موسم بيّاع الخبل «صوته»

نشر في 20-11-2020
آخر تحديث 20-11-2020 | 00:03
 عبدالعزيز العتيبي تعتبر المقولة الشعبية "بيّاع الخبل عباته" من أقدم المقولات المنتشرة في الجزيرة العربية، حتى أنها تحولت إلى موسم حقيقي يذكره خبراء الأرصاد الجوية خاصة والمجتمع عامة، وتعود هذه المقولة إلى عهد قديم في الجزيرة العربية تعددت الروايات في من قالها وعلى من قالها، إلا أن سبب مقولتها معلوم، وهو أن بعض العرب قديما كانوا يبيعون العباءة التي استخدموها لحمايتهم من برد الشتاء بعد أن تدخل الأجواء الدافئة، إلا أنهم يتفاجأون بعودة البرد القارس لأيام معدودة في نهاية فصل الشتاء.

أما كلمة "خبل" فهي تدل على نقصان عقل أو قلة مفهومية الشخص ونظرته المحدودة التي لا تكاد تتعدى قدميه، وهي تماما تنطبق على "الخبول" اللي يبيعون أصواتهم لمرشحين في انتخابات مجلس الأمة مقابل ثمن بخس ودراهم معدودة.

وبما أننا الآن نعيش في خضم موسم انتخابي ساخن لمجلس أمة تنتظره عدة قضايا مهمة أغلبها قضايا فساد إداري ومالي يحتاج إلى فزعة شعبية تترجم باختيار مرشحين أكفاء على قدر من المسؤولية الوطنية، ويمثلون الأمة التمثيل اللائق للمجتمع الكويتي، فإننا نرى أن هناك ناخبين "خبول" يبيعون أصواتهم لمرشحين فاسدين بلا أدنى شك.

فهل يعلم هؤلاء "الخبول"، أقصد الذين يبيعون أصواتهم، أنهم لا يبيعون ضمائرهم ولا يخونون العهد والكويت فقط، بل يبيعون مصالحهم ومستقبل أبنائهم لمجموعة مرشحين فاسدين "لا يحللون ولا يحرمون"، والكارثة حين تسأل أحداً من "الخبول": ليش تبيع صوتك يرد ببجاحة وسخف: "يا عمي روح كلهم نصابين خلني أستفيد جم فلس".

هذا "الخبل" لا يعلم أن الإدلاء بالصوت يعتبر شرعا شهادة وتزكية وأمانة، فإذا بيعت هذه الشهادة والأمانة نتج عنها فساد عظيم واجتمع فيها الكذب والبهتان وأكل المال بالباطل، فهي بلا شك رشوة، وكما قال النبي، صلى الله عليه وسلم: "لعن الله الراشي والمرتشي"، فهو غير أنه "خبل" أصبح مرتشياً وخائناً.

الزبدة: قال صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، في خطابه السامي في مجلس الأمة موجهاً خطابه للشعب الكويتي: "لتكن فزعتكم للكويت أولاً"، وما بعد كلام العود كلام.

back to top