«قمة العُلا» تطوي الخلاف بين «الرباعي» وقطر

• محمد بن سلمان: نحن اليوم أحوج ما نكون لتوحيد جهودنا لمواجهة التهديدات وأبرزها إيران
• محمد بن راشد: المتغيرات تتطلب تماسكاً خليجياً حقيقياً وعمقاً عربياً مستقراً

نشر في 06-01-2021
آخر تحديث 06-01-2021 | 00:05
سمو الأمير يصل إلى الكويت بعد مشاركته في القمة
سمو الأمير يصل إلى الكويت بعد مشاركته في القمة
بالتزامن مع دخول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عقده الخامس، عقدت القمة الخليجية الـ 41 أمس في محافظة العلا السعودية، وترأسها ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، بحضور سمو أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد، وأمير قطر تميم بن حمد، وولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ونائب رئيس الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، ونائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان فهد بن محمود آل سعيد.

كما شارك وزير الخارجية المصري سامح شكري، ومستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنير.

وغداة فتح الحدود والأجواء بين السعودية وقطر بناء على اقتراح من سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، توجت قمة العلا بتوقيع "بيان العلا" بالإجماع، الذي جرى التأكيد فيه على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين دول مجلس التعاون الخليجي بما يخدم آمالها وتطلعاتها.

بن سلمان

وألقى ولي العهد السعودي، الكلمة الافتتاحية خلال القمة، رحب فيها باسم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بالحضور. وقال بن سلمان: "نفتقد هذا العام قائدين كبيرين كان لهما دور كبير في دعم العمل الخليجي المشترك وهذه المسيرة المباركة؛ جلالة السلطان قابوس بن سعيد وصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، وعرفاناً لما قدّماه من أعمال جليلة عبر عقود من الزمن في دعم مسيرة المجلس المباركة؛ فقد وجّه سيدي خادم الحرمين الشريفين بتسمية هذه القمة بمسمى (قمة السلطان قابوس والشيخ صباح) سائلين المولى، عز وجل، لهما الرحمة والمغفرة، ولصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، وصاحب السمو الشيخ نواف الأحمد التوفيق والسداد لمواصلة مسيرة الخير والنمو والازدهار في بلديهما الشقيقين، ودعم عملنا الخليجي المشترك".

وتابع: "وإننا لننظر ببالغ الشكر والتقدير لجهود رأب الصدع التي سبق أن قادها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، واستمر بمتابعتها صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد. كما نشيد في هذا الشأن بمساعي الولايات المتحدة الأميركية الصديقة، وجميع الأطراف التي أسهمت بهذا الشأن، حيث أدت هذه الجهود بحمد الله، ثم بتعاون الجميع، للوصول إلى اتفاق بيان العلا الذي سيتم توقيعه في هذه القمة المباركة، والذي جرى التأكيد فيه على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين دولنا وشعوبنا، بما يخدم آمالها وتطلعاتها".

وأضاف: "نحن اليوم أحوج ما نكون لتوحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا، وخاصة التهديدات التي يمثّلها البرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ الباليستية ومشاريعه التخريبية الهدامة التي يتبناها ووكلاؤه من أنشطة إرهابية وطائفية هدفها زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، مما يضعنا أمام مسؤولية دعوة المجتمع الدولي للعمل بشكل جدي لوقف تلك البرامج والمشاريع المهددة للسلم والأمن الإقليمي والدولي".

وأشار الى أنه "تم تأسيس هذا الكيان استناداً إلى ما يربط بين دولنا من علاقة خاصة وقواسم مشتركة، متمثلة بأواصر العقيدة والقربى والمصير المشترك بين شعوبنا، ومن هذا المنطلق علينا جميعاً أن نستدرك الأهداف السامية والمقومات التي يقوم عليها المجلس؛ لاستكمال المسيرة، وتحقيق التكامل في جميع المجالات".

