أولاً وأخيراً: ماكرون والخطاب الخائب

نشر في 06-11-2020
آخر تحديث 06-11-2020 | 00:03
 مشاري ملفي المطرقّة في الوقت الذي يحاول فيه العالم التكاتف والتوحد في مواجهة فيروس كورونا الذي قتل مئات الآلاف وأصاب الملايين وتسبب في توقف الحياة والكساد الاقتصادي خرج علينا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بخطاب (خائب) زعم فيه أن الإسلام "ديانة تعيش اليوم أزمة في كل مكان في العالم"، وأكد أن فرنسا لن تتخلى عن الرسوم الكاريكاتيرية التي تهاجم سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، كما اتهم الإسلام باتهامات باطلة لا علاقة لها بصحيح هذا الدين العظيم الذي تدعو شريعته للسماحة والسلام بين جميع البشر حتى من لا يؤمنون به الأمر الذي أثار موجة غضب في العالم الإسلامي، وأطلق حملات مقاطعة للمنتجات والبضائع الفرنسية مما دفع ماكرون إلى التراجع عن هذه التصريحات المسيئة، والقول إنه يتفهم مشاعر المسلمين وإن الرسوم الكاريكاتيرية الساخرة من النبي الكريم التي نشرتها مجلة شارلي إيبدو لعنها الله ليست مشروعاً حكومياً، وقد أصدرتها صحف حرة ومستقلة غير تابعة للحكومة.

ورغم أن خطاب ماكرون الذي أساء فيه إلى الإسلام يمكن تصنيفه على أنه مناورة سياسية داخلية تهدف إلى إفساد مخططات اليمين المتطرف في فرنسا قبل الحملة الانتخابية لعام 2022 فإن مثل هذه التصريحات العنصرية أثارت غضب ملياري شخص يتبعون الدين الإسلامي الحنيف حول العالم.

وقد كان للكويت رسمياً وشعبياً موقف مشرف وسباق في إدانة تصريحات الرئيس ماكرون، حيث أعربت القيادة السياسية عن استيائها من إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول، صلى الله عليه وسلم، في فرنسا، محذرة في الوقت ذاته من مغبة دعم تلك الإساءات واستمرارها، كما وجدنا حملات شعبية كويتية واسعة تندد بهذه التصريحات وأصدرت 37 مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني الكويتي بياناً أكدت أن التطاول على خاتم الأنبياء والرسل يعد انتهاكاً صارخاً بحق المسلمين في العالم، وتعدياً سافراً على خاتم الأنبياء والرسل، مشددة على أن الإساءة للرسول لا تندرج ضمن حرية التعبير، وأن الاستهزاء بأنبياء الله ورسله والرموز والمقدسات الدينية أمر مستهجن ومجرّم ولا يمكن السكوت عنه، داعياً الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان إلى استصدار قرار ملزم يجرّم كل من يسيء أو ينتهك حرمات الأنبياء.

ووسط هذه الأجواء المشحونة والتي تهدد استقرار العالم كله فإن على العقلاء التدخل وتهدئة النفوس والعمل على نزع فتيل الأزمة وعدم الدفع باتجاه صراع الأديان الذي سيكون فيه الجميع خاسراً، وسيأكل الأخضر واليابس في وقت العالم في أمس الحاجة إلى الوحدة والتعاون.

back to top