حوار كيميائي: مساحات خضراء... أولوية تشريعية

نشر في 07-11-2021
آخر تحديث 07-11-2021 | 00:20
 د. حمد محمد المطر تسعى الدول كافة للاهتمام بالتشجير وزيادة المساحات الخضراء في المدن وحولها، إدراكاً منها أن المناطق الخضراء هي الرئة التي تزود البيئة بالأكسجين، وإذا كان الدافع الأساسي لاهتمام كثير من مدن العالم بالتخضير هو المنظور الجمالي وتوفير مساحات خضراء للسكان، فإن التخضير في الكويت يجب أن يكون أولوية حكومية لأسباب عديدة تتجاوز الناحية الجمالية، فخصوصية البيئة الكويتية وطبيعة المناخ الجاف وارتفاع درجات الحرارة خلال أشهر الصيف، تحتم علينا الاهتمام بالتخضير، لكونه السبيل الوحيد للحد من الآثار الضارة للمناخ الصحراوي وتقليل الغبار وحماية المدن من حبيبات الرمل المتحركة وغيرها، مما يميّز البيئة الكويتية في فصل الصيف.

وتؤكد الدراسات إمكانية تحويل الكويت إلى حزام أخضر، في حال كان هناك قرار استراتيجي بهذا الشأن؛ من خلال زراعة أشجار مقاومة للجفاف ولدرجات الحرارة المرتفعة.

التشجير وتحويل كثير من المناطق إلى مساحات خضراء مشروع سهل تنفيذه في حال كان هناك قرار حكومي وإرادة جادة لإنجازه، إذ يمكن استغلال مياه الصرف الصحي بعد معالجتها معالجة ثلاثية وإيصالها إلى المنازل بدل الماء الصليبي، وتشجيع الناس على التشجير، والاستفادة من هذه المياه لري المساحات الخضراء حول المدن وبينها، وهو ما يشكّل حلاً بيئياً مثالياً لوقف زحف الرمال وتقليل الغبار وتنقية الهواء، مما ينعكس على الصحة العامة وتقليل أمراض الصدر والربو الذي يعتبر - حسب إحصاءات وزارة الصحة - من أكثر أمراض الحساسية انتشارا في الكويت، ويبلغ عدد المصابين به أكثر من ثلث السكان، وتقدر التكلفة الإجمالية لعلاجه حوالي ٥٨ مليون دينار سنوياً. ونتساءل: متى يحظى موضوع التشجير وزيادة المساحات الخضراء باهتمام الحكومة؟

دورنا كنواب دفع الحكومة للاهتمام بهذا الموضوع ووضعه على رأس أولوياتها، سواء من خلال التشريع أو الممارسة الرقابية، ونحن في لجنة شؤون البيئة البرلمانية عازمون على إنهاء هذا الموضوع خلال دور الانعقاد الحالي، وإجبار الحكومة على تنفيذه، وإذا كان عدم تنفيذ هذا المشروع يعود لحاجته إلى الدعم المادي، فجميعنا يرى الأولويات الحكومية والهدر المالي والفساد، فموضوع التخضير يجب أن يكون على رأس الأولويات، وكذلك الاهتمام بالحدائق والعناية بها، من خلال جعل تبعيتها للجمعيات التعاونية في مختلف المناطق السكنية؛ والجمعيات لا تمانع القيام بهذا الدور، فتستطيع الاستفادة من الحدائق لإقامة بعض النشاطات وتحقيق عائد مالي، وفي المقابل تعتني بها وتوفر مستلزماتها من أعمال وحراسة وغيرها.

***

«catalyst» مادة حفازة:

مساحات خضراء + رقابة حقيقية = رئة بيئية

د. حمد محمد المطر

back to top