الاكتئاب... كيف يؤثر في مهارات تفكيرك؟

نشر في 25-06-2020
آخر تحديث 25-06-2020 | 00:01
الاكتئاب... كيف يؤثر في مهارات تفكيرك؟
الاكتئاب... كيف يؤثر في مهارات تفكيرك؟
لا تفترض أن العمر وحده مسؤول عن تغيّر الذاكرة والانتباه والقدرة على اتخاذ القرارات، بل يؤدي الاكتئاب دوراً بارزاً في هذا المجال.
ويستطيع الاكتئاب أن يمتص مشاعر الفرح، ويطمس معنى الحياة، وتشكل مشاعر العجز أو اللامبالاة أو اليأس جزءاً من هذه الحالة حين تصبح مزمنة، حتى انها تسبب أعراضاً جسدية كفقدان الوزن واضطراب النوم والتعب ومختلف الأوجاع.
لكن يمكن أن يكون الاكتئاب خبيثاً حين يسبب تغيرات سلسة وغير مباشرة على مستوى مهارات التفكير، وتقول د. هيلين فاريل، وهي طبيبة نفسية في مركز «بيث ديكونيس» الطبي، التابع لجامعة هارفارد، «تتعلق أول مؤشرات الاكتئاب غالبا في عمر السبعين وما فوق بتغير طريقة التفكير».

أي رابط بين الظاهرتين؟

يؤدي الاكتئاب غالبا إلى كبح المؤشرات الكيماوية التي تُسمى «ناقلات عصبية” (سيروتونين، دوبامين، نوربينفرين) في الدماغ أو تراجع نسبتها، ويمكن أن تنجم تلك التقلبات الكيماوية عن الاكتئاب (إذا اختلت الأنظمة الدماغية التي تنظمها) أو قد تشتق من مسببات أخرى للاكتئاب، منها:

مشكلة صحية كامنة: تتعدد الحالات المرتبطة بالاكتئاب، من بينها أمراض القلب والجلطات الدماغية وقصور الغدة الدرقية. تقول فاريل: «لا نعرف أيهما يظهر أولا: الاكتئاب أم المشكلة المرتبطة به. لكن يستطيع كل عامل منهما أن يسبب الآخر”.

الآثار الجانبية للأدوية: تشمل المسببات الشائعة حاصرات البيتا مثل الميتوبرولول (لوبريسور) والبنزوديازيبين كالألبرازولام (زاناكس) والديازيبام (فاليوم) واللورازيبام (أتيفان).

تغيرات بنيوية: تحصل هذه التغيرات تزامناً مع تقلص حجم الدماغ بسبب التقدم في السن.

تقلبات الحياة أو مسببات الضغط النفسي: تشمل العوامل المؤثرة فقدان أشخاص مقربين منا أو العزلة أو التفكير بالموت.

تغيرات معرفية

يؤدي بعض مسببات الاكتئاب والتغيرات الدماغية التي ترافقه إلى خلل معرفي، على مستوى مهارات التفكير تحديدا:

الانتباه: يجد الأشخاص الكئيبون صعوبة في التركيز على مهامهم.

الذاكرة: لا تتذكر ما أكلته على العشاء أو تنسى تفاصيل أحداث مهمة في حياتك.

اتخاذ القرارات: تجد صعوبة في اختيار ما تريد أكله أو الفيلم الذي تريد مشاهدته.

تحليل المعلومات: ربما حفظتَ ذكرى معينة لكنك تجد صعوبة في استرجاعها لاحقاً.

الوظائف التنفيذية: لا تتمتع بالقدرة العقلية اللازمة لإنجاز مهام كدفع الفواتير أو الرد على المكالمات الهاتفية.

اطلب المساعدة

يشبه بعض أعراض الاكتئاب مؤشرات حالات أخرى. ربما تكون مشاكل الانتباه والذاكرة والوظائف التنفيذية جزءاً من مؤشرات الضغط النفسي والخلل المعرفي الخفيف والخرف، أو حتى التهاب المسالك البولية والجلطة الدماغية المصغرة أو مرض الشريان التاجي.

نتيجة لذلك، يغفل كثيرون عن الاكتئاب. توضح فاريل: “يتعلق أخطر جانب بميل الشخص إلى نَسْب التغيرات المعرفية إلى مسار الشيخوخة الطبيعي، لذا لا يهتم المريض بوضعه كما يجب. لكن لا يكون تباطؤ التفكير طبيعياً دوماً.

لذا استشِرْ طبيب الرعاية الأولية لإجراء الفحص الذي يؤكد الاكتئاب واستبعاد مشاكل صحية أخرى”.

العلاج

عند الاشتباه في رابط بين مرض كامن أو آثار الأدوية الجانبية والاكتئاب، يمكن تخفيف الأعراض من خلال معالجة تلك المشاكل. تسمح الأدوية (كمثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية) أو العلاجات غير الدوائية بتحسين مهارات التفكير بدرجة ملحوظة. تضيف فاريل: «إنه الهدف الحقيقي من علاج الاكتئاب بالنسبة إلى الراشدين الأكبر سناً.

يؤدي العلاج غالباً إلى تحسّن واضح على مستوى التفكير والذاكرة والوظائف التنفيذية”.

يشكّل تغيّر مهارات التفكير، كالانتباه واتخاذ القرارات والذاكرة، جزءاً من مؤشرات الاكتئاب.

يصف لك طبيبك أحياناً علاجات بلا أدوية، كتمارين الأيروبيك والعلاج بالكلام، ويمكن تطبيقها تزامناً مع أخذ الأدوية أو من دونها، أو كعلاج وحيد للاكتئاب الخفيف.

تسمح تمارين الأيروبيك التي تُشغّل القلب والرئتين بتحسين المزاج والذاكرة والقدرة على تحليل الأفكار. توضح فاريل في هذا المجال: “بالنسبة إلى الناس في عمر السبعين وما فوق، نوصيهم بممارسة التمارين الجسدية لكن يجب أن يستشيروا الطبيب أولاً لاختيار النشاطات التي تناسبهم”.

يشبه العلاج بالكلام الاستشارة النفسية الرامية إلى تجاوز فترة الحداد إذا خسرتَ شخصاً عزيزاً عليك، ويسمح العلاج النفسي الحيوي باستكشاف أفكارك ومخاوفك والتغيرات الحاصلة في حياتك. أما العلاج السلوكي المعرفي فيعيد توجيه العمليات المرتبطة بالأفكار السلبية.

طبيبك قد يصف لك علاجات بلا أدوية كتمارين الأيروبيك والعلاج بالكلام
back to top