فارعة السقاف: «الجوهر» تحوّل إلى نواة لكليّة إعلام تطبيقيّة

«لابا» تختتم الموسم الثاني بعد عام من الورش المكثّفة واللقاءات الحواريّة المتميّزة

نشر في 19-06-2022
آخر تحديث 19-06-2022 | 00:12
بعد عامٍ من الورش التدريبيّة المكثّفة واللقاءات الحواريّة المتميّزة والتدريبات الميدانيّة، اختتمت «أكاديميّة لوياك للفنون – لابا»، فعاليّات برنامج «الجوهر» للتدريب الإعلامي، بموسمه الثاني، خلال حفلٍ أُقيم في فندق «فوربوينتس شيراتون»، بحضور شركاء البرنامج والداعمين وعددٍ من ضيوف «الجوهر» البارزين وكبار الإعلاميّين المدرّبين والطلاب.

البرنامج الذي أتاح عبر الموسمين الأول والثاني، لأكثر من مئة طالبٍ من الكويت ولبنان والبحرين ومصر، فرصة التدرّج عبر مراحل تدريبيّة عديدة، تمرّس عبره المتدرّبون في فنون ومهارات الحوار الإعلامي، وفي أصول المهنة وطرق إتقانها باحترافيّةٍ وتميّز. وقد تأهّل للمراحل النهائية في هذا الموسم، أربعة طلابٍ، بينهم جنان نبعة وسهير الرفاعي، بحيث أُتيحت لهما فرصة إتمام تدريبٍ عمليّ متمرّسٍ ضمن قناة CNN بالعربية، إحدى القنوات العالميّة الرائدة.

تمكين الإعلاميّين

بعد النشيدين الوطنيين الكويتي واللبناني، وترحيب من الطالبتين زنّوبيا ظاهر وألطاف المطيري، تحدّثت رئيسة مجلس إدارة «لابا» فارعة السقاف، فتوجّهت بالشكر إلى «الشركاء الذين استطعنا بفضلهم أن نجعل من سنة الجوهر الثانية، سنة النقلة الكبرى، وأن نحقّق إنجازاتٍ نوعيّة في مجال تطوير البرنامج وإضافة روافد وأدواتٍ تدريبيّة مهمّة جدًّا لتأهيل الكوادر الإعلاميّة الكويتيّة والعربيّة، بأعلى مستوى ممكن».

وعرضت السقاف مراحل تطوّر «الجوهر»، «حيث أعدنا هيكلة البرنامج ليتضمّن ثلاثة مستويات من التدريب، كما زدنا ساعات التدريب، وأضفنا ورشًا مكثفة في مهارات اللّغة العربية والإلقاء، وابتكرنا برنامج المرشد الإعلامي، حيث يتولّى المرشد مقابلة الطلاب المرشّحين للانتقال للمرحلة الثالثة والأخيرة، وهي مرحلة الجوهر المتمكّن، إذ يحصل المتدرّب على فرصة التدريب الميداني المكثّف في قناة CNN بالعربية، أو غيرها من القنوات التلفزيونية الإقليميّة المهمّة».

وتابعت: «استطاع البرنامج أن يحقّق قفزة نوعيّة مهمّة في مهارات وإمكانات الطلاب، حيث ساهمت في تمكينهم أسماء إعلاميّة لامعة، لكلّ منها تاريخ عريق وبصمات واضحة في الإعلام العربي. فكان أن نجح «الجوهر» في تأهيل أول دفعة من الإعلاميّين المتمكّنين الجاهزين للعمل في أهمّ وأكبر القنوات العربيّة والعالميّة. كما حرص البرنامج على استضافة شخصياتٍ رياديّةٍ تمثّل قدوةً للشباب العربي في قيمهم وإنجازاتهم. فكان أن حظيَ طلابنا بمقابلة شخصياتٍ، بأهميّة السفيرة نبيلة الملّا، المناضلة الفلسطينية ليلى خالد، البروفسور المفكّر العالمي جورج صليبا، سيدة الإعلام العربي جيزال خوري، السيد جاسم السعدون، الدكتورة الناشطة ابتهال الخطيب، الشاعر الكويتي المناضل وضّاح، والروائي والإعلامي المصري إبراهيم عيسى».

