ضرائب دونالد ترامب تفرض نفسها على «المناظرة الأولى»

الرئيس الجمهوري ينفي دفعة 750 دولاراً فقط ضريبة دخل في 2016

نشر في 29-09-2020
آخر تحديث 29-09-2020 | 00:03
تحضير القاعة لأول مناظرة بين ترامب وبايدن في كليفلاند بأوهايو أمس (رويترز)
تحضير القاعة لأول مناظرة بين ترامب وبايدن في كليفلاند بأوهايو أمس (رويترز)
عشية المناظرة الأولى مع خصمه الديمقراطي جو بايدن، خيّم الماضي المالي الغامض لامبراطورية الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارية على مساعيه الصعبة لإعادة انتخابه في 3 نوفمبر المقبل، في وقت تحدّث عن «أكبر فضيحة سياسية» ومحاولة الديمقراطيين التلاعب بنتائج الاقتراع البريدي.
واجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتهامات مدوّية بأنه لم يدفع إطلاقاً على مدى سنوات ضرائب الدخل الفدرالية، أو دفع مبالغ قليلة قبل وصوله إلى السلطة، في خطوة أثارت الجدل قبيل أول مناظرة من 3 مع منافسه الديمقراطي جو بايدن.

وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس الأول، إلى أن الملياردير الجمهوري دفع 750 دولاراً فقط كضرائب على الدخل عام 2016، أي العام ذاته الذي فاز فيه بالرئاسة، وفي 2017.

أما في عشر من السنوات الـ15 التي سبقت ذلك، فلم يدفع أي ضرائب دخل فدرالية، نظراً إلى أنه سجّل خسائر تتجاوز الدخل الذي حققه.

وعلى الفور، وصف ترامب، الذي يستعد لمواجهة بايدن في مناظرة مهمة بينهما اليوم، الاتهامات بأنها «أنباء كاذبة تماماً».

ونافياً تقرير «نيويورك تايمز»، الذي تناول بيانات ضريبة تعود لأكثر من 20 عاماً، قال ترامب، الذي تخلّى عن التقاليد الرئاسية برفضه نشر عائداته الضريبية، وخاض معركة طويلة في المحاكم، مثيرا تكهنات بشأن محتواها، «أولاً دفعت مبالغ كبيرة ودفعت الكثير من ضرائب الدخل الحكومية أيضاً، وسيُكشف عن كل ذلك».

ووفق تقرير «تايمز»، فإن ترامب خفّض فاتورة ضرائبه باسترداد مبلغ 72.9 مليون دولار من الضرائب، وهي المسألة التي تدقق فيها مصلحة الضرائب الداخلية، مؤكدة أنه حصل أيضاً على حسومات ضريبة على مقار السكن والطائرة، و70 ألف دولار لزوم تصفيف الشعر للظهور التلفزيوني.

ورغم حصوله على 427.4 مليون دولار خلال 2018 من برنامج تلفزيون الواقع الذي يقدمه وغير ذلك من الصفقات، أفادت ملاعب الغولف التي يمتلكها عن خسارة مبالغ كبيرة من الأموال فيما يقترب موعد سداد مئات ملايين الدولارات من القروض التي ضمنها شخصياً، بحسب «تايمز».

هجوم ديمقراطي

وسارع الديمقراطيون لاستغلال الاتهامات، وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إن ذلك يظهر «ازدراء ترامب للعائلات العاملة في أميركا»، في حين دعا زميلها الديمقراطي تشاك شومر كل «من دفع ضرائب فدرالية أقل» إلى أن يرفع يده.

وأكد النائب عن «ماساتشوستس» ريتشارد نيل، رئيس لجنة السبل والوسائل في مجلس النواب، والذي سعى دون جدوى للحصول على سجلات ترامب الضريبية، أن تقرير «تايمز» يزيد من أهمية حصول لجنته على السجلات، متهماً «الرئيس باستغلال قانون الضرائب لمصلحته واستخدم المعارك القانونية لإرجاء أو تجنّب دفع ما يدين به».

وأضاف أن «دونالد ترامب الآن هو رئيس الوكالة التي يعتبرها خصماً. من الضروري أن يظل برنامج التدقيق بحسابات الرئيس التابع لمصلحة الضرائب، بعيدا عن أي تدخّل».

ونشر فريق حملة بايدن تغريدة اكتفت بالإشارة إلى مبالغ الضرائب الفدرالية التي دفعها المعلمون (7.238 دولار) والإطفائيون (5.283 دولار) والممرضون (10.216 دولار)، وكلها مجموعات تعرّضت لنكسة كبيرة خلال أزمة فيروس كورونا المستجد وحرائق الساحل الغربي، وهما موضوعان رئيسيان قبيل المناظرة.

مواجهة مباشرة

وفي المناظرة الانتخابية المرتقبة اليوم، سيتابع ملايين الأميركيين لقاء المرشحين اللذين يعتبر كل منهما الآخر بمنزلة تهديد وجودي لأميركا، مباشرة على التلفزيون بعد أشهر من المواجهة غير المباشرة.

