فض دور الانعقاد الرابع... و«التكميلي الخامس» 20 الجاري

رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم : كان دوراً استثنائياً خاضت فيه السلطتان معركة وجود وتحدٍّ للحفاظ على صحة الإنسان وسلامته
رئيس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد : يقلقنا ما شهدناه خلال الأيام الماضية من تساهل في الإرشادات الصحية

نشر في 09-10-2020
آخر تحديث 09-10-2020 | 00:04
في جلسة خاصة ختامية، فض مجلس الأمة دور انعقاده الرابع للفصل التشريعي الخامس عشر، وألقى رئيس المجلس مرزوق الغانم كلمة قال في بدايتها «إننا بالقرب من الاستحقاق الديمقراطي التقليدي، استحقاق الرجوع إلى الشعب ليقول كلمته مجددا، يعطي الثقة لمن يراه مستحقا وجديرا بها، ويحجبها عمن يراه مقصرا ودون مستوى الطموح».
ثم ألقى رئيس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد كلمة أشاد فيها بروح التعاون بين السلطتين، مشيرا فيها إلى أن دور الانعقاد الحالي كان حافلاً بالعديد من الانجازات، أهمها التعاون البنّاء خلال جائحة كورونا.
وقال سموه، خارج الكلمة المكتوبة، إن ما شهدناه الأيام الماضية من تساهل في الارشادات الصحية بدأ يقلق، فنسبة الوفيات ودخول الرعاية والمستشفيات مرتفعة، وهناك مسؤولية مباشرة على الحكومة بالاستمرار في الارشادات حتى نخفف من هذه الجائحة.
افتتح رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم الجلسة الختامية لفض دور الانعقاد الرابع للفصل التشريعي الخامس عشر، وتلا الأمين العام أسماء الحضور، والمعتذرين عن عدم حضورها، وهما وزير الدفاع الشيخ أحمد المنصور والنائب حمدان العازمي.

واستهل المجلس جلسته الختامية بالتقارير الختامية للجانه الدائمة والمؤقتة، مكتفيا بتثبيت التقارير بالمضبطة دون تلاوتها، وانتقل لكلمة الغانم بمناسبة الجلسة الختامية.

وألقى رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم كلمة في الجلسة الختامية، أكد فيها أن دور الانعقاد الحالي لم يكن دور انعقاد عاديا وتقليديا كسابقيه بل كان استثنائيا من ناحية الظروف الاستثنائية التي واكبته خاض فيه المجلس والحكومة معركة وجود وتحد كانت فيها صحة الإنسان وسلامته أولوية سياسية تجاوزت كل الأولويات والأجندات السياسية.

وفيما يلي نص كلمة الغانم:

ها نحن نصل إلى ختام دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الخامس عشر ونحن بالقرب من الاستحقاق الديمقراطي التقليدي استحقاق الرجوع إلى الشعب ليقول كلمته مجددا يعطي الثقة لمن يراه مستحقا وجديرا بها ويحجبها عمن يراه مقصرا ودون مستوى الطموح.

إن دور الانعقاد الحالي الذي نحن بصدد ختامه لم يكن دور انعقاد عاديا وتقليديا كسابقيه بل كان دور انعقاد استثنائيا من ناحية الظروف الاستثنائية التي واكبته.

إذ لم يكد دور الانعقاد الحالي ينتصف إلا وزلزال كورونا يعصف بالعالم من شرقه الي غربه ومن شماله إلي جنوبه ولم تكن الكويت استثناء منه فتحولت معركتنا بين ليلة وضحاها، حكومة ومجلسا، إلى معركة وجود وتحد كانت فيها صحة الإنسان وسلامته أولوية سياسية تجاوزت كل الأولويات والأجندات السياسية.

كانت معركة ترفعنا فيها منذ بدايتها عن كل ما يمكن أن يعوق التعبئة الوطنية الشاملة في سبيل مواجهة الجائحة وَتداعياتها وكان الجو العام السائد هو العمل كفريق واحد حكومة ومجلسا لتأمين كل الإجراءات والخطوات التي من شأنها التغلب على تداعيات الأزمة الصحي طبيا ولوجستيا وامنيا ومجتمعيا.

لقد أوكل الكثير من الأمور إلى السلطات الصحية لتقول كلمتها وكنا نحن بمثابة الداعمين والمتفهمين لطبيعة الوضع الاستثنائي وبرغم أخطاء هنا وهناك وملاحظات هنا وهناك إلا أن العنوان العريض كان نجاحنا في التعاطي مع أزمة كورونا، وهو نجاح نسبي لكنه لافت للانتباه، وهو نجاح غير نهائي، إذ نحن مازلنا في اتون الازمة الصحية الا اننا قطعنا أشواطا لا بأس بها في تلك المواجهة.

