الإخوان المسلمون في الكويت... ودعوة الجزائري «الفضيل الورتلاني» (2- 4)

نشر في 20-10-2021
آخر تحديث 20-10-2021 | 00:06
 خليل علي حيدر تقول موسوعة الحركات الإسلامية في الوطن االعربي عن الورتلاني: "ذهب الورتلاني الى اليمن في عام 1947 لإصلاح النظام السياسي هناك واستقبله الحاكم الإمام ومساعدوه. برنامجه للإصلاح رفضته السلطات، فعاد الى القاهرة لإخبار حسن البنا، على أية حال تبنى برنامجه بعض الزعماء العشائريين والمجموعات الأخرى. دعمت الإخوان انقلاب عام 1948، وأصبح الورتلاني مؤثرا جداً. أصدر فتوى تسمح بقتل الإمام، في 1948 اعترفت حركة الإخوان بالنظام الجديد لعبدالله الوزير وأصبح الورتلاني مستشارا عاماً في الدولة برتبة وزير. انهار النظام، على أية حال، بعد 26 يوماً عندما كان الورتلاني في المملكة العربية السعودية هرب أولاً الى لبنان وبعد ذلك الى تركيا حيث مات".

(موسوعة الحركات الإسلامية في الوطن العربي وإيران وتركيا، د، أحمد الموصللي، مركز دراسات الوحدة العربية، 2004)

ويورد "أحمد عادل كمال" مؤلف كتاب عن النظام السري للإخوان الذي يورد فيه مذكراته عن دخوله ذلك النظام وتفاصيل كثيرة عنه، ما يلي عن خروج أو هروب "الورتلاني" بعد مغامرة اليمن الفاشلة.. يقول: "الذي لا شك فيه أن الورتلاني أراد اللجوء إلى السعودية فلم يقبل بها، وكان على سفينة يونانية تعمل على خط ملاحي بين جدة وبيروت وأبحرت السفينة من جدة الى السويس وأراد الورتلاني أن ينزل في مصر فمنع من ذلك ووضعت عليه حراسة فوق السفينة تمنعه من النزول حتى اجتازت به قناة السويس خارجة من بورسعيد الى بيروت، وفي بيروت رفضت السلطات اللبنانية السماح له بالنزول. وكان على الباخرة بعد ذلك أن تعود الى جدة، وتكرر في رحلة العودة ما حدث في رحلة الذهاب، ثم عادت الباخرة من جدة الى بيروت وهكذا... ظلت الباخرة شهورا بين جدة وبيروت لا تغير خطها، والفضيل فوقها تحرسه قوات كل دولة تدخل الباخرة مياهها لمنعه من الهبوط فيها وتصوره الصحافة المعادية أنه كان يجلس محتضنا أكياس الذهب! وأخيراً، وبطريقة ما نزل الفضيل من الباخرة وأعد له جواز سفر بغير اسمه أقام به في لبنان".

(النقط فوق الحروف: الإخوان المسلمون والنظام الخاص، أحمد عادل كمال، القاهرة: الزهراء للإعلام العربي، 1987، ص167-168).

من الذين تناولوا الفضيل الورتلاني ودوره في "الجهاد والدعوة" و"خدمة الإسلام" من يسميه المستشار "عبدالله عقيل سليمان العقيل"، أحد أبرز القيادات الإخوانية في الكويت والمنطقة الخليجية والعربية وربما الدولية، "البطل الجسور الفضيل الورتلاني"، في كتابه المعروف عن أعلام الدعوة وقد كتب المستشار العقيل في الطبقة الأولى عام 2000، ثلاث صفحات زادها الـ12 صفحة في الطبعة الجديدة "المنقحة والمزيدة"، عام 2006.

