ناصر صباح الأحمد... رؤية وطموحات

نشر في 14-01-2021
آخر تحديث 14-01-2021 | 00:07
الشيخ ناصر صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح، رحمه الله، عشق تراب الوطن وتراثه، وتبلورت لديه فكرة يحمل فيها طموحات وطن، لا شركة أو مناقصة أو منفعة آنية. وتعدى طموحه الأقاليم وأدرك أنها مسألة وجود.
 د. سليمان طارق العبدالجادر هي رؤية حملت أبعاداً مزجت الاقتصادية منها والأمنية والثقافية على خطوط متوازية استقطبت قوانا الوطنية ورسخت فخر الماضي وصورت اتجاه المستقبل حتى بدأنا نستشعر هواها.

هي رؤية تجتث حال البلد من مأزق اقتصادي محتم بين عجوزات مالية واكتوراية وبين مسايرة الباب الأول التصاعدي وتركيز مصدر الدخل وهجرة الشباب من وظائف القطاع الخاص، وبين الموس والروس و"الضرايب" و"الطلايب"، هي بارقة أمل لنزع فتيل القنبلة الموقوتة لقطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي بالرغم من العديد من تحذير ذوي الاختصاص فهي باتجاه أزمة مناخ بل أدهى وأمر.

هي رؤية نالت اهتمام الدواوين وفي الكشتات وشاي الضحى للمتقاعدات، وأصبح نقاشها يحوم بين قهاوي مروج، وممشى حديقة الشهيد، تحدثت عنها طالبات الجامعة حاملات أكواب "سبانيش لاتيه" وشباب بين "الجولات" في نوادي أكسجين.

هي رؤية لم نجرؤ أن نتعمق في استيعابها في حين طموحاتنا أصبحت لا تتعدى بناء مطار جميل، جاءتنا بشيء من الريبة، كيف لجهاز تنفيذي أن ينجز وعليه شكوك حتى في تنفيذ المتطلبات البسيطة نسبيا بالرغم من امتلاكه كل المقومات، وصلتنا كحلم لم يسبق لها مثيل في تاريخنا الحديث، وبدأنا نحصي عقباتها في حين لا نستغرب تحولات مماثلة في الدول المجاورة.

عندها ظهر لنا صاحب الرؤية من العيار الثقيل فتزامن معه بصيص الأمل، قاد إنشاء جهاز خاص لهذه الرؤية فازددنا أملا، ومسودة مشروع بقانون تجول بين أروقة مجلس الأمة، هنا ترددت عبارة "والله جنها بتصير". شاهدنا تحركات صاحب الرؤية ومقابلاته وسعيه، أحببناه وأحببنا تواضعه رغم سلطته وبساطته رغم ثقافته، وشهدنا طيبته بين الناس رغم شراسته ضد الفساد. هنا التففنا حوله وكانت مباركة الأمير الراحل الشيخ صباح، طيب الله ثراه، بمثابة نقطة الانطلاق لقطار كويت الجديدة.

هو ناصر صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح، عشق تراب الوطن وتراثه وتبلورت لديه فكرة يحمل فيها طموحات وطن، لا شركة أو مناقصة أو منفعة آنية. تعدى طموحه الأقاليم وأدرك أنها مسألة وجود، استثمر سمعته العالمية ليأتي بكبار الشخصيات لمجلس محافظين تكسب رؤيته ثقة المجتمع الدولي، وارتبط بأفضل العقول والاستشاريين لرسم خريطة طريق واقعية واستند إلى إيمانه بقدرة أبناء بلده في الوصول إلى المبتغى ورجح كفة المصلحة العليا فاعتلى قدره.

رحمك الله أيتها النفس المطمئنة، ولن أتباكى عليك بل أفرح على ما غرست والآن تحصد من دعائنا وما سينفع الناس ليمكث في الأرض، هي راية حملتها وستسعد بتوجيهات القيادة الحكيمة في أمرها، فصبر جميل والله المستعان.

د. سليمان طارق العبدالجادره

back to top