شوشرة: من الشعب للشعب

نشر في 12-08-2022
آخر تحديث 12-08-2022 | 00:10
 د. مبارك العبدالهادي اتخاذ الحكومة عدداً من الإجراءات الحازمة لغلق جميع الأبواب أمام النواب السابقين وغيرهم من الذين يسعون للاستفادة لتمرير التجاوزات والقفز على القانون لكسب أكبر قدر من الناخبين يؤكد أننا أمام مرحلة إصلاح حقيقية ستقفز بنا إلى مستقبل واعد وأيام حافلة في تجاوز كل المنعطفات التي كانت سببا في شل الحياة وتعطيل المصالح في البلاد خلال الفترة الماضية، والتي شكلت أسوأ ما مررنا به من خلل في تراجع تنميتنا وشل اقتصادنا وتدهور أوضاعنا.

إن الحكومة مطالبة أيضا برئيسها الإصلاحي سمو الشيخ أحمد النواف بفتح الملفات التي تم غض النظر عنها من بعض المتنفذين أو المجلس السابق عبر نواب متخاذلين حتى يطبق القانون كأسنان المشط على الجميع، خصوصا في قضايا غسل الأموال وغيرها من المنافع غير المستحقة التي حصل عليها البعض لأنهم كانوا فوق القانون.

الجميع أمام مرحلة تفاؤل وإعادة النبض للقلوب الحزينة سنوات عجافاً من القلق والأرق والإرهاق والتوتر نظرا لطبيعة العلاقة بين النواب أنفسهم والتي شكلت منحنى خطيراً في الحياة الديموقراطية التي كانت مثل السراب الذي نراه من بعيد وعند الاقتراب منه نكتشف الحقيقة المرة، وللأسف الشديد هناك من كان يستغل هذا الأمر ليحول مجلس الأمة إلى عزبةً له ولشلته من التبع الذين كانت الصدمات ببعضهم كبيرة جدا لمواقفهم المخزية واكتشاف حقيقتهم المرة التي يصفونها بالبطولة دون أن يدركوا أنهم مجرد أبطال من ورق.

الآمال معقودة أيضا على وعي الشعب الكويتي الذي تابع ورصد وشاهد وعاش كل الأحداث بسبب نواب الخذلان والانبطاح، وبالتالي فإنه مطالب برد التحية للإصلاحات التي أطلقتها قيادتنا السياسية حتى لا نعود إلى المربع الأول، لأن الشعب هو من سيتحمل مسؤولية أي إخفاقات مستقبلية مادام لم يتم اختيار ممثلين حقيقيين عنه تحت قبة البرلمان للدفاع عن حقوقه ومكتسباته.

إن القرار بمحاسبة كل من لا يطبق القانون في التصدي للفرعيات واتخاذ أقصى العقوبات بحق من يقيمها من شأنه أن يعالج أي مثالب في وصول نواب الخذلان، وسيرفع الحرج عن بعض الذين يبررون التزامهم بالتصويت لمخرجات الفرعيات لأن الساحة ستكون مفتوحة للجميع.

عملية الاختيار ستكون رسالة من الشعب للشعب وهي أمانة يجب أن يتم الحرص عليها دون الخضوع لمن يدغدغون المشاعر ويتلاعبون بالعواطف والابتعاد عن الفزعة الغبية من أجل إيصال شخص لا يفقه سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا وحتى دينيا ليكون مجرد كرسي لا يتحرك إلا بإشارة المعزب، خصوصا أن هناك من صوتوا على مشاريع قوانين دون أن يعلموا عنها شيئا، والأنكى من ذلك أن هؤلاء كانوا يشاركون في اللجان البرلمانية التي تعتبر مطبخ المجلس ولا يفقهون شيئا بالمواضيع التي تطرح عليهم، حتى أن بعض ممثلي الأجهزة الحكومية كانوا يمررون عليهم ما يرغبون به لأنهم يعلمون أن هناك من لا يجيد حتى كتابة اسمه، كما أن الحذر واجب ممن يجيدون سياسة الأفخاخ التي يصطادون بها ضحاياهم من الناخبين الذين يتم غسل عقولهم بسهولة، خصوصا عندما يقعون في شباك من يجيدون اللعب على أوتار تغيير القناعات.

آخر السطر:

رد التحية واجب والابتعاد عن الرجعية والتفكير الغبي أصبح أمراً مستحقاً ولا مجاملة على حساب الوطن لأنه أكبر من شخص يريد الوصول للكسب غير المشروع.

د. مبارك العبدالهادي

back to top