وأكد أن "سياسة أشقائكم في المملكة العربية السعودية الثابتة والمستمرة، وخططها المستقبلية ورؤيتها التنموية الطموحة (رؤية 2030) تضع في مقدمة أولوياتها مجلس تعاون خليجي موحد وقوي، إضافة إلى تعزيز التعاون العربي والإسلامي بما يخدم أمن واستقرار وازدهار دولنا والمنطقة".

بن راشد

من ناحيته، قال الشيخ محمد بن راشد، إن المتغيرات والتحديات المحيطة تتطلب قوة وتماسكا وتعاونا خليجيا حقيقيا، وعمقا عربيا مستقرا.

جاءت تصريحات بن راشد في تغريدات على حسابه بـ "تويتر"، على خلفية مشاركته في القمة، حيث ترأس وفد الإمارات.

وقال بن راشد: "شاركت اليوم في قمة العلا لقادة دول مجلس التعاون. قمة إيجابية موحدة للصف مرسخة للإخوة برعاية أخي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان. المتغيرات والتحديات المحيطة بنا تتطلب قوة وتماسكا وتعاونا خليجيا حقيقيا وعمقا عربيا مستقرا".

وأضاف نائب رئيس الإمارات: "في عام 1981، أي قبل أربعين عاما من اليوم استضاف والدنا ومؤسس دولتنا الشيخ زايد أول قمة في أبوظبي مع إخوانه قادة دول المجلس رحمهم الله جميعا. مسيرة التعاون هو إرث هؤلاء القادة لشعوبهم، واليوم تتعزز المسيرة وتترسخ الأخوة وتتجدد روح التعاون لمصلحة شعوبنا".

وتابع: "نجدد شكرنا للمملكة العربية السعودية رعايتها هذه القمة الناجحة، ونجدد ثقتنا بمسيرة دول مجلس التعاون، ونجدد تفاؤلنا بأن السنوات القادمة تحمل استقرارا وأمنا وأمانا وعملا وإنجازا سيخدم شعوبنا، ويسهم في استقرار محيطنا".

البحرين

بدوره، هنأ عاهل البحرين الملك سلمان بن حمد، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بنجاح القمة، وأكد في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية أن جهود الملك سلمان وولي عهده ذللت الصعوبات وأسهمت بنجاح القمة، مشيدًا بدور خادم الحرمين الريادي في تطوير مسيرة العمل الخليجي المشترك.

مصر توقّع

وفي القاهرة، قالت "الخارجية" المصرية، في بيان، إن وزير الخارجية سامح شكري الذي شارك في القمة عاد الى البلاد بعد أن وقّع على "بيان العلا".

وبحسب البيان: "يأتي هذا في إطار الحرص المصري الدائم على التضامن بين دول الرباعي العربي وتوجههم نحو تكاتف الصف وإزالة أية شوائب بين الدول العربية الشقيقة، ومن أجل تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الجسام التي تشهدها المنطقة، وهو ما دأبت عليه مصر بشكل دائم؛ مع حتمية البناء على هذه الخطوة المهمة من أجل تعزيز مسيرة العمل العربي ودعم العلاقات بين الدول العربية الشقيقة، انطلاقًا من علاقات قائمة على حُسن النوايا وعدم التدخُل في الشؤون الداخلية للدول العربية".

وأضاف البيان، "وتُقدّر مصر وتثمّن كل جهد مخلص بُذل من أجل تحقيق المصالحة بين دول الرباعي العربي وقطر، وفي مقدمتها جهود دولة الكويت الشقيقة على مدار السنوات الماضية".

من ناحيته، نشر وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش على "تويتر" صورة لمكان انعقاد القمة وكتب: "من قاعة المرايا في العُلا تبدأ صفحة جديدة مشرقة".

سلطان عمان

كما بعث سلطان عمان السلطان هيثم بن طارق أمس رسالة خطية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان تتصل بالعلاقات الثنائية الأخوية المتينة والوطيدة التي تربط البلدين والشعبين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات.

وأفادت وكالة الأنباء العمانية بأن وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي سلم الرسالة إلى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان على هامش القمة الخليجية.

ما جرى خطوة مهمة لتعزيز مسيرة العمل العربي
back to top