شوشرة: اختلاس المرتزقة

نشر في 15-01-2021
آخر تحديث 15-01-2021 | 00:10
 د. مبارك العبدالهادي مازلنا في دوامة الصدمات من واقعنا وتبادل الاتهامات والخذلان من مواقف لم تكن في الحسبان، وكأن هناك من يتآمر على الشعب لخلق حالة من الإحباط والشعور بفقدان الثقة بسبب تلاطم الأمواج التي تسحبنا من مرسى إلى آخر أكثر جزرا وأقل منسوبا للمياه التي يفترض أن تروي قلوبنا بالفرح، وتغير واقعا مريرا إلى آخر أكثر تجانسا مع الفزعة الشعبية التي هبت رغم الظروف العصيبة لتغيير المناديب لآخرين أكثر حرصا على حقوقهم ومتطلباتهم، ولكن قد تكون الوجوه تغيرت بنسخة مشابهة لبعض الكراسي التي امتلأت بها القاعة التي يفترض أن تصدح بحق كل مواطن.

وكالعادة عدنا نندب حظنا وننتقد واقعنا ونراقب ونتابع مع تبادل الآراء مع دخول الذباب الإلكتروني الذي أصبح يقصف في بعض المواقع كل الوطنيين والمحبين والطامحين لتغيير هذا الواقع المرير.

كلمات خالدة كلما استعدنا شريط الماضي استذكرنا بها الرموز الوطنية التي تهدف إلى الحفاظ على هذا الوطن الجميل من عبيد الدينار والحرامية والمختلسين والظالمين والفاسدين والمتجاوزين والقافزين على القانون، ولكن لن تنصلح حالنا بوجود بعض الوجوه التي كانت تتحدث عن مواقف بطولية، ولكن سرعان ما تبدلت لتصبح مجرد أوهام استخدمت للضحك على الذقون ودغدغة المشاعر.

والطامة الكبرى عندما يرى بعض المرتزقة أنهم هم من يستطيعون السيطرة على زمام الأمور واستخدام أبشع الألفاظ التي تعبر عن سلوكهم الفطري في الرد على بعض المواقف الوطنية أو حتى من يحاول استصلاح الأرض القاحلة التي زرعت فيها بذور ستنمو عليها غصون الفتنة والعنصرية والطبقية والفئوية، والنظر إلى الآخرين بأنهم "لا شيء" مقابل أشجارهم التي اصفرت أوراقها كوجوههم العابسة.

متى ستصحو الضمائر؟ ومتى ستتبدل المواقف بدلا من الهرج والمرج من بعض المطبلين الذين يتم شراؤهم كالعادة ليصفقوا في المدرجات ويهتفوا وكأنهم أعداء للشعب وإرادته كعادتهم، فهم يتحولون إلى مجرد سلعة بيد من يعرفون كيف يتعاملون مع المهرجين أمثالهم.

مع الأسف الشديد أصبحنا في دوامة وتيار يقذف بمقدرات الشعب ومواقف لا تشجع ولا تحفز على الثقة بقدر الشكوك التي أصبحت حال العديد منا بمستقبل واعد مع بعض من يدعون النهج الإصلاحي ولم يبروا بقسمهم للناس، خصوصا في ظل وجود من يبرر أخطاء الحكومة ويضعها في المقدمة رغم أن الأمور بدأت تتحول من حال سيئة إلى حال أكثر سوءاً.

ما زلنا نحلم باستقرار أوضاعنا، ولكن يبدو أننا نعاني لعنة تلاحقنا لنستمر في هذه الدوامة التي لن تنتهي.

د. مبارك العبدالهادي

back to top