تركيا تحشد لمعركة عفرين... وواشنطن تدعو للتهدئة

● إردوغان: فصائل سورية ستشاركنا العملية
●طهران والمعارضة ترفضان «حرس الحدود الكردي»

نشر في 16-01-2018
آخر تحديث 16-01-2018 | 17:59
No Image Caption
واصلت تركيا حشد قواتها مقابل منطقة عفرين السورية التي يسيطر عليها الأكراد، مهددة بأنها ستطلق عملية عسكرية في أي لحظة، في حين دعت واشنطن، التي تسبب إعلانها تشكيل قوة حرس حدود عمادها الأكراد في التوتر الحالي، إلى التهدئة.
وسط استمرار القوات التركية في الحشد مقابل مدينة عفرين، وإرسالها دفعة جديدة من التعزيزات تضم 24 عربة مدرعة لنقل الجند، إضافة إلى عربة تشويش إلكتروني، تعهد الرئيس رجب طيب إردوغان مجدداً بتدمير «أوكار الإرهابيين» في المناطق الخاضعة للمجموعات الكردية في شمال سورية، مبيناً أن العملية المرتقبة سيدعمها مقاتلون من المعارضة السورية.

وقال إردوغان، في خطاب أمام نواب حزبه في البرلمان: «غداً أو بعده، قريباً سنتخلص من أوكار الإرهابيين واحداً تلو الآخر في سورية، بدءاً بمنبج وعفرين رغم الدعم المقدم لهم».

وشدد إردوغان على أنه لن يتواصل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في المستقبل القريب، حول الوضع في سورية، في حين أنه مستمر في التواصل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقبل لقائه نظيره الأميركي جوزيف دونفورد، على هامش اجتماع اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل لبحث الأوضاع في سورية وتشكيل «قوة أمنية حدودية» عمادها الأكراد، ومسائل أمنية إقليمية أخرى، شدد رئيس الأركان التركي خلوصي أكار، خلال اجتماع أعضاء الحلف أمس، على أن تركيا لن تسمح لوحدات حماية الشعب الكردية بتلقي الدعم، ويجب على حلف الأطلسي ألا يفرق بين الجماعات «الإرهابية».

ضربة وتهدئة

ومع وضع تركيا لمساتها الأخيرة على عمليتها، التي كشفت صحيفة «فاتان» أنها ستبدأ خلال أيام بضربات جوية ضد 149 هدفاً للوحدات الكردية، دعت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جميع الأطراف إلى التهدئة، مؤكدة أنها تأخذ في الاعتبار قلق أنقرة من حزب «العمال الكردستاني»، الذي تصنفه مع حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) السوري وذراعه العسكرية وحدات حماية الشعب (YPG)، تنظيمات إرهابية.

وقال المتحدث باسم «البنتاغون» أدريان رانكين-غالواي، أمس الأول، إن التحالف الدولي لا يشن عمليات عسكرية في منطقة مدينة عفرين السورية الخاضعة لقوات سورية الديمقراطية (قسد) ذات الأغلبية الكردية في ريف حلب.

وأكد رانكين-غارلواي أن الولايات المتحدة تتعاون بصورة وثيقة مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي بما فيها تركيا، فيما يتعلق بدعمها للوحدات الكردية التي تمثل هيكلاً أساسياً في «قسد»، باعتبارها شريكاً لا غنى عنه في إطار العمليات ضد تنظيم داعش. وأضاف: «نفهم قلق تركيا من ناحية أمنية من نشاط حزب العمال الكردستاني، الذي يصنف تنظيما إرهابيا في الولايات المتحدة، ولا نقدم أي دعم إلى (الكردستاني)».

موقف إيران

وفي موقف مماثل لرد الفعل العنيف من جانب سورية وتركيا وروسيا، حذرت إيران، أمس، من أن إعلان واشنطن إنشاء قوات حدودية جديدة في سورية يقضي على جهود حل الأزمة المستمرة منذ سبع سنوات وسيؤجج نيران الحرب. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي، في بيان، إن «إعلان أميركا يعد تدخلاً سافراً في شؤون سورية الداخلية، على الولايات المتحدة أن تخرج قواتها فوراً لتعطي فرصة لأهل سورية لتقرير مصيرهم بأنفسهم»، مشيراً إلى أن «إيران وروسيا وتركيا مستمرة في العمل ضمن مسار استانة لتثبيت نقاط خفض التصعيد ووقف إطلاق النار والحل السياسي».

بدروها، اعتبرت المعارضة السورية أن تأسيس القوة الحدودية سيساهم في التقسيم متفقة مع تصريحات ادلت بها دمشق وموسكو.

سوتشي وجنيف

وعقد المنسق العام ورئيس الهيئة التفاوضية للمعارضة نصر الحريري والوفد المرافق له في بروكسل، أمس الأول، اجتماعاً غير رسمي مع اللجنة السياسية والأمنية للاتحاد الأوروبي، معتبراً أن «الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف لم تنجح، والمحادثات المقبلة ربما تجرى بين 24 و26 يناير في فيينا، ومن غير المرجح أن تحضر المعارضة اجتماع سوتشي، محذراً من أن الوضع «سيئ جداً»، وخصوصاً في إدلب، وعلى قادة الاتحاد الأوروبي وترامب زيادة الضغط على الأسد وروسيا وإيران للعودة للمحادثات لإنهاء الحرب والوصول لحل سياسي حقيقي عادل في سورية.

سياسياً، بحث وزير الخارجية​ الروسي ​سيرغي لافروف​ مع نظيره الإيراني ​محمد جواد ظريف​، في اتصال هاتفي، التحضيرات لمؤتمر ​الحوار الوطني​، المرتقب انعقاده في ​سوتشي​ نهاية الشهر الحالي، وتبادلا الآراء حول عدد من القضايا الدولية الراهنة، وعلى وجه الخصوص، التسوية السورية، والملف النووي الإيراني.

الجيش الحر

في هذه الأثناء، طالب مبعوثو الجيش الحر مسؤولين أميركيين، خلال محادثات في واشنطن، بضرورة استئناف وكالة المخابرات المركزية برنامجاً معلقاً للمساعدات العسكرية إذا كانت الولايات المتحدة جادة في مواجهة النفوذ الإيراني المتنامي في سورية. وقال القيادي في الجيش الحر مصطفى سيجري، لوكالة رويترز، إن المبعوثين وصفوا للأميركيين التأثير الضار لقرار اتخذه ترامب العام الماضي بوقف تزويد فصائل معينة في المعارضة بالعتاد والتدريب. وأضاف سيجري أن «حديث الرئيس ترامب والمسؤولين الأميركيين عن وجوب مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة كلام جميل ونحن ندعمه، ولكن من الضروري الانتقال من مرحلة الأقوال إلى الأفعال، والحقيقة على الأرض تقول إن ميليشيات إيران مازالت تتمدد في سورية دون أي تحرك جدي».

وأضاف: «قلنا مع كل تصريح أميركي عن ضرورة الحد من النفوذ الإيراني، إن إيران كانت تتمدد والقوى المعتدلة المدعومة من واشنطن يتم تجفيف دعمها وإضعافها». وأوضح أن الجيش السوري الحر طلب استئناف المعونة وشرح مخاطر ترك قواته دون دعم، موضحاً أن اجتماعات الوفد كانت مع أعضاء في الكونغرس ومسؤولين في البيت الأبيض، ويأمل كذلك عقد لقاءات مع مسؤولي وزارتي الدفاع والخارجية.

وفد «الجيش الحر» في واشنطن يحذر من تمدد نفوذ إيران
back to top