حمود الشايجي: الكتابة عملية كشف في لحظة لا وعي

في أولى الأمسيات الأدبية المصاحبة للمعرض الافتراضي «E - Raf»

نشر في 09-08-2020
آخر تحديث 09-08-2020 | 00:05
شارك الروائيان حمود الشايجي وخالد النصرالله في أمسية أدبية افتراضية بعنوان "مشواري عبر أروقة السرد".
انطلقت أولى الامسيات الأدبية بعنوان "مشواري عبر أروقة السرد" للروائيين حمود الشايجي وخالد النصرالله، ضمن النشاط المصاحب لمعرض الكتاب الافتراضي"E-Raf"، والذي يشارك فيه المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب كشريك استراتيجي مع شركة التقدم العلمي للنشر والتوزيع.

وكانت الاستضافة عبر قناة المجلس على يوتيوب، وقامت بإدارة الأمسية الكاتبة ريهام الفوزان، التي قدمت نبذة تعريفية عن الروائيين، ومن ثم طرحت عدة أسئلة عن مشوارهما وأسلوبهما الأدبي.

وقال الروائي خالد النصرالله: بدأت الكتابة القصصية في عام 2004، فكنت أحاول أن أنشر بعض المحاولات لكتابة القصة في المنتديات، وأيضا عندما عملت في الصحافة في مجال الصفحات الرياضية اخترت "فيتشر" فكنت أستذكر حدثا مهما وأقوم بدمجه بحدث رياضي فيكون أشبه بالقصة لما فيه من استدعاء تاريخي، فقد كنت أميل إلى كتابة هذا النوع.

أما من ناحية تجربة الشايجي فقال: كانت بدايتي ككاتب قصة قصيرة، وبعد ذلك انتقلت إلى كتابة الشعر التي استمرت أكثر من عشر سنوات، وبدأت كتابة الرواية في عام 2014، رغم أن بدايتي كانت في مجال القصة إلا أننى نشرت في عام 2016 أول رواية، وأثناء فترات كتابتي الشعر كان المصدر الأول لي في هذا المجال هو نصوص روائية، فقد درست الفلسفة والعلوم السياسية بعد ذلك تحولت إلى السرد عن طريق لقائي بالاديب الراحل إسماعيل فهد إسماعيل، الذي أعطاني بعدا في تنمية الكتابة وهو على سبيل المثال "اذا أردنا أن نكتب شعرا فعلينا أن نقرأ في مجال آخر غير الشعر، لتعزيز اللغة والأفكار"، وقمت بتجهيز نفسي لمدة 10 سنوات للانتقال إلى كتابة الرواية.

وتحدث الشايجي عن تجربته الأولى في كتابة الرواية في "شيخ الخطاطين" وقال: لم تسلم من وجود الشعر، من المفردة والصياغة والمشهدية الشعرية أكثر من الحكاية.

معالج نفسي

وعن دور الكتابة في العلاج النفسي، قال النصرالله: أحيانا الكتابة السردية تحدث نوعا من التطهير الذاتي لاستفراغ المشاعر إن كانت سلبية أو حتى من ناحية الإيجابية، وأيضا الكتابة السردية نوع من الكشف والانكشاف مع الآخر والذات، فكل منا لديه أسراره أو مشاكله الخاصة ويحدث أحيانا وليس دائما أن يكون هذا البوح من خلال السرد فتكون من خلال إحدى شخصياتك في الرواية أو في موقف معين ضمن أحداث القصة، وأنا اعتقد أن أي عمل أدبي لا يخلو من تاريخ مؤلفه الحقيقي، فأنت تسقط شيئا من ذاتك وهكذا يكون أكثر صدقا وقربا للمتلقي. وأكد النصرالله ان "الكتابة السردية بالفعل علاج أو وصفة من وصفات العلاج أنك تكتب أو تبوح للورق".

مسار حياتي

بدوره، قال الشايجي: الكتابة بشكل عام غيرت مسار حياتي، والكتابة عملية كشف في لحظة لا وعي، وخلال الكتابة نجد أن هناك بعض الأفكار تفرض نفسها على الكاتب، فالشخصيات على سبيل المثال هي التي تفرض خطوطها، وذلك الأمر لم يأت من لاعدم ولكن جاء من اللاوعي الذي يمتلكه الكاتب من منطلق القراءات والتجارب الشخصية، ومن أحكامنا الباطنة.

وأضاف الشايجي: نقطة مهمة هي أن السرد وانتشاره وحاجة الناس له ككتاب وقراء، وعلق قائلا: نحن اليوم في هذا العالم الصعب، في هذه اللحظة التي نعيشها أو حتى اللحظات السابقة، نعيش في مرحلة شد دائم فنحن نحتاج إلى حياة موازية تكون عن طريق الكاتب اولا كتجربة شخصية قبل أن تنتقل إلى عملية النشر، والقارىء، والكاتب يحتاج لتلك الحياة الموازية حتى يخفف من نفسه الكثير من هذه الاسئلة التي تجول في داخله ولا يقدر أن يفهمها، كذلك لما يصل الكتاب إلى القارئ بعد النشر سوف نرى أن الإنسان محتاج إلى تلك الحكايات. وأكد الشايجي أنه عن طريق السرد والقراءة من الممكن أن نصل إلى بعض الحلول وليس أجوبة، فهي عبارة عن انطلاقات جديدة لمرحلة ثانية.

وتحدث النصرالله عن أساليب السرد وقال: سيد الأساليب هو الراوي الضمني، فهو يعطي مساحة أكبر للقارئ والكاتب أيضا، ويلعب على أكثر من وتر، ويتنقل من شخصية إلى أخرى، ويدخل إلى كل شخصياته ويعبر عن مشاعرهم، وتطلعاتهم، ومخاوفهم، وأفكارهم، فالراوي الخبير ان صح التعبير هو رب العمل، فهو يعرف كل الخبايا من أحداث، وهو باستطاعته أن يخفي ما يريد ويكشف ما يريد للقارئ. وأشار النصرالله الى أن العمل الأدبي يحتم عليه في بعض الأحيان أن يستخدم راويا متكلما، وذلك الراوي مقيد بالذات، فأنت لا تعرف ماذا يشعر الآخر، وهناك بعض الروايات التي تستخدم راويا متكلما، وينتقل هذا الراوي من شخص إلى آخر، فهو يتكلم بلسان أكثر من شخص.

خالد النصرالله: الكتابة السردية تحدث أحياناً نوعاً من التطهير الذاتي
back to top