هجوم انتحاري في بغداد... وانهيار حلف العبادي و«الحشد»

● موقف الصدر من «نصر العراق» وانضمام الحكيم وشروط رئيس الحكومة أدت إلى انفراطه
● «العصائب»: انسحبنا بسبب وجود فاسدين
●حزب البارزاني يستبعد التحالف مع أي قوى عربية

نشر في 15-01-2018 | 14:05
آخر تحديث 15-01-2018 | 14:05
وسط تصاعد التوتر السياسي في العراق مع اقتراب موعد الانتخابات، وحالة الفوضى السياسية، التي تسود البلاد بسبب «زحمة» التحالفات الانتخابية، شهدت بغداد أمس هجوماً انتحارياً مزدوجاً أسفر عن مقتل 38 شخصاً في انذار قوي للسلطات بأن الخلايا الإرهابية النائمة مستعدة للهجوم بعد شهر من لإعلان هزيمة «داعش».
بعد نحو شهر من إعلان «انتهاء الحرب» على تنظيم «داعش»، وفي اعنف اعتداء منذ أشهر، قتل 38 شخصاً في هجوم مزدوج نفذه انتحاريان يرتديان حزامين ناسفين في وسط بغداد، هو الثالث الذي يستهدف العاصمة خلال ثلاثة أيام.

وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء سعد معن، إن الاعتداء المزدوج استهدف ساحة الطيران وسط بغداد، التي تعتبر مركزاً تجارياً مهماً في العاصمة» ونقطة اتصال، ولتجمع للعمال المياومين، الذين ينتظرون يومياً منذ الصباح الباكر للحصول على عمل.

وقال ضابط برتبة رائد في الشرطة العراقية، إن التفجيرين استهدفا العمال المياومين، مضيفاً أنه بعيد ساعات عدة من الهجوم الأول، دوى انفجار ثان في شرق بغداد، أسفر عن مقتل شخص وجرح ستة آخرين.

وكان مساء السبت الماضي، شهد مقتل خمسة أشخاص على الأقل في هجوم نفذه انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً قرب حاجز للقوات الأمنية في شمال بغداد. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن جميع هذه الهجمات.

وغداة إعلان ترشحه للانتخابات التشريعية المرتقبة في 12 مايو، بترؤسه لقائمة أطلق عليها اسم «ائتلاف النصر»، اجتمع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بقيادات العمليات والأجهزة الاستخبارية في بغداد، وأصدر مجموعة من التوجيهات والقرارات والأوامر المتعلقة بملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة.

وستؤثر مسألة الأمن في العراق الذي يعاني من عنف دام، على خيارات الناخبين المدعوين إلى اختيار ممثليهم في البرلمان في مايو المقبل.

وبعد ساعات على إعلان تحالف «نصر العراق» بين «ائتلاف النصر» بزعامة العبادي و«ائتلاف الفتح» بزعامة هادي العامري، الذي يضم فصائل في «الحشد الشعبي» بينها «عصائب أهل الحق» و«كتائب حزب الله العراق» و«كتائب سيد الشهداء» المعروفة بعلاقتها العضوية مع ايران، أفاد مصدر مطلع أن «منظمة بدر» بزعامة العامري «العصائب» انسحبتا من ائتلاف «نصر العراق».

وقال رئيس «كتلة صادقون» التابعة لـ«العصائب» حسن سالم، إن «سبب الانسحاب من ائتلاف نصر العراق يعود لوجود بعض الكتل والشخصيات في الائتلاف عليها لغط وشبهات فساد»، مشيراً إلى أن «الحشد وبعد الجهاد ضد الزمر الإرهابية، فإن رسالتنا القادمة هي الجهاد ضد الفاسدين».

انضمام الحكيم

جاء ذلك، بعد أن اعلن «تيار الحكمة» برئاسة عمار الحكيم انضمامه إلى تحالف العبادي. وقال المتحدث باسم التيار نوفل أبورغيف «على بركة الله تم حسم الاتفاق لخوض الانتخابات المقبلة بتحالف ثلاثي يضم تيار الحكمة وقائمة العبادي وقوى الحشد، وتم الاتفاق على المبادئ الأساسية والتوقيع من قبل أطراف هذا التحالف الرصين».

الصدر والشروط

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر انتقد أمس الأول بطريقة لاذعة «الاتفاق الطائفي المقيت» بين العبادي و«الحشد» معتبرا انه يمهد لعودة «الفاسدين».

وكشفت مصادر مطلعة أمس، أن الشروط التي وضعها العبادي أدت لانسحاب عدد من الكتل السياسية التي لم تستطع أن تلتزم بها.

وقالت المصادر، إن «تلك الشروط والمطالبات التي اعتمدها العبادي هي رفض منهج المحاصصة واختيار الشخصيات الكفوءة ودعم الإجراءات المتخذة بحق الفاسدين»، مضيفة، أن «العبادي ينوي اختيار شخصيات وطنية وكفوءة لتمثيل قائمة النصر وفق رؤيته في تشكيل قائمة وطنية تعبر عن تطلعات جميع العراقيين».

الأحزاب الكردية

في المقابل، تعيش الأحزاب الكردية، التي يمثلها حاليا نحو ستين نائبا في البرلمان الاتحادي، إنقساما في الصفوف تحضيرا للانتخابات المقبلة.

وشكل كل من الحزبين التاريخيين في كردستان العراق، الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، لائحتين منفصلتين، فيما توحدت أحزاب المعارضة الرئيسية الثلاثة في قائمة موحدة.

ولم يشر أي من هؤلاء حتى الآن إلى تحالفاتهم المرتقبة، خصوصا وسط الأزمة القائمة مع بغداد.

وأعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني أمس، عن خوض مجموعة من الاجتماعات لتشكيل التحالف الكردستاني بغية خوض الانتخابات التشريعية المقبلة.

وقال نائب رئيس الكتلة شاخوان عبدالله، إن «التحالف مع قوى سنية أو شيعية قبل الانتخابات أمر غير موجود ضمن حسابات أي كتلة كردية وقد تكون هناك تفاهمات تحصل بعد الانتخابات مع الجهات التي تؤمن فعليا بحقوق الشعب الكردستاني من خلال معايير المصداقية بين الطرفين»، لافتاً الى أن «التحالف الجديد في كركوك سيضم الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني والشيوعي الكردستاني والاشتراكي الكردستاني والحركة الإسلامية الكردستانية وأحزاب تركمانية».

وكان عدد من وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي تداولت أخباراً عن نية عدد رئيس الحكومة السابق نوري المالكي نائب رئيس الجمهورية الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية التحالف مع الأكراد الذين ابتعدوا جداً عن العبادي بعد الاستفتاء وما تبعه من إجراءات عقابية اتخذتها بغداد.

وفد كردي

في سياق آخر، وصل وفد فني عراقي رفيع المستوى إلى مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق، أمس، لبحث أزمة الحدود والمطارات وتصدير النفط، القائمة منذ أكثر من ثلاثة أشهر بين الإقليم والحكومة الاتحادية.

ويبدو أن طرفي الأزمة يسعيان إلى الحلحلة، خصوصاً بعد الزيارة التي قام بها وفد كردي برئاسة وزير داخلية إقليم كردستان إلى بغداد السبت الماضي.

back to top