فنانون ومثقفون كويتيون وعرب رحلوا في أغسطس

أثروا المكتبة العربية بأعمالهم الخالدة في مختلف المجالات الفنية

نشر في 10-08-2020
آخر تحديث 10-08-2020 | 00:05
فقدت الساحة الفنية والحقل الثقافي في الكويت، والدول العربية، العديد من الفنانين والمثقفين خلال شهر أغسطس على مدار الأعوام الماضية.
سيبقى الفنان عبدالحسين عبدالرضا النجم الأبرز خليجياً ضمن قائمة أشهر المتوفين في شهر أغسطس، حيث وافته المنية في لندن أثناء رحلة علاجية في عام 2017، وتحلّ غداً الذكرى الثالثة لوفاته، وبرغم غياب بوعدنان فقد ازداد حضوراً ونجومية وألقاً، فخلال شهر رمضان الماضي استطاع الفنان الراحل أن يكون نجم الشهر، إذ عرض تلفزيون ام بي سي مسلسل "درب الزلق" الذي حظي بنسبة متابعة كبيرة، نظراً لتفرده ووجود نجوم كبار فيه استطاعوا تقديم عمل خالد، إضافة إلى تميزه بالبطولة الجماعية.

فمنذ رحيل عبدالرضا ما فتئت التلفزيونات الخليجية العربية، إضافة إلى مواقع التواصل، تنشر وتبث أعماله أو مقاطع منها. فنجد حسين بن عاقول أو عتيج المسيان أو قاصد خير أو سند أو نوح أو جمعة بن شارد وغيرهم من الشخصيات التي أداها الفنان الراحل، يطلّ في كل مناسبة، لأنه كان يحرص على ملامسة هموم الناس ومشاطرتهم الوجع، وفي الوقت ذاته، لم يدع أي حدث عربي يمر دون تناوله في أعماله. كما عرضت بعض أعماله عبر الشبكة العالمية نتفليكس و"باي باي لندن" و"مراهق في الخمسين".

عُروبي حتى النخاع

ومن أشهر الأدباء الذين رحلوا في الشهر ذاته، الشاعر الكبير أحمد السقاف، الذي كان له دور تنويري بارز في المشهد المحلي أو العربي، فهو من حملة مشاعل التنوير، ومن الذين لعبوا أدوارا بارزة في تأسيس النهضة الثقافية في الكويت، وعُرف عن الراحل الكبير مبادراته الكثيرة في المشروعات الثقافية والأدبية، كما أنه يأتي في مقدمة الرواد الذين ساهموا في تعزيز النهضة الوطنية والعربية الحديثة، فلم يكن السقاف مهتما بشؤون وطنه الكويت فقط، بل امتدت اهتماماته لتشمل قضايا الأمة العربية، خاصة قضايا الاستقلال والتحرير الوطني، لأنه كان عروبيا حتى النخاع، وكان من المؤسسين للنادي الثقافي القومي بداية خمسينيات القرن الماضي، وأشرف على إصدار مجلات كثيرة.

سكتة قلبية

وفي الشهر ذاته، توفي المغني حمود ناصر، إثر سكتة قلبية حادة، وهو مغن وشاعر وملحن كويتي ولد عام 1977، ومن أشهر أغانيه "أنت عالبال"، و"اطمئن، تلون، والعين، وراحت أيامي"، وغيرها.

أما في التاسع من أغسطس عام 1977 فتوفي الفنان عبدالعزيز المسعود بالعاصمة البريطانية لندن أثناء سفره للتجهيز لمسرحية "رأس المملوك".

وكان الفنان المسعود المولود 1937 أحد رواد الحركة المسرحية في الكويت، وانضم الى فرقة المسرح الشعبي، إذ قدم في عام 1950 أول مسرحياته.

قدوة المطربين

ومن أبرز المطربين الذين رحلوا في أغسطس، المطرب حسين جاسم، الذي اشتهر في ستينيات القرن الماضي وسبعينياته مع ثلة من المطربين الذين قدموا شكلاً جديداً للأغنية الكويتية. فقد كان الراحل قدوة في الغناء لكثير من الشباب، كما أن عمله في وزارة التربية دفعه إلى تحري الدقة فيما يقدمه من أعمال. ومن أشهر أغنياته "شمعة الجلاس"، و"يا ناعم العود" و"حلفت عمري" وغيرها من الأعمال الخالدة.

