الأخيرة أن كوسوفو «غير قابلة للتقسيم».

وبعث الرئيس الأميركي دونالد ترامب برسالة تشجيع كتب فيها «ما زال ثمة عمل يتعين القيام به، لكن نهنئكم على التقدم الذي احرزتموه».

لكن العلاقات تتحسن منذ سنة على ما يبدو بين بريشتينا والبلدان الغربية.

وحذرت البلدان الغربية بريشتينا من عزم نواب كوسوفو على إلغاء محكمة للقضاة الدوليين المكلفين محاكمة جرائم الحرب التي ارتكبها قادة سابقون للتمرد الاستقلالي الكوسوفي الألباني، وهم قادة ما زالوا يتسلمون القيادة في كوسوفو.

والمشكلة الأخرى هي الانهيار الاقتصادي والبطالة التي تشمل ثلث السكان ونصف الشبان.

ويحلم كثيرون من السكان بالانضمام إلى حوالي 700 ألف من الكوسوفيين في الشتات، المقيمين خصوصاً في ألمانيا وسويسراو وتعتبر التحويلات التي يقومون بها، مع المساعدة الدولية، أساسية لكوسوفو.

وهم يعتبرون أن رهان الأشهر المقبلة هو توصل الاتحاد الأوروبي إلى تحرير تأشيرات الدخول، ومن أجل ذلك، طلبت بروكسل احراز تقدم على صعيد التصدي للفساد الذي ما زال مزمناً.

back to top