وزير خارجية العراق يبحث في طهران لجم الميليشيات

• مجموعات تتمرد على توافق مصطفى الكاظمي ومقتدى الصدر
• تشكيل تيار مؤيد لرئيس الحكومة العراقية قريباً

نشر في 27-09-2020
آخر تحديث 27-09-2020 | 00:04
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مجتمعاً بوزير الخارجية العراقي فؤاد حسين  في طهران أمس (إرنا)
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مجتمعاً بوزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في طهران أمس (إرنا)
يسعى وزير الخارجية العراقي الموجود في إيران لتفادي اشتعال الصراع في بغداد وانزلاقه لصدام مفتوح بين طهران وواشنطن، أو وقوع اقتتال عراقي بعد انشقاق فصيل عن «جيش المهدي»، ورفضه مبادرة رامية إلى لجم قصف المقار الدبلوماسية، في حين يتوقّع أن يشكل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي تياراً لخوض الانتخابات في غضون أسابيع.
وسط جهود مكثفة تبذلها القيادات العراقية لاحتواء انزلاق التوتر بين إيران والولايات المتحدة إلى صدام مفتوح في بغداد، بعد أن لوحت واشنطن بإغلاق سفارتها في البلد العربي وتصفية مستهدفيها من الفصائل العراقية المدعومة إيرانياً على الأراضي العراقية، قام وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بزيارة إلى طهران، التقى خلالها نظيره الإيراني محمد جواد ظريف لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية أن زيارة حسين تستغرق يومين، وتتناول بحث آليات تنفيذ الاتفاقات التي أبرمت بين البلدين خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى الجمهورية الإسلامية.

صراع مفتوح

وتأتي زيارة حسين إلى طهران، التي تعدّ الأولى له منذ توليه منصبه، بعد أسبوع من تحذير وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو العراق من أن الولايات المتحدة ستغلق سفارتها في بغداد إذا لم تتحرّك الحكومة العراقية لوقف هجمات الميليشيات المدعومة من إيران على المجمع الأميركي حسبما أفادت تقارير أميركية.

وخلق طلب بومبيو معضلة ضاغطة على الكاظمي، المقرّب من إدارة ترامب، وجعله بمواجهة تحدّ كبير، ففي حال نفّذ بومبيو تهديده بإغلاق السفارة لحماية الأميركيين، فقد تدّعي إيران وحلفاؤها انتصاراً دعائياً كبيراً، لكن الخطوة قد تمهّد لشنّ ضربات جوية أميركية مكثفة على الميليشيات العراقية التي تنضوي تحت راية "الحشد الشعبي"، وهو ما ينذر باحتمال نشوب صراع مفتوح خاصة قبل الانتخابات الأميركية المقررة في 3 نوفمبر المقبل.

انشقاق «المهدي»

وغداة اجتماعات حسين بالمسؤولين الإيرانيين، اصطدمت مبادرة أطلقها زعيم تحالف "سائرون"، الأكبر بالبرلمان، مقتدى الصدر، لتشكيل لجنة للتحقيق بالهجمات التي تستهدف المنشآت الدبلوماسية والمقار الحكومية، و"تضر بسمعة العراق في المحافل الدولية"، بإعلان فيصل مسلح انشقاقه عن "جيش المهدي" بقيادة آل الصدر.

وأصدر الفصيل بياناً قال فيه إنه أسس "لواء كريم درعم لمجاهدة المحتل ورفع الظلم عن الشعب العراقي".

وجاء ذلك بعد ساعات من تأييد الكاظمي لمقترح الصدر، وتأكيده عبر "تويتر" أن "يد القانون فوق يد من يخالفه. لا مكان للسلاح المحظور في العراق".

ورغم نجاح الكاظمي في انتزاع بيانات من أبرز التيارات السياسية، بما فيها تحالف "الفتح" المحسوب على طهران، وهيئة "الحشد الشعبي" بزعامة فالح الفياض للتنديد بالهجوم على المنشآت الدبلوماسية، الخميس الماضي، فإنه بات في مواجهة مخاطر محتملة في كل اتجاه مع احتمال نشوب اقتتال عراقي - عراقي قبل الانتخابات المبكرة المقررة في 6 يونيو المقبل.

