سربرنيتسا... جرح مفتوح بعد 25 عاماً على المذبحة

فيروس كورونا يبدل المراسم... ومقال قديم يلاحق جونسون

نشر في 12-07-2020
آخر تحديث 12-07-2020 | 00:00
سربرنيتسا... جرح مفتوح بعد 25 عاماً على المذبحة
سربرنيتسا... جرح مفتوح بعد 25 عاماً على المذبحة
وسط تفشي وباء فيروس كورونا المستجد "كوفيدـ19" الذي لم يتسبب فقط في تغيير المراسم، بل أيضاً تسبب في تأخير جلسات الاستئناف بمحاكمة المتهم الرئيسي، أحيا مسلمو البوسنة، أمس، مرور 25 عاماً على ذكرى الإبادة التي شهدتها بلدة سربرنيتسا شمال شرقي البوسنة، وكانت أسوأ مجزرة تقع على أرض أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، التي كرّست من خلالها قرارات العدالة الدولية واقعة مقتل آلاف الرجال والمراهقين البوسنيين المسلمين بأيدي القوات الصربية في بضعة أيام خلال يوليو 1995.

وكانت قوات صرب البوسنة سيطرت على سربرنيتسا التي أعلنتها الأمم المتحدة "منطقة آمنة" في 11 يوليو 1995 قبل 5 أشهر من انتهاء الحرب، وقامت خلال أيام بقتل أكثر من 8 آلاف رجل وفتى من مسلمي البوسنة.

وحكم القضاء الدولي على القائدين السياسي والعسكري لصرب البوسنة حينذاك رادوفان كرادزيتش وراتكو ملاديتش، بالسجن مدى الحياة، خصوصاً لمجرزة سربرنيتسا وحصار سراييفو.

وحتى اليوم، عثر على رفات نحو 6900 من ضحايا المجزرة في أكثر من 80 حفرة جماعية وتم التعرف على هوياتهم. ويرقد معظمهم في مركز النصب.

وجرى دفن رفات تسعة آخرين من الضحايا أمس، في مقبرة ومركز سربرنيتسا-بوتوكاري التذكاري فيما لايزال أكثر من ألف مفقودين.

وبعد ربع قرن، لا تزال المجزرة "جرحاً مفتوحاً" وأحد أسباب الانقسام الرئيسية بين البوسنيين المسلمين والصرب المسيحيين الأرثوذكس.

ويعتبر البوسنيون أن الإقرار الكامل بالمجزرة شرط لبناء سلام دائم. في المقابل، ترى غالبية صرب البوسنة، وخصوصاً مسؤولوهم، أن استخدام توصيف "إبادة" غير مقبول في ظروف الحرب.

وفي أنقرة، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في رسالة مصورة، أمس، شارك من خلالها في فعاليات إحياء الذكرى "لن ننسى الإبادة الجماعية في سربرنيتسا، وسنواصل ملاحقة مرتكبي الجرائم والمجازر".

وفي برلين، دعا الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إلى المصالحة.

من ناحيته، أحيا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بكلمات مؤثرة ذكرى ضحايا المذبحة. وقال ماس: "8 آلاف شاب مسلم ورجل قُتلوا، تحت أنظار العالم، نحن متفقون: سربرنيتسا ينبغي ألا تتكرر مطلقا".

وفي لندن، طالب عشرات النواب وشخصيات ومنظمات اجتماعية رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بالاعتذار من مقال مثير للجدل كتبه عام 1997 عن المذبحة.

وبعث نحو 30 نائباً برئاسة المشرع عن حزب "العمال"، توني لويد، وأكثر من 100 منظمة إسلامية وشخصية اجتماعية إلى جونسون برسالة انتقدوا فيها بشدة المقال المذكور.

وحملت الرسالة جونسون المسؤولية عن "إلقاء اللوم في ارتكاب إبادة جماعية على ضحاياها"، لافتة إلى أن مشاركة رئيس الوزراء البريطاني في الفعاليات التذكارية لمناسبة الذكرى الـ25 لمجزرة سربرنيتسا من دون مراجعته لتعليقاته السابقة تمثل "إهانة بالنسبة لضحايا الحادث المأساوي وعوائلهم".

ورد مقر رئيس الوزراء "داونينغ ستريت" على هذه الرسالة بالقول إن جونسون كان ملتزماً على مدى السنوات الـ25 الماضية بإدانته للمذبحة، مضيفاً أن الاقتباسات المثيرة للجدل التي تنقلها الرسالة مأخوذة من خارج سياقها.

وأقر جونسون في المقال الذي نشرته صحيفة Ottawa Citizen عام 1997 بأن "أحداث سربرنيتسا تمثل أسوأ مذبحة في أوروبا منذ عهد ألمانيا النازية"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه "كان من الصعب على الغرب أن يتدخل في الوضع".

وتابع: "أقول إن مصير سربرنيتسا كان مروعاً، لكن هؤلاء المسلمين لم يكونوا ملائكة بالضبط".

back to top