واشنطن تجدد دعمها لمصطفى الكاظمي وتدرس إغلاق السفارة

• طهران ترفض التعرض للبعثات بعد «رسالة حسين»
• محمد جواد ظريف : المرجع الكبير سماحة آية الله السيستاني «صمام أمن»

نشر في 29-09-2020
آخر تحديث 29-09-2020 | 00:05
زوار شيعة يسيرون إلى كربلاء لإحياء ذكرى أربعين الحسين (أ ف ب)
زوار شيعة يسيرون إلى كربلاء لإحياء ذكرى أربعين الحسين (أ ف ب)
شدد السفير الأميركي في بغداد على دعم بلاده للحكومة العراقية، وسط تقارير عن استعداد واشنطن لإغلاق سفارتها وتوجيهها ضربات رادعة للميليشيات المدعومة من إيران، مع استمرار الهجمات على المصالح الأميركية في البلد العربي، فيما أبدت طهران استجابة خجولة لجهود المسؤولين العراقيين، لتجنب انزلاق الوضع إلى «مواجهة مفتوحة».
غداة تقارير عن بدء واشنطن تحركات فعلية باتجاه إغلاق سفارتها في العراق، بعد توجيه وزير الخارجية مايك بومبيو تهديداً برد قوي على قادة الميليشيات المدعومة من إيران في حال استمرار الهجمات التي تستهدف المصالح الأميركية، أكد السفير الأميركي في بغداد، ماثيو تولر، استمرار دعم بلاده لحكومة مصطفى الكاظمي في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب، والمساعدة في تخطي التحديات الراهنة.

وذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، أن مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي التقى تولر، وبحث معه التعاون المشترك بين بغداد وواشنطن في جميع المجالات، والسبل الكفيلة بتطوير العلاقة المتنامية بين البلدين.

وشدد الأعرجي، خلال اللقاء الذي عقد أمس، على ضرورة أن تشهد المرحلة الحالية "مزيداً من الاستقرار والهدوء لتنعم المنطقة والعالم بالأمن والاستقرار".

إغلاق ورهائن

وجاء اللقاء بعد ساعات من نقل صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين عراقيين لم تسمهم أن الاستعدادات بدأت بالفعل لإغلاق السفارة الأميركية.

وتحدثت تقارير أخرى عن كشفت معلومات حول وجود خطة لاقتحام السفارة وأخذ رهائن منها، لافتة إلى أن الحكومة العراقية ستخلي المنطقة الخضراء من كل القوات الأمنية باستثناء الفرقة الخاصة.

ونقلت التقارير عن مصادر قولها إن واشنطن تستعد لنقل السفارة من بغداد إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، مع تخطيطها لشن "ضربة قاضية" على الفصائل الموالية لإيران.

وقال مصدر دبلوماسي أميركي، إن آخر قصف على السفارة الأميركية انطلق من محيط منزل وزير الداخلية ياسين الياسري ينتمي إلى "منظمة بدر" بقيادة هادي العامري، الذي أعلن إدانته للهجمات على المراكز الدبلوماسية.

رسالة ولقاء

في غضون ذلك، أنهى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، زيارة طهران، بدأها السبت الماضي. وبدت زيارة حسين ثقيلة وسط أجواء مشحونة بخلاف حول دعم إيران لجهود حكومة الكاظمي الرامية للجم الفصائل المسلحة التي تستهدف المصالح الأميركية، وغضب عراقي من انتقاد صحيفة المرشد الأعلى علي خامنئي للمرجع الأعلى بالنجف السيد علي السيستاني، بسبب دعوته لإشراف دولي على الانتخابات العراقية.

وأفادت وزارة الخارجية العراقية بأن حسين نقل رسالة شفوية من الكاظمي إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني "تمحورت حول تطوّرات الأوضاع بالمنطقة، ومُراجَعة أهمّ الاحتمالات المُتوقّعة، وما تنطوي عليه من انعكاسات".

ولفتت إلى بحث حسين العلاقات الثنائيّة مع المسؤولين الإيرانيين على كل الصعُد، وإشادته بـ"مواقف طهران المتضامنة إزاء العراق".

