مسؤولية الغراب

نشر في 17-01-2021
آخر تحديث 17-01-2021 | 00:19
 حسن العيسى "تبقى صورة تجربة الكويت الديمقراطية محل تندر خليجي، خصوصاً أنها تأتي في الترتيب الأخير على صعيد دول مجلس التعاون في مؤشرات التنمية والتعليم وتطور البنية التحتية، لا بل هي متأخرة في محاربة الفساد رغم وجود برلمان فيها"، الفقرة السابقة كانت للكاتب زيد حمود العتيبي في موقع 180، وهو يتحدث عن أزمة استقالة الحكومة، والفقرة تلخص إشكالية حال الدولة اليوم. لا يوجد جديد في طرح تساؤل "من المسؤول" عن خيبة الدولة الكويتية، هل هي الحكومة كسلطة مشيخية، أم المجلس النيابي، أم الاثنان معاً؟!

السؤال ذاته غلط، فلا توجد ديمقراطية حقيقية في الكويت حتى يمكن تحميلها المسؤولية، بالتأكيد هامش الحريات السياسية أفضل من بقية دول المجلس، لكنها أيضاً حالتنا في النهاية تسلطية، فيها من القوانين القمعية ما يناقض أبسط الحريات الإنسانية، ودائماً نتذكر، بهذه المناسبة، عبارة كان يرددها المرحوم أحمد الربعي "لا تجوز المقارنة بالأسوأ... وإنما بالأفضل دائماً...".

ربما مقولة أحمد صحيحة، لكن هل تجوز أيضاً مقارنة التجربة الكويتية بثقافتها التاريخية الاجتماعية مع دول أوروبية مثلاً؟ صعب تصور هذه المقارنة حين نتذكر التحولات التي مرت بالغرب من مئات السنين، من فلسفة التنوير ونهاية الحروب الدينية، حتى التحول من مجتمعات زراعية إلى صناعية ثم "عصر الثورات"، وأهمها الثورة الفرنسية، وننتهي في آخر الكلام بجملة "إحنا وين وهم وين".

هي، إذن، مسؤولية السلطة منفردة، التي لم تؤمن يوماً ما بالديمقراطية من البداية، ولم تكن تعرف معنى التنمية، كان يمكن الجمع بين الأمرين بفكر تقدمي مستنير، لكنها لم تفعل، وإذا لم تكن تستطيع هضم فكرة الحرية والديمقراطية، فهي، أيضاً، لم تكن مستعدة لتقبل مفهوم قيادة التغيير والشروع في تنمية حقيقية بثقافة المستبد المستنير لمرحلة محددة بدلاً من تنمية شراء الولاءات الريعية.

آخر هذه الثرثرة الكتابية نتذكر حكاية الغراب الذي ذهب يتعلم مشي الحمامة فلم يتعلمها ونسي مشيته.

حسن العيسى

back to top