متشددو إيران يتصدون لمحاولة التواصل مع واشنطن

• محمد باقر قاليباف يرفض أي تنازل للرئيس الأميركي
• الشرطة الإيرانية تحرق لاجئين أفغاناً

نشر في 07-06-2020
آخر تحديث 07-06-2020 | 00:04
نواب إيرانيون من التيار الأصولي يحتفلون بفوز قاليباف بمنصب رئيس البرلمان آخر الشهر الماضي       (رويترز)
نواب إيرانيون من التيار الأصولي يحتفلون بفوز قاليباف بمنصب رئيس البرلمان آخر الشهر الماضي (رويترز)
دارت عجلة سياسة «خطوة خطوة» بين طهران وواشنطن بتبادل إطلاق سجناء في ثاني إنجاز بعد تفاهم سمح بتمرير الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي، المقرب من الولايات المتحدة، رغم محاولة التيار المتشدد في إيران كبحها، فيما دعا الرئيس دونالد ترامب إلى إبرام اتفاق جديد قبل الانتخابات الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل.
سعى متشددو إيران إلى التكتل ضد محاولة إحياء التفاوض بين بلادهم والولايات المتحدة، بعد مضي سياسة «خطوة خطوة»، التي أكدت مصادر لـ«الجريدة»، في وقت سابق، أن المرشد الأعلى علي خامنئي وافق عليها، بإنجاز تبادل للسجناء بين البلدين، يأتي بعد تفاهم سمح بتمرير الفصائل العراقية، المدعومة من الجمهورية الإسلامية، حكومة مصطفى الكاظمي، المقرب من واشنطن، وتوقعات بالتوصل إلى ترتيبات بشأن الملف الأفغاني.

ورفض سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي، ورئيس البرلمان، وسكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام، وعدد من أعضاء البرلمان في إيران، اقتراح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بإبرام «اتفاق شامل» مع الولايات المتحدة، قبل الانتخابات الأميركية المقررة نوفمبر المقبل.

وقال أمين المجلس الأعلى للأمن علي شمخاني إن تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة «لم يكن نتيجة مفاوضات»، مضيفا أنه «لن تجرى مفاوضات في المستقبل».

ورأى أن «وضع ترامب، سواء على الساحة الدولية، أو في فضيحة إدارة أزمة كورونا، أو تأجيج نيران العنصرية داخل الولايات المتحدة، سيئ إلى درجة بحيث لم يتبق أمام فريقه خيار سوى تصنيع واستعراض نجاحات مزيفة له».

وردا على تصريحات ترامب، وصف سكرتير «تشخيص النظام»، محسن رضائي، المفاوضات مع الولايات المتحدة بأنها سُم، وكتب على «تويتر»: «التفاوض معك سم حتى لو خرجت من المستنقع الذي صنعته بنفسك».

ورد رئيس البرلمان الجديد، محمد باقر قاليباف، بآية قرآنية، تحمل رفضا ضمنيا للتحركات الإيرانية الداخلية التي يقودها التيار المعتدل بحكومة الرئيس حسن روحاني، ومقترح الرئيس الأميركي، الذي اعتبر أن الوقت الآن هو أفضل وقت للتفاوض: «فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَکُمْ وَلَنْ یَتِرَکُمْ أَعْمالَکُمْ».

تفنيد وتفاوض

على الجانب الآخر، فند وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف دعوة ترامب للتفاوض، لكنه أكد أن بلاده لم تغادر طاولة التفاوض مطلقاً.

وكتب عبر «تويتر» مخاطباً الرئيس الأميركي: «عندما وصلت إلى مكتب البيت الأبيض، كان لدينا اتفاق مسبق، كما أن إيران والأعضاء الآخرين للاتفاق النووي لم يتركوا الطاولة على الإطلاق».

ودعا ظريف الرئيس الأميركي للعودة إلى الاتقاق النووي، وقال: «إن مستشاريك الذين تمت إقالة معظمهم قاموا بمقامرة غبية. والأمر بشأن تعديل هذا الخطأ يعود إليكم».

