طهران تفشل في توجيه ردٍّ قاسٍ لمصطفى الكاظمي

قآني أمر بالانتشار في «الخضراء» دون موافقة علي خامنئي بعد توقيف عناصر «حزب الله»
• تفقد «الأنفاق» على حدود سورية مع العراق وإسرائيل

نشر في 29-06-2020
آخر تحديث 29-06-2020 | 00:10
 قائد فيلق القدس اللواء إسماعيل قآني - رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي
قائد فيلق القدس اللواء إسماعيل قآني - رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي
في وقت لم يصدر بعدُ موقف إيراني رسمي بشأن توقيف قوات الأمن العراقية عدداً من عناصر «كتائب حزب الله ـــ العراق» الموالية لطهران بتهمة إطلاق صواريخ على القواعد والسفارات ببغداد، علمت «الجريدة»، من مصادرها، أن قائد «فيلق القدس» اللواء إسماعيل قآني أراد رداً قاسياً على رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، لكنه فشل.

وكشفت المصادر أنه بمجرد تلقي أنباء المداهمة في بغداد، ورغم وجود خلاف بين «حزب الله ـــ العراق» وباقي الفصائل، اتصل قآني بقادة الميليشيات المتحالفة معه وطلب منهم الانتشار في المنطقة الخضراء ببغداد حيث السفارات والمقرات الحكومية، والبحث عن أميركيين هناك واعتقال واحد منهم مقابل كل موقوف من «الحشد الشعبي»، بذريعة أن واشنطن وراء قرار المداهمة.

وأضافت أن قآني أصدر ترخيصاً لهذه الفصائل باستخدام جميع الأسلحة التي تراها مناسبة لمواجهة أي تعدٍّ عليها من أية جهة كانت، غير أن تدخل الكاظمي بشكل مباشر أدى إلى لجم الموقف.

وحسب المصادر، فإن قآني اتصل بمكتب المرشد الأعلى علي خامنئي للتنسيق معه، لكنه لم ينتظر موافقة الأخير كي يصدر الأوامر للحلفاء في العراق، خلافاً لوزارة الخارجية التي كانت طلبت من المكتب إعطاءها فرصة لإجراء مفاوضات وحل الموضوع سياسياً.

ولفتت إلى أن أحد مساعدي قآني كان في زيارة لبغداد بالتنسيق مع وزارة الخارجية، عندما داهمت قوات مكافحة الإرهاب العراقية مقر «كتائب حزب الله ــ العراق»، وجرى اعتقاله قبل أن يُطلق سراحه بتدخل من السفارة الإيرانية، موضحة أن قآني بعد هذه الحادثة بدأ يشكك في إمكانية التعويل على «الخارجية» في التنسيق بشأن المسائل العسكرية والأمنية.

وأشارت إلى أن قآني يعتمد سياسة يسميها «سياسة الشبح»، ويفضل تنفيذ المهمات دون أن يعلم أحد من قام بها وكيف تمت أو من قام بالتنسيق والتنفيذ، وأن ما يهمه النتيجة فقط لا تسجيل النقاط الفردية.

من جانب آخر، أكدت المصادر أن قآني قام بزيارة لسورية الأسبوع الماضي دون التنسيق مع «الخارجية» الإيرانية أو المجلس الأعلى للأمن القومي، في تحدٍّ على ما يبدو لمحاولات الوزير محمد جواد ظريف وحكومة الرئيس حسن روحاني، التي تزايدت بعد مقتل اللواء قاسم سليماني لـ «وضع اليد» على ملفات العراق وسورية وسحبها من «الفيلق».

وقالت إن «الخارجية» والمجلس الأعلى كانا أصدرا تعميماً بسبب الظروف الخاصة في المنطقة يطالب جميع الشخصيات السياسية والعسكرية من الذين يريدون السفر إلى العراق وسورية ولبنان وأفغانستان بالحصول على إذن من المجلس والتنسيق مع الوزارة لتأمين «غطاء سياسي» لجولاتهم.

وبينما أشارت إلى أن قآني بزيارته لسورية من دون تنسيق يكون أعلن على الملأ رفضه لهذا التعميم، أوضحت أنه زار منطقتي البوكمال شرق سورية على الحدود مع العراق، والقنيطرة (جنوب غربي البلاد) المحاذية لإسرائيل، وتفقد الأنفاق التي تم تشييدها في المنطقتين.

وأضافت أن قائد «فيلق القدس» التقى قادة حلفاء إيران في سورية، وأبلغهم أن سياسات إيران في المنطقة لم تتغير وأن ملفات المنطقة لا تزال بيد «فيلق القدس».

وبحسب المصادر، أكد قآني لجميع الفصائل أن أولوية طهران في سورية لم تعد محاربة المعارضة بعد أن تم دحرها، ولم يعد هناك مبرر لانشغال «جبهة المقاومة» بالصراعات الداخلية، بل عليها التركيز على محاربة إسرائيل.

back to top