فالشكر كل الشكر لأبنائنا وبناتنا من المواطنين والمقيمين ممن هم في الصفوف الامامية من جهاز طبي وتمريضي وأمني وعسكري وتعاوني ومجتمعي وتطوعي وغيرهم.

ومع نهايات دور الانعقاد الحالي جاء قضاء الله وقدره وهو قضاء حق يسلم به المؤمن راضيا وان كان التسليم به لا يمنع من حزن وأسى.

فقد فجعنا قبل اسبوع بنبأ رحيل ووفاة قائدنا ووالدنا وكبيرنا سمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه هذا الرجل هذا الانسان هذا الذي كان رجلا بأمة، وفردا بمدرسة، وقائدا بدولة، فكانت أيامنا الماضية ايام حزن ولوعة، كيف لا وهو الذي ملأ الدنيا بعطائه الوطني الكبير وكان لنا بمثابة الحامي وصمام الأمن والأمان فرحمة الله عليه رحمة واسعة، وجزاه الله عنا وعن كل العرب والمسلمين خير الجزاء واسكنه في عليين.

واذا كان رحيل سموه فاجعة بكل المقاييس الا ان عزاءنا كان بالنموذج والمثال الكويتي المتفرد والذي تمثل في الانتقال السلس والهادئ لمقاليد الحكم في البلاد يوم ان نودي بسمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أميرا للبلاد، وأقسم أمام البرلمان قسمه العظيم فكأنما الشعب قد بايعه للمرة الثانية رجل دولة وقائدا وأميرا

واستتبع ذلك تزكية سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله وليا العهد، وتمت مبايعته من قبل مجلس الأمة بالإجماع أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع.

لا يسعني في ختام دور الانعقاد الا ان أتوجه بالشكر الى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح على تعاونه المشهود والواضح مع مجلس الأمة، والشكر موصول للسادة اعضاء مجلسي الأمة والوزراء وأخص بالذكر اخي نائب رئيس المجلس والاخوين امين السر والمراقب واعضاء مكتب المجلس الذين كانوا خير عون لي.

كما لا يفوتني ان أتوجه بالشكر الجزيل للسيد أمين عام المجلس ولكافة منتسبي الأمانة العامة صغيرهم قبل كبيرهم ولقوة حرس المجلس على ادائهم العالي وتفانيهم.

والشكر موصول لكافة وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة على جهودهم في تغطية أعمال ونشاطات المجلس.

كلمة الخالد

ثم ألقى رئيس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد كلمة الحكومة أكد فيها ان دور الانعقاد الرابع حفل بالعديد من الإنجازات أهمها التعاون البناء بين جميع الجهات الحكومية لمواجهة انتشار وباء فيروس كورونا ومكافحته.

وشدد الخالد على وجوب الوقوف على ما تشهده الأيام الماضية من تساهل في تطبيق الإرشادات الصحية، مبينا ان "مؤشراتنا أصبحت مقلقة في ظل ارتفاع نسبة الوفيات ودخول العناية المركزة والمستشفيات واشغال الأسرة وتلك المؤشرات الثلاث تدعونا إلى وقفة تأمل".

وفيما يلي نص كلمة رئيس مجلس الوزراء:

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، مستسلمة لإرادة المولى جل شأنه فقدت الكويت والأمتان العربية والإسلامية بل العالم أجمع قائد الإنسانية وراعي نهضة الكويت وديمقراطيتها سمو أمير البلاد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته، وإن الكلمات لا تفي سموه حقه وإن مصابنا برحيله مصاب وطن فقد الأب الراعي وأمة فقدت قائدها الذي وهب عمره في سبيل عزها ورخائها فكان وقع فراقه على النفوس أليما وأثر رحيله على القلوب عظيما، وعزاؤنا أنه بإذن الله تعالى في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.

ونبتهل إلى المولى القدير سبحانه أن يعين خير خلف له صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت حفظه الله ورعاه على حمل المسؤولية الوطنية الجسيمة وأداء الأمانة، ونعاهد سموه أن تتضافر الجهود وتتكاتف لمساعدة سموه في كل ما من شأنه رفعة الكويت وازدهارها.

ويطيب لي في هذه الجلسة الختامية لدور الانعقاد الحالي لمجلسكم الموقر أن أعرب باسمي وباسم اخواني الوزراء عن صادق المشاعر وأطيب التمنيات على الجهود التي بذلت من أجل تحقيق الخير لبلادنا وتطلعات المواطنين الأوفياء.