إلا أن ظريف رأى أنه بـ»الإمكان تعميم تجربة تبادل السجناء لتشمل جميع المحتجزين»، لافتاً إلى أن «الرهائن الإيرانيين في السجون الأميركية أو في أي مكان بطلب أميركي يجب أن يعودوا إلى الوطن».

وجاء ذلك بعد أن أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أمس الأول، أن حاكم ولاية نيو مكسيكو السابق، بيل ريتشاردسون، التقى ظريف، والمبعوث الإيراني لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانشي، لمناقشة إطلاق سراح الجندي السابق في البحرية الأميركية مايكل وايت.

شكر ودعوة

وجاءت هبة التيار المتشدد في طهران بعد أن شكر ترامب إيران لإطلاقها سراح الجندي السابق في البحرية مساء أمس الأول.

واعتبر ترامب أن الإفراج يظهر إمكان إبرام اتفاق بين العدوين اللدودين، وطلب الرئيس من المسؤولين الإيرانيين ألا ينتظروا نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة من أجل إبرام «صفقة كبيرة» مع الولايات المتحدة، مؤكدا أنه يتجه للفوز بولاية رئاسية ثانية في الاستحقاق المقرر نوفمبر.

وكشف أنه تحادث هاتفيا مع وايت، الذي غادر طهران بعد احتجازه عامين، وبالتزامن مع إفراج السلطات الأميركية عن العالم الإيراني مجيد طاهري، ووصل أكاديمي إيراني كان محتجزا في واشنطن إلى طهران، ورأى ترامب أن خطوة إطلاق وايت كانت بناءة، لكنه حث على إطلاق سراح 3 مواطنين أميركيين آخرين من أصل إيراني مازالوا محتجزين.

دبلوماسية وعقوبات

في موازاة ذلك، قال مندوب الولايات المتحدة الخاص بشأن إيران برايان هوك إن الباب لا يزال مفتوحاً لإجراء مفاوضات على نطاق أوسع مع إيران بشأن برنامجها النووي وقضايا أخرى، لكن حتى الآن لا تزال المحادثات مقتصرة على الإفراج عن سجناء.

وأضاف ان الرئيس الأميركي: «ترك الباب مفتوحا أمام الدبلوماسية سنوات كثيرة وفي نفس الإطار اجتمع مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون ثلاث مرات. وعلى ذلك نود أن نرى النظام الإيراني وقد قابل دبلوماسيتنا بالدبلوماسية».

وتابع هوك: «المفاوضات الأميركية الإيرانية حتى الآن لم تتعد مناقشة تبادل الإفراج عن السجناء إلى قضايا مثل برنامج إيران النووي». إلا أن المندوب الاميركي أكد أن واشنطن تعتزم التمسك بسياسة العقوبات الاقتصادية القاسية على طهران، في محاولة لجذبها إلى مائدة المفاوضات. وقال: «الخجل والضعف من شأنهما المزيد من العدوان الإيراني».

حظر التسلح

من جانب آخر، أعلنت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، كيلي كرافت، عن تسليم مسودة قرار لروسيا، تهدف إلى تمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران، والذي ينتهي بموجب الاتفاق النووي في أكتوبر المقبل.

وصرحت كرافت بأن مسودة القرار تم تسليمها إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وجميع هذه الدول أعضاء بالاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن، مشددة على «ضرورة انضمام روسيا والصين إلى التوافق العالمي حول سلوك إيران».

تفحم أفغان

على صعيد منفصل، لجأ الأفغان إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتنديد بالشرطة الإيرانية، بعد انتشار مقطع مصور لسيارة تقل لاجئين أفغانا، وهي تحترق في إيران، مما أثار غضبا جديدا بعد أسابيع من اتهام مسؤولين أفغان لحرس الحدود الإيراني بإغراق مهاجرين.

وقالت وزارة الخارجية الأفغانية، في بيان أمس الأول، إن 3 أفغان لقوا حتفهم وأصيب أربعة في إقليم يزد وسط إيران، بعد أن أطلقت الشرطة الإيرانية النار على مركبتهم مما أشعل بها النار.

واشنطن تسلم إلى موسكو مسودة قرار تمديد حظر الأسلحة لإيران
back to top