ويعتبر العقيل تاريخ ميلاد "الورتلاني" عام 1906 لا عام 1900 كما تقول موسوعة الويكيبيديا، ولكن المستشار العقيل لا يتوسع في الحديث عن دور الورتلاني في انقلاب اليمن، لما قد يسببه ذلك من إحراج في الوسط الديني، بعد أن اصطفت الانقلابات وحركات التغيير العنيفة بملامح سلبية وبخاصة خلال مرحلة ما قبل 2011، كما لا يذكر المستشار شيئاً عن وجود "الورتلاني" في الكويت، ولا دوره في تأسيس الجماعة وغير ذلك، ويذكر طرفاً من نشاط الورتلاني في اليمن، فيقول ناقلا عن مؤرخ يمني: ويأتي الأستاذ الجزائري الفضيل الورتلاني موفداً من الإمام حسن البنا وروح الثورة تتقدمه، فيمر بعدن ويضاعف حماس قادة حزب الأحرار وأعضائه، ذلك الحماس الزاحف مع الفضيل الورتلاني إلى كل مكان حل فيه".

ثم يضيف المؤرخ فيما ينقله العقيل: "ويندفع الفضيل الورتلاني في إقامة الندوات وإلقاء المحاضرات في المدارس والمساجد والحفلات، فتسري روحه إلى الشياب والضباط وطلاب المدارس".

ومن بين ما ينقله المستشار العقيل كذلك قوله: "كان الإخوان المسلمون- وعلى رأسهم الشيخ حسن البنا- يطمحون إلى تغيير الواقع في البلاد العربية، والى قيادة إسلامية صحيحة، وإلى ناشئة إسلامیة قوية"، ويضيف المصدر الذي ينقل عنه المستشار متعاطفاً فيما يبدو موضحاً دور الداعية الجزائري:

"وصل الفضيل الورتلاني يحمل مشعلاً آخر، وبدأ يخطب الناس بأسلوب جديد دفع الشباب اليمني دفعاً إلى اعتناق الثورة، وبدأت أتردد على الفضيل الورتلاني في منزله غير مكتف بملاحقته في المساجد والمجتمعات للاستماع إلى خطبه. وبدأ يحدثني... إننا نحن المسلمين فوق كوكب هذه الأرض نمثل الملايين، ولكني أقول، وهو يضغط على الحروف، إننا مستسلمون ولسنا مسلمين".

(من أعلام الدعوة والحركة الإسلامية المعاصرة؛ المستشار عبد الله العقيل، دار التوزيع والنشر الإسلامية بالقاهرة، 2006، ص161-172).

ويلاحظ ان الطبعة الأولى من الكتاب التي نشرت عام 2000 في القاهرة من الدار نفسها، كانت من إعداد الصحافي المصري الأستاذ "بدر محمود بدر" رغم ظهور اسم المستشار عبدالله العقيل كذلك على الغلاف، وكانت الطبعة الأولى 360 صفحة، في حين تضاعف حجم الكتاب إلى 788 صفحة في الطبعة الثالثة، مع تقديم للأستاذ بدر محمود بدر نفسه واثنين من مرشدي الإخوان المسلمين في مصر وهما المرشد مصطفى مشهور والمرشد محمد مهدي عاكف، وقد احتفل الإخوان في 13/ 6/ 2006 في الكويت بتوقيع الترجمة الأردية للكتاب، الذي يحمل عادة اسم المستشار العقيل.

وقد جاء في موسوعة الويكيبيديا عن عبدالله العقيل ما يلي: "المستشار السعودي عبدالله العقيل، معروف للمشتغلين بالعمل الإسلامي والدعوة إلى الله، حيث درس بالعراق، ثم رحل إلى مصر في أواخر الأربعينيات، والتحق بكلية الشريعة جامعة الأزهر الشريف، وتخرج فيها عام 1954م ثم عاد إلى السعودية ثم العراق، حيث عمل مدرساً بمدرسة النجاة الأهلية في مدينة الزبير، ثم توجه إلى الكويت وتولى العديد من الوظائف، كان آخرها مستشار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية، ثم غادر الكويت في عام 1986 ليرجع إلى السعودية، حيث تولى منصب الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي، والأمين العام للمجلس الأعلى للمساجد، ثم استقال ليتفرغ للكتابة". (لم يظهر اسم مكان المولد في الموسوعة).

خليل علي حيدر

back to top