لجنة تنظيم الانتخابات مهمَلة تشريعياً وتنفيذياً

اللجنة الوطنية العليا للانتخابات أُقرّت بمرسوم ضرورة وسقطت دستورياً منذ 2013
د. محمد الفيلي: إنشاء جهة مستقلة لإدارة الاستحقاق يخرج الحكومة من شبهة الانحياز
د. فيصل الكندري: تعديل القانون لضمان التعبير الصادق عن إرادة الأمة
د.خليفة الحميدة: التشريعات الحالية قديمة زمنياً وعملياً ويجب تطويرها
التحالف الوطني الديمقراطي: تجاهل تطوير الديمقراطية يهدف إلى استمرار الفوضى الانتخابية

نشر في 09-08-2020
آخر تحديث 09-08-2020 | 00:09
المحكمة الدستورية
المحكمة الدستورية
منذ إسقاط المحكمة الدستورية عام 2013، مرسوم الضرورة القاضي بإنشاء اللجنة الوطنية العليا للانتخابات للإشراف على استحقاق مجلس 2012، فإن أياً من السلطتين التشريعية والتنفيذية لم تفكر في إعادة إحياء هذا القانون وتقديمه، فضلاً عما نال مقترحات أخرى كتعديل الدوائر الانتخابية، وتطوير النظام الانتخابي من إهمال، مما يؤكد أن كلتا السلطتين لا تلقيان بالاً لأحد أهم القوانين التي تحقق شفافية العملية الانتخابية.

وفي حين سارع النواب، بتأييد حكومي، خلال جلسة مجلس الأمة الأخيرة، إلى إقرار حزمة قوانين، فإن ما يتعلق بتنظيم الانتخابات وتوفير ضمانات استقلاليتها وشفافيتها، بقي حبيساً في أدراج لجنة الداخلية والدفاع البرلمانية، كالعديد من القوانين المرتبطة بالانتخابات النيابية.

وقال الخبير الدستوري أستاذ القانون العام في كلية الحقوق بجامعة الكويت د. محمد الفيلي إنه "عند وضع قانون الانتخاب كان التوجه العام أن تكون الإدارة من خلال السلطة التنفيذية مع وجود رقابة عليها بوسائل قانونية"، غير أن "التوجه الحالي يستحق أن يكون محل تفكير لإجراء تعديل تشريعي، وهناك مسائل يمكن أن يُعاد أسلوب التفكير في تنظيمها".

اقرأ أيضا

وأضاف الفيلي لـ "الجريدة" أن إنشاء جهة مستقلة لإدارة الانتخابات يعد "خياراً أفضل للحكومة؛ لتخرج من شبهة القول بأنها تتدخل لطرف ضد آخر"، موضحاً أن "هذا هو التوجه المنتشر في العالم عند الإعداد للانتخابات أو إدارتها".

من جهته، أكد عميد كلية القانون الكويتية العالمية، أستاذ قانون الجزاء د. فيصل الكندري، ضرورة اتخاذ إجراء لتعديل قانون الانتخاب، لافتقاده جوانب مهمة، مما ينعكس على سلامة العملية الانتخابية، ومن أجل إظهار التعبير الصادق عن إرادة الأمة".

وقال الكندري لـ "الجريدة": "إننا اليوم أمام مشكلة كبيرة وهي غسل الأموال، ولا يُستبعد في المستقبل أن يستخدم عدد من المرشحين الكاش والنقد لغسل الأموال، وأن تعطى لهم المبالغ أثناء الانتخابات، ليقوموا بصرفها على حملاتهم، ولذلك يلزم اليوم الرقابة الجيدة على تمويل النفقات الانتخابية".

أما أستاذ القانون العام في كلية الحقوق بجامعة الكويت د.خليفة الحميدة فدعا إلى إعادة صياغة قانون جديد لانتخاب أعضاء السلطة التشريعية.

وقال الحميدة لـ "الجريدة"، إن القوانين الحالية قديمة على الصعيدين الزمني والعملي، مما يستوجب إعادة النظر في نصوصها، بما يتطلبه واقع التطور، الذي شمل كل جوانب الحياة المعاصرة، مضيفاً أن "شيوع الطعون القضائية على قرارات إدارة الانتخابات، خصوصاً ما يتعلق منها بالقرارات التي تسبق كل انتخابات من شطب لمرشحين لأسباب مختلفة، يذكّر بوجوب الرجوع بالنصوص إلى طاولة الصياغة التشريعية".

التحالف الوطني الديمقراطي: تجاهل تطوير الديمقراطية يهدف إلى استمرار الفوضى الانتخابية

في حين طالب الأمين العام للتحالف الوطني الديمقراطي بشار الصايغ بسرعة إقرار قانون اللجنة العليا للإشراف على الانتخابات، أكد أن تجاهل تطوير العملية الديمقراطية عبر التشريعات الحالية يهدف إلى استمرار الفوضى الانتخابية والتدخلات والتلاعب بحقيقة مخرجات الدوائر الانتخابية، مشيراً إلى أن أغلب النواب يؤكدون وجود مال سياسي، وتدخلات حكومية، ومتنفذين، لكنهم لم يحركوا ساكناً طوال الفصل التشريعي الحالي.

وقال الصايغ، في تصريح لـ «الجريدة»، إن النظام الانتخابي في الكويت لم يواكب التطورات العالمية لضمان استقلالية الانتخابات ونزاهتها، لذا فنتائجها دائماً ما تكون محل شك شعبي، مبيناً أن السلبيات في كل العمليات الانتخابية لم يحرص المشرع على معالجتها بشكل جدي حتى باتت جزءاً من العملية.

وأشار إلى أن الانتخابات الفرعية أو ما يسمى بـ «التشاوريات» أصبحت واقعاً لصيقاً بمخرجات الانتخابات النيابية، كما أن عمليات شراء الأصوات عبر العديد من أشكال التعامل ما بين المرشح والناخب، سواء كانت عبر المال السياسي أو الخدمات والواسطات، مستمرة وآخذة في تطوير طرقها، وتقف القوانين الحالية عاجزة عن ملاحقتها وتجريمها.

وأكد أن الكويت تفتخر بنظامها الديمقراطي، بيد أنه بعد مرور 58 عاماً على تطبيقه لم يعد يعكس واقع المجتمع الكويتي وتمثيله برلمانياً، مما يتطلب استعجال مناقشة قانون إنشاء اللجنة الوطنية العليا للانتخابات، وإعطاءها الصلاحية والاستقلالية الكاملة للإشراف على الانتخابات، ومتابعة الجرائم المتعلقة بها.

back to top