حدود ما يقال في هذا المقال

نشر في 05-01-2021
آخر تحديث 05-01-2021 | 00:19
 د.نجم عبدالكريم قارئي الكريم، هذا مقال مأخوذ من التراث الأدبي، أتناول فيه بعض ما قالته العرب شعراً ونثراً عن النعال، أكرمكم الله.

وقد حرص مشرف الصفحة على عدم نشر اسم النعال ضمن العنوان، وطالبني بتغييره إلى العنوان الذي تصدر المقال.

فلو أننا بحثنا عن الكثير من المفردات، التي احتوى عليها شعرنا العربي القديم، لاستخرجنا موضوعات مقارنة تدلنا على طبيعة الحياة، ودقائقها بتفصيل كامل، ولو بحثنا عن التوابل، أو الحيوانات، أو البراغيث، أو الثعابين مثلاً، في الأدب، لاستخرجنا الكثير الكثير عن علاقة الإنسان في تعامله مع هذه الأشياء، أما الإتيان على موضوع ما ذكره التاريخ عن النعال، فهو كالتالي:

فقد دفع أبوالطيب الطبري نعالاً للإسكافي ليصلحها، فكان كلَّما مر عليه استعجله، فيقوم الإسكافي بإخراج النعال من الماء، حتى أخذ القلق يستبد بالطبري، فقال للإسكافي:

- إنما دفعتها إليك لتصلحها، ولم أدفع إليك نعالي لتعلمها السباحة!

ثم أنشد:

قلت للخفاف نعلي ليس فيها أي راحة

قال سمعاً غطط النعل لكي يخفي افتضاحه

قلت: أصلحها ولا تعطيها درساً في السباحة.

• بعث أبوالعتاهية إلى الفضل بن الربيع بنعل وكتب معه:

نعل بعثتُ بها لتلبسها ... تمشي بها قدمٌ إلى المجد

لو كان يَحسُن أن أُشرِّكها ... خدي جعلت شريكها خدي

• ذُكر أن بهلولاً دخل إلى مجلس هارون الرشيد، فجلس في أدنى المجلس، فقال له هارون:

- ارفع نفسك إلى صدر المجلس.

فأنشد بهلول:

كن رجلاً وارض بصف النعال ... لا تطلب الصدر بغير الكمال

فإن تصدرت بلا آلة ... جعلت ذاك الصدر صف النعال.

• قال الفراء:

قوم إذا اخضرت نعالهمُ ... نبتت عداوتهمْ مع النعل.

• وفي العصر الجاهلي ذكرت النعال في بعض المعلقات، فهذا عنترة يقول:

لمّا رآني قد نزلتُ أُريدُه ... أبدى نواجذَه بغير تبسُّم

بطلٌ كأن ثيابَه في سَرْحةٍ ... يُحذَى نعال السبت ليس بتوأم

• أما الأعشى فقال:

قالت هريرةُ لما جئت زائرَها ... ويلي عليك وويلي منك يا رجلُ

إمّا ترينا حفاةً لا نعالَ لنا ... إنّا كذلك ما نخفي وننتعل.

• والنابغة الذبياني يمدح عمرو بن الحارث:

رِقاقُ النِّعالِ طَيِّبٌ حُجُزاتُهُم ...

يُحَيّونَ بِالريحانِ يَومَ السَباسِبِ.

• وكعب بن زهير في قصيدته الشهيرة:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيم إثرها لم يفد مكبول

يقول:

سُمرُ العُجاياتِ يَترُكنَ الحَصى زِيَماً ...

لَم يَقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكْمِ تَنعيلُ.

***

وهناك بيت من الشعر فاقع الهجاء، ينسبه البعض إلى أحد الشعراء العباسيين، وكان ينظر إلى أناس بينه وبينهم خصومة فقال:

قومٌ إذا مس النعالُ وجوههم ... شكت النعالُ بأي ذنبٍ تُصفعُ

***

معذرة إذا كان البعض لم يلق هذا الموضوع صداه عنده، ولكن علينا ألا ننسى أن مفردة النعال قد غطت مساحة كبيرة من مساحات الشعر العربي، وأحببت أن اقتنص منها هذا النزر القليل، ولعلي بأحد الموضوعات القادمة أتناول الكلب في الشعر العربي، والذي شجعني على ذلك هو قول جرير لأحدهم:

هو الكلب وابن الكلب والكلب جده ... فلا خير في كلب تناسل من كلب

د.نجم عبدالكريم

back to top