يشار إلى أن "الجريدة" نقلت في وقت سابق عن مصادر مطّلعة أن قائد "فيلق القدس" الإيراني إسماعيل قآني وضع شروطاً، خلال لقاء جمعه بالكاظمي عند زيارته طهران، من أجل المساهمة في ضبط الفصائل المسلحة تضمنت جدولة انسحاب القوات الأميركية من العراق.

ورغم تعهّد ترامب خلال استقباله للكاظمي بسحب القوات الأميركية خلال 3 سنوات وتقليص الوجود العسكري بنهاية سبتمبر الجاري، فإن الخطوة قوبلت بتصعيد في الهجمات على قوافل "التحالف" والمنطقة الخضراء، حيث تقع السفارة الأميركية، ومطار بغداد الذي شهد مقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس بضربة أميركية يناير الماضي.

نفي الإطاحة

في هذه الأثناء، رد عدنان الأسدي، عضو مجلس النواب عن ائتلاف "دولة القانون"، بزعامة نوري المالكي، على تقارير تحدثت عن عزم الأخير ورئيس تحالف "الفتح"، الإطاحة بحكومة مصطفى الكاظمي عسكرياً.

وقال الأسدي عبر "تويتر": "إذا أراد الرجلان إنهاء أي حكومة لا تخدم الشعب العراقي وتبتعد عن مصالحه الأساسية، فالبرلمان وآلياته الدستورية موجودة، ولا يحتاج إلى تحرك عسكري".

وكشف هشام الركابي، مدير المكتب الإعلامي للمالكي، عن كواليس لقاء جمع قادة سياسيين، مع الكاظمي أمس الأول، نافياً أن يكون الأخير قد عرض تسجيلات تثبت وجود مساع للإطاحة به.

وقال الركابي إن "الكاظمي لم يعرض في اللقاء أي تسجيلات أو وثائق تتحدث عمّا يشاع أنه تحرك للإطاحة به وما ذكرته قناتا العربية والحرّة عار عن الصحة، لأن الجميع حريص على الاستقرار بعيداً عن إرباك الأوضاع وإضعاف الدولة".

وكانت تقارير عربية قد نقلت عن مصادر لم تسمّها قولها إن الكاظمي اجتمع بالعامري والمالكي وزعيم عصائب "أهل الحق" قيس الخزعلي، و"فضح مؤامرة إيرانية ضده عبر رجالات طهران في العراق، ورفع الوثائق بوجه كل من القادة الثلاثة، عن وجود معلومات مؤكدة عن العملية التي تم الإعداد لها في طهران، والتي تهدف للإطاحة به، كما عرض تسجيلات ورسائل تفصيلية كاملة عن الخطة الإيرانية، وحذّرهم من الاستمرار في الانجرار وراء قائد فيلق القدس إسماعيل قآني ومسؤول ملف حزب الله اللبناني في العراق محمد الكوثراني".

تيار الكاظمي

في غضون ذلك، اجتمع رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وقادة الكتل للتوصل إلى اتفاق بشأن الدوائر الانتخابية، تمهيدا لتمرير قانون الانتخابات.

وعقد البرلمان جلسة لمناقشة قانون الانتخابات البرلمانية وخيارات الدوائر الانتخابية لإنجاز قانون عادل ومنصف لإجراء انتخابات مبكرة تلبّي تطلعات الشعب وتعبّر عن إرادته.

في السياق، كشفت مصادر عن مشروع مرتقب للكاظمي لتشكيل تيار سياسي يعلن عنه خلال أسابيع، لخوض الانتخابات المبكرة التي يأمل "الحراك الشعبي" أن تزيح نفوذ الأحزاب المسيطرة على السلطة منذ 17 عاما والتي قامت الاحتجاجات ضدها.

وأوضحت المصادر أن الحوارات بشأن التشكيل الجديد، الذي يهدف إلى تجريد القوى القديمة من نفوذها وتحاصصها داخل مؤسسات الدولة، مستمرة لوضع الهيكل الأساسي تحت مسمى "تيار الدولة".

back to top