شارع جديد في إسرائيل يغني «أصبح عندي الآن بندقية»!

بلدية حيفا قررت تسميته «أم كلثوم»... ومصريون: نرفض التطبيع الثقافي

نشر في 06-08-2020
آخر تحديث 06-08-2020 | 00:03
بين حين وآخر يظهر اسم أم كلثوم في شوارع إسرائيل ليثر الجدل، ففي عام 2018 كانت أشهر الوقائع حين وضع صاحب مطعم شهير في مدينة حيفا على واجهة محله صورة كبيرة لكوكب الشرق، وقبل أيام عاد الجدل بعد إطلاق اسم سيدة الغناء العربي على أحد شوارع مدينة حيفا المحتلة. وفي كل مرة يتساءل المصريون عن سبب هذا "العشق الممنوع" لـ "السِّت"، التي كان لها دور فاعل إبان حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في جمع التبرعات لمصلحة جيش بلادها بعد نكسة يونيو 1967.
على الرغم من أن أم كلثوم كانت واحدة من أشهر الذين ناضلوا بفنهم ضد الاحتلال الإسرائيلي، فإنها لا تزال حتى اليوم تحظى بجماهيرية كبيرة في الدولة العبرية، في حين يرى المصريون عبر مواقع السوشيال ميديا أن إطلاق اسم كوكب الشرق على محال تجارية أو شوارع في إسرائيل ليس إلا محاولة فاشلة للتطبيع الثقافي على المستوى الشعبي مع تل أبيب، التي لا تفسير لـ "عشقها الممنوع" لمطربة عربية كثيرا ما ناهضت إسرائيل.

قبل أيام، قرّرت لجنة التسميات في بلدية حيفا إطلاق اسم أم كلثوم على أحد شوارع المدينة المحتلة، انطلاقاً من أنها "تعتبر من عظماء الغناء العربي وهي اسم مرادف للموسيقى العربية عموماً والمصرية خصوصاً، لذا رأت اللجنة أن تطلق اسمها على شارع في حيفا، كمدينة مختلطة تمثّل نموذجاً للحياة المشتركة بين اليهود والعرب".

عرب حيفا رحّبوا بالقرار، بينما اعتبره الكثير من المصريين محاولة فاشلة للتطبيع الثقافي والفني مع دولة الاحتلال، ولم يأت القرار أيضاً على هوى اليمينيين الإسرائيليين، واتهموا الفنانة الراحلة بأنها "عدوة إسرائيل".

من جانبه، أكد عضو بلدية حيفا رجا زعاترة، أن تخليد اسم أم كلثوم في المدينة "إنجاز نوعي للعرب في حيفا، على مستوى تأكيد الوجود والبقاء والتجذّر، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً".

وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، تجلّت حالة من الدهشة جراء هذا الافتتان والهوس في إسرائيل بصوت "السِّت" التي لا تزال أغنياتها الوطنية بعد هزيمة 1967 راسخة في وجدان العرب، وجاءت تعليقات المصريين لتصب في اتجاه وحيد: "محاولة فاشلة للتطبيع الثقافي والفني!".

مصدر الدهشة أن تلك الواقعة لم تكن الأولى التي يُطلَق فيها اسم أم كلثوم على شوارع في مدن إسرائيلية، فخلال الشهر الماضي، قررت بلدية الرملة (38 كلم شمال غربي القدس) إطلاق اسم أم كلثوم على أحد شوارعها، لكن القرار قوبل بحملة مضادة من جانب نشطاء يمينيين.

وتعد أم كلثوم (مايو 1908- فبراير 1975) واحدة من أبرز الفنانين العرب الذين قدموا أغنيات وطنية بعد هزيمة 1967، ومنها "ثوار ثوار" و"إنا فدائيون" و"أصبح عندي الآن بندقية"، والأخيرة يبدو أنها لا تزال عالقة في رؤوس الإسرائيليين، فبعد قرار بلدية حيفا، أطلق نشطاء يمينيون حملة ضد القرار، ونشرت صحيفة "كول بو" صورة أم كلثوم بحجم كبير مع عنوان باللغة العبرية على صفحتها الأولى: "أصبح عندي الآن بندقية، إلى فلسطين خذوني معكم". وفي المتن كتبت الصحيفة: "نعم هكذا غنت أم كلثوم التي سيطلق اسمها على شارع في حيفا".

وفي عام 2012 أطلق رئيس بلدية القدس نير بركات أحد القادة البارزين في حزب الليكود والمقرّب من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، اسم أم كلثوم على شارع في حي "بيت حنينا" في القدس الشرقية المحتلة، ووقتها قال: "إن أم كلثوم كانت مغنية يسمعها العالم بأسره، شرف عظيم لنا أن نخلّد ذكراها بإطلاق اسمها على أحد شوارع القدس". وأقامت بلدية القدس حفلاً بهذه المناسبة، تضمن عروضاً غنائية، وصفق الجميع بشدة لمطربة تُدعى نسرين قادري أدت أغنية "انت عمري".

ولا يقتصر الأمر على الشوارع فقط، فالتلفزيون الإسرائيلي في 3 فبراير 2015 بث برنامجاً خاصاً للاحتفال بمرور 40 عاماً على رحيل أم كلثوم، حيث أعلنت القناة 33 التابعة للتلفزيون الرسمي لإسرائيل، إذاعة مجموعة من الأغاني الخاصة بكوكب الشرق تخليداً لذكراها.

ووصل عشق الإسرائيليين لأم كلثوم إلى حد أن دار الإذاعة الإسرائيلية "صوت إسرائيل"، ساهمت في حفظ تراثها من خلال بث أغانيها في الساعة السادسة من مساء كل يوم ولمدة ساعة منذ ستينيات القرن الماضي.

بلدية «الرملة» قررت أيضاً إطلاق اسم كوكب الشرق على أحد شوارعها

إطلاق اسم أم كلثوم على شارع في القدس الشرقية المحتلة عام 2012
back to top