وأعربت رئيسة مجلس إدارة «لابا» عن فخرها بتوقيع اتفاقية تعاون مع الجامعة الأميركيّة، يُحتسب من خلالها وحدات دراسية لطلاب برنامج «الجوهر»، مضيفة: «الإعلام إمّا أن يكون صانعًا للسلام أو للحروب، وإمّا أن يكون وسيلةً لبناء الأمم والحضارات أو مِعولًا لهدمها وسقوطها. لذلك أتمنّى من شركائنا وكلّ مَن يهتمّ بالكويت والوطن العربي، أن نتعاون من أجل الحفاظ على أوطاننا، فنحن في مرحلةٍ حرجة من تاريخنا وأمام مفترق طرقٍ، تحتّم علينا اتّخاذ قراراتٍ مصيريّة، قد تساعدنا في صدّ الهجمات الشرسة على أوطاننا ومبادئنا وقيمنا، وتساهم في خروجنا من المأزق الأخلاقي والأمني».

شراكة استراتيجيّة لدعم المهارات

كلمة الشريك الاستراتيجيّ، قدّمها بسّام العثمان من شركة المركز المالي الكويتي «المركز»، حيث أشاد بالجهود الدؤوبة لمؤسّسة «لوياك» والقائمين عليها، وسعيهم المستمر نحو تطوير المهارات الشابّة ودعمها في المجالات كافّة، وحرصهم على توظيف هذه الطاقات الكامنة في المجالات الثقافية والإعلامية، ومدّ جسور التواصل بينهم وبين الشخصيات الإعلامية ذات القيمة الطيبة في الكويت والمنطقة.

وأعرب العثمان عن اعتزازه بـ»الشراكة الفاعلة» مع «لوياك»، والتي تأتي «ضمن استراتيجيّتنا للمسؤوليّة الاجتماعية، حيث إنّ بناء القدرات البشرية يندرج ضمن ركائزنا الأساسيّة. فنحن نؤمن بأنّ تطوير المهارات الشابّة، يساهم في تمكينهم للمنافسة بكفاءة».

وقال: «نفتخر بكوننا جزءاً من مبادرة «الجوهر» البنّاءة، والشكر موصول للشخصيات الوطنية والعربية المرموقة والمميّزة التي شاركت الشباب بخبراتها وتجاربها العمليّة».

عصارة تجارب إعلاميّة

وألقت الإعلامية القديرة رانيا برغوت، كلمة مدرّبي البرنامج، فنوّهت بجهود «لابا» والقائمين على البرنامج، وأعربت عن فخرها بالطلاب وبوجودها في الكويت، قائلةً: «انطلقت قافلة الجوهر بقيادة مجموعة من الإعلاميّين الذين أعطوا المهنة حقّها، بناءً لإيمان السيدة فارعة بضرورة التفكير بمستقبل الإعلاميّين العرب الشباب وتحقيق طموحهم بأن يصبحوا كوادر إعلاميّة، كمقدّمين ومحاورين بارعين، عبر اكتساب مبادئ وأسس المهنة من أربابها، وتطبيقها من خلال مقابلة شخصيّاتٍ مهمّة في تاريخنا العربي المعاصر».

وإذ حيّت الزميلات والزملاء الذين شاركوها البرنامج من جيزيل خوري، وريكاردو كرم، وسالم الجحوشي، وزافين قيوموجيان، ويزبك وهبة، ونيكول تنوري وليلى أحمد، قالت برغوت: «بدأ البرنامج بفكرة تعليم فن الحوار وثقافته، وهو ببساطة فنّ المحادثة وإلقاء الأسئلة بمكانها وزمانها الصحيحين، وفنّ الإصغاء. وقد تطوّر لاحقًا إلى (الجوهر الخاص) وأصبح يؤمّن فرصًا تدريبيّة في أرقى المحطّات التلفزيونية. والبرنامج بصدد إطلاق فكرة جديدة بحلول شهر يناير المقبل».