ورحل المطرب الكبير حسين جاسم، عن عمر ناهز 73 عاماً، بعد صراع مرير مع مرض السرطان.

وخليجياً، رحل الفنان طلال مداح في 11 أغسطس 2000، إثر نوبة قلبية فاجأته على خشبة المسرح عند تقديمه أغنية "الله يرد خطاك لدروب خلانك"، في حفل غنائي كبير، في إطار مهرجان أبها السياحي.

ترنح صوته، واختل توازنه، فسقطت من يده الريشة، وحل الصمت في المكان، ورحل صوت الأرض، وقيثارة الشرق، عقب هذا السقوط، الذي كان يبث على الهواء عبر التلفزيون السعودي. ورحلت مواطنته السعودية، عتاب التي حققت شهرة عربية واسعة بتقديمها أغنيات خالدة لاتزال تُذكر إلى وقتنا الحاضر.

صانع الابتسامة

ومن النجوم العرب الذين رحلوا في أغسطس، الفنان المصري سعيد صالح، الذي يعد أحد أبرز نجوم الكوميديا والدراما، حيث قدَّم خلال مشواره الفني الطويل الذي امتد 55 عاماً 195 فيلماً، و45 مسرحية، رسم في أغلبها الابتسامة على شفاه جمهوره، ولعل مسرحية "مدرسة المشاغبين" في بداياته الفنية من أبرز أعماله الخالدة التي حققت شهرة واسعة في العالم العربي، ولاتزال إلى اليوم عالقة في الأذهان.

ورحل أيضاً في الشهر ذاته، الفنان نور الشريف، وهو من أبرز المشاهير في الساحة الفنية، وتوفي في 11 أغسطس 2015 بعد صراع طويل مع المرض ومسيرة فنية كبيرة، إذ يعد من القامات الدرامية في مصر والوطن العربي. ويوم رحيله عمَّ الحزن الوسط الفني العربي، وشيعه الآلاف من محبيه. وفي مسيرته الحافلة التي استمرت 40 عاماً، قدَّم نور أكثر من 100 فيلم بدءاً من سبعينيات القرن الماضي.

فيلسوف الشعر

وشهد أغسطس، رحيل الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، أحد أهم الشعراء الذين ارتبط نتاجهم بالوطن المحتل، فهو لم يكن شاعرا فقط، بل كان مفكراً، لذلك لُقِّب بفيلسوف الشعر العربي، وشاعر الثورة، لأنه جنّد كل إمكاناته للدفاع عن وطن محتل، فكانت تجربته الشعرية ثرية جداً بالمعاني ومرصعة بالوحدة والاغتراب، إضافة إلى قلق المكان والهوية فقد كتب نصاً درامياً مترابطاً مفعماً بالترميز والتناص مع الأسطورة.

درويش توفي في الولايات المتحدة الأميركية يوم السبت 9 أغسطس 2008 بعد إجراء عملية القلب المفتوح في المركز الطبي في هيوستن، التي دخل بعدها في غيبوبة، فكانت الوفاة بعيداً عن فلسطين التي سكنت أعماقه، ووري جثمانه الثرى في 13 أغسطس في مدينة رام الله، حيث خصصت له هناك قطعة أرض في قصر رام الله الثقافي.

وغيب الموت أيضاً في أغسطس، الشاعر السعودي غازي القصيبي، الذي امتلك موهبة شعرية فذة، وكان أيضاً أستاذاً جامعياً، وإدارياً ناجحاً، تقلد مناصب حكومية قلما تُجمع في شخص واحد، فقد تولى ثلاث حقائب وزارية، وكان قبل ذلك سفيراً لبلاده في دول عدة.

وحظي القصيبي بمكانة كبيرة في قلوب أهل الكويت، فقد كانت له مواقف مفصلية صارمة إبّان الغزو العراقي، إذ وقف إلى جانب الحق الكويتي، وكتب سلسلة من المقالات الصحافية، كما نشر قصائد شعرية عديدة بالمناسبة حوّل بعضها إلى أغان وطنية.

وفي أغسطس توفي رسام الكاريكاتور الشهير ناجي العلي، وكذلك الشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني، وسميح القاسم ود. أحمد البغدادي وغيرهم.

back to top