وأشارت إلى حسين ناقش مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف "أهمّية تجنيب المنطقة المزيد من التوتر وعدم الاستقرار". وأفصح الوزير العراقي عن "رؤية الحكومة في التعامل مع التحدّيات الراهنة"، مُؤكّداً موقف العراق الداعي إلى "حلّ الخلافات بالطرق السلميّة كأسلوب أمثل لحلّ الأزمات، وتعزيز الأمن، وتثبيت الاستقرار بالمنطقة".

وذكرت أن لقاء حسين بأمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني شهد توافقا على أنه من "الضروري أن تتعاون كل الفئات والأحزاب العراقيّة مع حكومة الكاظميّ لمُواجَهة الأزمات التي يتعرّض لها العراق والمنطقة، إذ إنّ الصراعات على الساحة العراقيّة قد تُؤثّر سلباً في الاستقرار بالمنطقة".

ولاحقاً، التقى الرئيس العراقي برهم صالح حسين، حيث أكد الأول تطلع بغداد إلى علاقات متينة مع محيطها الإقليمي والدولي مع ضرورة منع التوترات المختلفة بالتأثير على علاقات العراق الخارجية.

تزحزح إيراني

وبعد الإصرار الذي أبداه المسؤولون الإيرانيون وتشديدهم على ضرورة إنهاء الوجود الأميركي في بغداد خلال اجتماعاتهم مع وزير الخارجية العراقي، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، رفض بلاده التعرض للبعثات الدبلوماسية في العراق، لافتاً إلى أن طهران طلبت من بغداد "منع وقوع أي تحرك إرهابي كالذي حدث لقاسم سليماني"، في إشارة إلى مقتل قائد "فيلق القدس" السابق، ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" أبومهدي المهندس بضربة جوية أميركية بمحيط مطار بغداد.

وأشار إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت تعرض بعض المقرات الدبلوماسية الإيرانية لـ"اعتداءات بتحريض من دول أجنبية"، في إشارة إلى اقتحام قنصليتي إيران في البصرة والنجف من قبل متظاهرين خلال احتجاجات "الحراك الشعبي" ضد الطبقة السياسية العراقية التي تهيمن عليها فصائل وأحزاب مقربة من الجمهورية الإسلامية.

أزمة المرجعية

من جانب آخر، اتسعت دائرة الرفض العراقية للتعرض لمرجعية النجف، واستنكر رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، "إساءة صحيفة كيهان للمرجع السيستاني". وقال في بيان إن "المرجع الأعلى كان ولايزال صمام الأمان لحماية العملية السياسية، ويحظى باحترام الشعب العراقي بكل مكوناته". ودعا المالكي، الصحيفة إلى "معالجة الموقف السيئ الذي مس الشعب العراقي، ويتعارض مع موقف الجمهورية الإسلامية واحترامها الكبير للمرجع".

وفي محاولة لاحتواء الغضب العراقي، أكد وزير الخارجية الإيراني أن "المرجع الكبير سماحة آية الله السيستاني هو الحصن الحصين للعراق وصمام الأمن للمنطقة". وكتب ظريف عبر "تويتر" ان "آية الله السيد علي السيستاني يعتبر ذخراً للعالم الإسلامي أجمع، وان إيران تقدر دور سماحته في استتباب الأمن في العراق واستقراره، والحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه، والتخلص من قوى الاحتلال وبناء العراق الجديد، وفق متطلبات شعبه الشقيق".

استهداف واختبار

في هذه الأثناء، أشارت أنباء إلى تعرض رتل عسكري أميركي لهجوم جديد أمس بعبوات ناسفة جنوبي بغداد، بالتزامن مع اختبار السفارة الأميركية لمعدات وإجراءات الطوارئ.

وتحدث تقارير عن سقوط صاروخي كاتيوشا قرب مجمع القادسية المحاذي للمنطقة الخضراء، حيث تقع السفارة الأميركية.

ولاحقاً، اعتبرت السلطات العراقية أن "الظروف الأمنية تتجه لمنحى خطير"، مؤكدة أن "إعلان الحرب يعود للدولة".

استهداف رتل لـ«التحالف»... والسفارة الأميركية تختبر منظومة الدفاع الجوي
back to top