ورأت برغوت أنّ «أهمية الجوهر تكمن في أنّه يختزل عصارة تجاربنا بأيامٍ قليلة، نقدّم فيها كلّ خبرتنا وتجربتنا لطلابٍ أثبتوا اندفاعهم وإصرارهم وحبّهم للمعرفة، سواء خلال فترة التعلّم عن بُعد بسبب جائحة كورونا، أو خلال التمارين التطبيقيّة والزيارات الميدانيّة». وختمت مخاطبةً الطلاب: «مهما كبرتم وأصبحتم معروفين ومشهورين، تمسّكوا بتواضعكم وحبّكم للمعرفة وإتقانكم فنّ الإصغاء»، متمنّيةً أن يصبح طلاب «الجوهر» من أهمّ الإعلاميّين في الوطن العربي».

فقرات موسيقيّة ودروع تكريميّة

تحت إشراف وتدريب مايسترو «لابا» يوسف بارا، قدّمت طالبة «لابا» مريم عبدالرحمن مقطوعة موسيقيّة من التراث الشعبي الإنكليزي، بعنوان «Agincourt»، فأبحرت بالحضور بعيداً نحو عام 1415، حيث معركة إنكلترا - فرنسا، لتحوّل بأدائها المتميّز على آلة البيانو، صوت الحرب إلى نغماتٍ تخلّد الانتصار. وكانت معزوفة للطالب آدم عبدالرحمن على البيانو، حيث انتقل بالزمن إلى عام 1970، بمقطوعةٍ موسيقيّةٍ عن الحب، بعنوان «لا كاليفا» من تأليف إنيو موريكون.

وتألّقت المواهب الشابّة في «لابا» من خلال عرضٍ راقصٍ، تحت إشراف وتدريب رئيسة قسم الرقص في الأكاديميّة، تينا زوبوفتش، بحيث جسّد الطلاب عبره رحلة الكفاح التي يعيشها الإنسان سعياً خلف النجاح.

وبعد وثائقيّ قصير لخّص محطاتٍ تكريميّة لضيوف الحلقات الحوارية ومدرّبي برنامج «الجوهر»، قدّمت السقاف دروعًا تكريميّة لشخصيات «الجوهر»، فكان أن كرّمت كلّاً من الشاعر وضّاح والإعلامية برغوت، ثمّ الشركات الراعية للبرنامج، بينها شركة «المركز»، وشركة الصناعات الهندسيّة الثقيلة وبناء السفن «هيسكو»، وفندق «فوربوينتس شيراتون»، وجريدة «الجريدة».

كما جرى تكريم المؤهّلين الجُدد للمرحلة الثانية من جيل «الجوهر»، وهم: زنّوبيا ظاهر، وعبدالله المدفعي وعفاف العوضي. وتمّ تكريم الطالبَين الحائزَين شهادة «الجوهر الخاص» اللّذين انتقلا للمرحلة الثالثة، وهما: أحمد الخالدي وساندرا عبدالباقي، والطالبتان الحائزتان شهادة «جيل الجوهر المتمكّن»، جنان نبعة وسهير الرفاعي. وفي ختام الحفل، التُقطت صورة تذكاريّة للمناسبة.

فرصة استثنائيّة للريادة

وتخلّل الحفل عرض أبرز المحطات التي شهدها برنامج «الجوهر» بموسمه الثاني، من مواقف مؤثّرة وذكريات ومحاور شائقة ومتنوّعة، مروراً بجلساتٍ تدريبيّة ولقاءاتٍ مع ضيوفٍ متميّزين وشخصيّاتٍ بارزة.

وكان هناك وثائقيّ لشهاداتٍ حيّة عبّر فيها طلاب «جيل الجوهر» عمّا اختبروه من «تجربةٍ استثنائيّة ومهاراتٍ جديدة لا يمكن اكتسابها من الكتب أو المؤسّسات الأكاديميّة. فقد عايشنا لحظاتٍ جميلة وصعبة، واختبرنا إصرارنا على النجاح، ومدى قدرتنا على التواصل وتقبّلنا للمديح والنقد على السواء، وتقديرنا لذواتنا ولأصحاب العقول».