واستبق ترامب المنازلة الأولى من 3 مقررة في 15 و22 أكتوبر، وشنّ هجوما جديداً على خصومه متناولاً حالته الذهنية. وكتب، في تغريدة، «سأطالب بشدة بإجراء اختبار المنشطات لجو بايدن الناعس قبل أو بعد المناظرة ليلة الثلاثاء»، مؤكدا أنه سيخضع لنفس الفحص.

وأضاف: «بطبيعة الحال، سأوافق على إجراء واحد أيضاً. لقد كان أداؤه في المناظرات متفاوتاً بشكل قياسي، فقط المنشطات يمكن أن تسبب هذا التفاوت؟». ورداً على أسئلة الصحافيين بشأن ذلك المطلب، ضحك بايدن قبل أن يمتنع عن التعليق.

وخلال مؤتمر صحافي من البيت الأبيض، حذّر ترامب الأميركيين من أنه في حال فوز بايدن فإن الديمقراطيين «سيدمرون طريقة الحياة الأميركية، وسيفتحون الحدود، وسيوفرون الرعاية الصحية للمهاجرين غير الشرعيين».

واستغرب تجاهل وسائل الإعلام لمصادر «مليارات الدولارات» جمعها هانتر (نجل بايدن) من الصين وروسيا وأوكرانيا، مستغلاً نفوذ أبيه، الذي كان يتولى حينها منصب نائب الرئيس الأميركي. وقال: «لو كانت وسائل الإعلام منصفة لكانت هذه أكبر قصة إعلامية لسنوات».

أكبر فضيحة

وتحدث ترامب، خلال المؤتمر عن «أكبر فضيحة سياسية»، ومحاولة الديمقراطيين التلاعب بنتائج الانتخابات المقبلة، وانتقد هجومهم على ترشيحه القاضية المحافظة إيمي باريت مكان الراحلة روث غينسبورغ في المحكمة العليا.

وقال ترامب للصحافيين إن الديمقراطيين «تجسسوا» على حملته الانتخابية لسباق عام 2016، وهو ما وصفه أكثر من مرة خلال المؤتمر بأنه «أكبر فضيحة سياسية في التاريخ الأميركي».

وعبّر ترامب عن مخاوفه أيضاً من التلاعب في نتائج الانتخابات من خلال التصويت بالبريد، وهو ما قد يؤثر على «نزاهة» السباق، لكنه توقّع أن تحرز حملته «انتصاراً هائلاً» رغم محاولة تدخّل الديمقراطيين.

وحصر ترامب ضمنياً عملية نقل السلطة ودياً إلى نفسه، بقوله: «أعتقد أننا سنحقق انتصاراً كبيراً. لن يكون هناك انتقال، لأنني لا أستطيع أن أتخيل أننا سنسميه انتقالاً إذا فزنا. عندما يتحدثون عمّا إذا كان سيكون هناك انتقال ودّي للسلطة أم لا، بالطبع سيكون».

وعدّد ترامب حالات حدوث تزوير في انتخابات سابقة، وتأخّر فرز أصوات، والتصويت المزدوج في عدد من الولايات. واتهم الديمقراطيين بالتساهل مع قوانين التحقق من هوية الناخبين، وإعطاء أشخاص لا يحملون الجنسية الأميركية الحق في التصويت.

وأعرب عن قناعته بأن هذا الأسلوب لا يسمح بفرز نتائج التصويت بشكل دقيق وسريع، ويعني في المقام الأول خطر الاحتيال وتزوير بطاقات الاقتراع على نطاق واسع، وكذلك تصويت الأموات، فضلاً عن التدخل الأجنبي.

باريت وأوباماكير

وتأتي المناظرة أيضاً في وقت يسعى الطرفان لاستغلال تعيين باريت مكان غينسبورغ. ويرى ترامب ترشيحه لباريت، والذي قد يرسخ نهجاً محافظاً للمحكمة لسنوات قادمة، دعماً أساسياً لحملته المتعثّرة. وقال إنه مارس حقه الدستوري طوال تاريخ هذه الأمة. وإذ أكد ترامب وقوفه إلى جانب باريت، واعتبر أنه «من العار» مهاجمتها بسبب معتقداتها، اتهم خصمه الجمهوري بايدن بالمسارعة في تعيينها من أجل شنّ هجوم جديد على نظام الرعاية الصحية (أوباماكير) في أوج الأزمة الصحية.

وحضّ بايدن مجلس الشيوخ على إرجاء المصادقة على التعيين إلى ما بعد الانتخابات. وقال: «لم يسبق في تاريخ أمتنا أن رشّح قاض وعيّن في المحكمة العليا خلال انتخابات رئاسية».

وما لم تحصل مفاجأة كبرى، يتوقّع أن يصوت أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون مع غالبية 53 صوتاً من أصل 100، بالموافقة على تعيين باريت.

ترامب طلب خصم 70 ألف دولار من الضرائب ثمناً لتصفيف شعره «نيويورك تايمز»
back to top