بعد «الحوت الأزرق»... لعبة «مريم» تثير الجدل بخطورتها

نشر في 18-08-2017 | 12:00
آخر تحديث 18-08-2017 | 12:00
No Image Caption
وسط الانغماس في العالم الإلكتروني الافتراضي الواسع تظهر بين حين وآخر تحذيرات من بعض الألعاب الإلكترونية وآخرها ما أثير من جدل لما يتوقف حول لعبة اسمها (مريم) بسبب طبيعة الأسئلة المثيرة التي تطرحها على لاعبيها للاستمرار في اللعب والتي تحمل انتهاكا لخصوصية اللاعبين الشخصية.

ويرى المنتقدون أن ظاهر هذه اللعبة يعتمد على مساعدة شخصية افتراضية لطفلة تائهة اسمها مريم لإعادتها الى منزلها بالإجابة عن أسئلة وحل الألغاز لكنهم يجدون أن باطنها يعد تطفلا على خصوصيات اللاعبين لاسيما من الأطفال والمراهقين من خلال تلك الأسئلة.

ولم تتضح أهداف هذه اللعبة التي يتم تحميل تطبيقها على أجهزة الهواتف النقالة واللوحية غير انها نالت شهرة وانتشارا واسعا على غرار ما نالته لعبة (بوكيمون غو) في العام الماضي.

وأيضا يرى المنتقدون أن خطورة اللعبة التي تعتمد على الذكاء والتحليل المعلوماتي التلقائي عبر الحديث الذي يدور بين شخصية التطبيق (مريم) والمستخدم تكمن في سهولة اختراق خصوصية المستخدم عبر عدد من الأسئلة ومحاولة التعرف على البيانات الخاصة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي مثل تطبيق (واتس اب).

ولتسليط مزيد من الضوء على هذه اللعبة قال مستشار أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية رائد الرومي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الجمعة إن اللعبة تعتمد على الإيحاءات النفسية والمؤثرات المرعبة بالصوت والصورة عبر طلب (مريم) من المستخدم إطفاء الأنوار ورفع درجة الصوت حيث تقوم يوميا بطرح بعض الأسئلة والأوامر التي يتعين إتمامها قبل الاستمرار في اللعبة.

وذكر الرومي أن من بين الأسئلة التي تطرحها (مريم) أسئلة شخصية مثل كتابة الاسم وعنوان المنزل وتتدرج إلى أن تصل إلى طرح أسئلة سياسية مثيرة تتعلق بالعلاقات بين الدول علاوة على أسئلة مخلة بالآداب العامة - بحسب قوله.

وأضاف أن هذه الأسئلة الشخصية تدخل في نطاق المعلومات الخاصة بالمستخدم ومن الخطأ الكشف عنها أو نشرها في الألعاب إذ يمكن أن تستغل ضد اللاعب نفسه وضد مصالحه.

وأوضح أن اللعبة تخالف قانون تقنية المعلومات المتعلق بنشر مواقع مخلة بالآداب العامة والأخلاق وما تروج له يعد تجاوزا للآداب في مجتمعنا المسلم المحافظ كما أن الأسئلة السياسية لا تتناسب مع قصة اللعبة ولا عمر الطفل الذي يلعبها.

ولفت الرومي فضلا عن ذلك إلى أن طلبات اللعبة المتكررة بالجلوس في أماكن مظلمة ورفع درجة الصوت لها تأثير سلبي علي مختلف مناحي الحياة النفسية والاجتماعية والصحية للطفل.

وبين أنه ومجموعة من الفنيين شنوا هجوما واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي لحذف وتغيير محتوي الأسئلة في اللعبة وإجراء العديد من الخطوات الإصلاحية في طريقة اللعبة ومعالجة مواطن الخلل بما يتناسب مع عادات وتقاليد الطفل الخليجي توقفت على أثرها اللعبة أياما ثم عادت بعد إزالة اللقطات الخادشة للحياء والمعتمدة على الإيحاءات العاطفية وحذف الأسئلة السياسة المتعلقة بالعلاقات بين الدول وحذف الأسئلة الشخصية منها أيضا.

وتمنى الرومي من المبرمجين القائمين على هذه اللعبة وماشابهها السعي إلى تنمية الطفل العربي بدلا من صناعة لعبة ترعب أطفالنا من أجل التكسب المادي ضاربين بعرض الحائط دورهم في بناء مجتمع سليم ينهض بالأمة بدلا من أن يزيدها ضياعا وتفاهة.

وقدم عددا من النصائح والارشادات للأسرة يجب اتباعها لتجنب وقوع أطفالهم في فخ تلك الألعاب منها عدم استخدام الطفل أو المراهق مواقع التواصل الاجتماعي ما لم يتجاوز عمره 13 عاما وفي أضيق الحدود مع تحديد وقت معين لها بحيث لا يتجاوز الساعتين يوميا.

وشدد على ضرورة تعليم الأطفال عدم الإفصاح عن أي بيانات شخصية خلال استخدامهم الألعاب أو مواقع التواصل أو فتح أي روابط أو الموافقة على صلاحيات خارج اللعبة.

وأكد الرومي أهمية دور الأسرة في متابعة الأبناء وعدم تركهم بمفردهم فترات طويلة أو في عزلة تامة مع الحرص على استخدام برامج وأدوات تتناسب مع عمر الطفل مثل محركي (غوغل) و(يوتيوب)المخصصين للاطفال.

وشدد على ضرورة تجنب الألعاب المرعبة كألعاب (الأشباح) و(زومبي) و(القتل) و(بوكيمون غو) ولعبة (كب الماي البارد) و(لعبة الخنق بالدولاب) و(لعبة تشاري تشاري) لتحضير الأرواح ولعب (تحدي المشي على الجمر) وغيرها الكثير.

back to top