وأبدى الطلاب إعجابهم بما أتاحه لهم «البرنامج من فرصة التدرّب على يد إعلاميّين مخضرمين على مستوى العالم العربي، فكان أن استفدنا من تجاربهم ومهنيّتهم. كما ساهم «الجوهر» في توطيد علاقتنا مع زملاء من دولٍ عربيّة عديدة، فتعرّفنا على ثقافاتٍ جديدة وتبادلنا الخبرات، وأيقنّا أنّنا كلّنا شركاء في تحقيق النجاح».

وفي معرض حديثهما عن تجربتهما الاستثنائيّة في قناة CNN بالعربية، أشادت الطالبتان الحائزتان شهادة «جيل الجوهر المتمكّن»، جنان نبعة وسهير الرفاعي، بـ»الفرصة التدريبيّة في محطةٍ عالميّة أتاحت لهما تطبيق المهارات المكتسبة طيلة مراحل وورشات الجوهر، كما الإلمام بخبراتٍ إضافيّة. إنّها فعلًا نقلة نوعيّة في حياتنا كمهتمّين وعاملين في مجال الإعلام، وهي تجربةٌ متمّمةٌ لبرنامج الجوهر وحصادٌ لمجهودنا عبر السنوات».

وقالت كلّ من جنان وسهير: «تعلّمنا روحيّة العمل ضمن فريقٍ متكاملٍ، هدفه الأوحد إنجاز عمله بسرعةٍ وحرفيّةٍ ودقةٍ عاليةٍ. واطّلعنا كذلك على كيفيّة وضع الخطط اليوميّة وكتابة القصص وخلق أفكارٍ مبتكرة والبحث عن زاويةٍ جديدةٍ للموضوع، كما وضعه ضمن إطاره الصحيح، ليتناسب مع الجمهور العربي». وتحدّثتا عن تغييراتٍ أضافتها التجربة على الصعيدين الشخصي والمهني لكلّ منهما، «فنحن اليوم أكثر ثقةٍ بأنفسنا وأكثر راحةٍ وقدرةٍ على تحمّل المسؤولية وتدبير أمورنا. لقد تعزّزت شخصيّتنا ومهاراتنا الكتابية وقدرتنا على الإلقاء وإعداد التقارير. تعلّمنا المهنيّة والاحترافّية في نقل الخبر وفي الالتزام بمصادر موثوقة حصرًا».

الموسم الثاني لـ«الجوهر»

يُعدّ برنامج «الجوهر» للتدريب الإعلامي، الأول من نوعه في المنطقة، وقد نُفّذ في موسمه الثاني برعاية شركة المركز المالي، و«الجريدة»، وشركة الصناعات الهندسية الثقيلة وبناء السفن (هيسكو)، وأكاديميّة «لابا» وفندق فوربوينتس شيراتون. ويقدّم البرنامج للشباب العربي ورش عملٍ إعلامية مكثفة على يد أبرز الإعلاميّين العرب، لتدريبهم على فنون ومهارات الحوار الإعلامي، لمحاورة ضيوف رياديّين تركوا بصمة في شتّى المجالات بالوطن العربي.

فهد الرمضان

البرنامج يحقّق نقلة نوعيّة كبرى بإضافة التدريب العملي في قناة CNN بالعربية

حافظنا على مستوى الإعلاميّين وركّزنا على ما تقدّمه الشخصيّات الرياديّة من قيمةٍ للدول

درّبنا أكثر من مئة طالب معظمهم كويتيّون ومعهم لبنانيون وبحرينيون ومصريون السقاف

البرنامج أحدثَ نقلة نوعيّة في حياتنا وتعلمنا روح العمل كفريق متكامل طالبات «الجوهر المتمكّن»

هدفنا تأمين فرص تدريبية راقية لإكساب الكوادر مبادئ وأسس الإعلام برغوت

نؤمن بأهمية تطوير مهارات وطاقات الشباب ونشيد بدعم «لوياك» المستمر لهم العثمان
back to top