لقد حفل دور الانعقاد الحالي بالعديد من الإنجازات أهمها التعاون البناء بين جميع الجهات الحكومية لمواجهة انتشار وباء فيروس كورونا ومكافحته ولايزال العالم يعاني من تداعياته ومحاولة التخفيف من آثاره ويترقب اندحاره وندعو الله أن يكون قريبا، وفي هذا المقام أتقدم بالشكر الجزيل لجميع العاملين بوزارة الصحة وعلى رأسهم معالي الأخ وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل حمود الصباح والعاملين في الصفوف الأولى منهم سواء من الكوادر الطبية أو الهيئات التمريضية والمساعدة وكذلك رجال الشرطة والجيش والحرس الوطني وقوة الإطفاء على الجهود الكبيرة التي بذلوها وسائر العاملين في الجهات الحكومية الأخرى الذين شاركوا في تسيير العمل ومكافحة الوباء أثناء الفترة الماضية وأيضا المتطوعين فقد كان لتعاونهم ودعمهم الكبير أثر في جهود الحكومة لمواجهة هذه الأزمة والتخفيف من آثارها.

وهنا لا بد من وقفة لما تشهده الأيام الماضية من تساهل في تطبيق الإرشادات الصحية، فمؤشراتنا أصبحت مقلقة في ظل ارتفاع نسبة الوفيات ودخول العناية المركزة والمستشفيات وإشغال الأسرة وتلك المؤشرات الثلاثة تدعونا إلى وقفة تأمل.

إن المسؤولية مباشرة على الحكومة وأنا أولهم في الاستمرار بتطبيق الإجراءات والإرشادات حتى نخفف من أثر هذه الجائحة وكلنا فريق واحد في الحفاظ على صحة وسلامة المجتمع وتلك مسؤولية الجميع لكن الحكومة تتحمل المسؤولية في هذا الأمر بالدرجة الأولى.

كما يطيب لي بهذه المناسبة أن أشكر معالي الأخ مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة على قيادته الحكيمة ودوره الإيجابي في إدارة الجلسات بما ساهم في نجاح الممارسة النيابية.

وكذلك أتقدم بالشكر والتقدير لجميع المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة لتعاونهم والتزامهم من أجل مكافحة هذا الوباء لاسيما الذين قدموا المساهمات العينية أو المادية في المشاركة في تحمل مصروفات مكافحته.

لسنا اليوم في مقام استعراض الإنجازات ولكن نؤكد أن الطرح الحكومي اتسم بالشفافية والموضوعية والتجدد في جميع الموضوعات التي طرحت في مجلسكم الموقر واضعين نصب أعيننا أحكام الدستور والقوانين ومراعاة المصلحة الوطنية.

إن الديمقراطية التي ارتضيناها منهجا ونطاقا هي الخيار الوحيد وهي سبيل الارتقاء بالآمال والطموحات والإنجازات التي نتطلع إليها جميعا وإن رفعة بلادنا وازدهارها يتطلبان المزيد من العمل المخلص خاصة مع ما يشهده العالم من أحداث متسارعة وتطورات على مختلف الأصعدة.

ولا يفوتني بهذه المناسبة أن أتقدم بالشكر الجزيل لجميع العاملين في مجلسكم الموقر وكذلك العاملين في الوزارات والجهات الحكومية الذين شاركوا أيضا في أعمال المجلس الموقر متطلعين بإذن الله لاستكمال المسيرة الوطنية في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظهما الله ورعاهما.

وعقب ذلك تلا الأمين العام مرسوم فض دور الانعقاد الرابع، ورفع الغانم الجلسة إلى جلسة 20 الجاري، حيث الدور التكميلي الخامس للمجلس.

مرسوم فض دور الانعقاد

في جلسة المجلس الختامية أمس تمت تلاوة المرسوم رقم 138 لسنة 2020 بشأن فض دور الانعقاد الرابع.

ونص المرسوم على الآتي: "بعد الاطلاع على الدستور وعلى المرسوم رقم 251 لسنة 2019 بدعوة مجلس الأمة للانعقاد للدور العادي الرابع من الفصل التشريعي الخامس عشر، وعلى المرسوم رقم 137 لسنة 2020 بسحب المرسوم رقم 130 لسنة 2020 بفض دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي الخامس عشر لمجلس الأمة، وبناء على عرض رئيس مجلس الوزراء وبعد موافقة مجلس الوزراء رسمنا بالآتي: مادة أولى: يفض دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي الخامس عشر لمجلس الأمة اعتبارا من نهاية يوم الخميس 21 صفر 1442 هجرية الموافق 8 اكتوبر سنة 2020 ميلادية.

مادة ثانية: على رئيس مجلس الوزراء إبلاغ هذا المرسوم إلى مجلس الأمة وينشر في الجريدة الرسمية".

أشكر وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة على جهودها في تغطية أعمال ونشاطات المجلس الغانم

كثير من الأمور أوكلت إلى السلطات الصحية وكنا متفهمين طبيعة الوضع الاستثنائي رغم الأخطاء الغانم

دور الانعقاد الحالي حفِل بالعديد من الإنجازات أهمها التعاون البناء بين الجهات الحكومية لمواجهة انتشار «كورونا» .... الخالد
back to top