«مو قد الأزمة»

نشر في 09-04-2020
آخر تحديث 09-04-2020 | 00:09
من خلال متابعتي للأحداث اليومية فإن أكثر الأشخاص ضعفا في أدائهم في هذه المرحلة هم وزير التربية ووزيرة الشؤون ووزير المالية، فنحن اليوم نشهد تميزا من قبل بعض الوزراء في هذه الأزمة، إلا أننا كذلك نشهد رؤية غير واضحة من الوزراء السالف ذكرهم.
 علي محمود خاجه نواجه في حياتنا ومحيطنا الأسري أو ما بين الأصدقاء أشخاصاً مميزين في مجالاتهم، بعضهم يتألقون ويتميزون في مختلف الظروف والأوضاع، وآخرون يجب أن تتوافر لهم بيئة مريحة هادئة كي يتمكنوا من الإنجاز والإبداع.

وهذا لا يعني على الإطلاق أن جميع من يحيط بنا يكون مميزاً أو ناجحاً في مجال ما أو عمل ما، بل قد يكون هناك بعض الشخصيات التي لا تتمتع بأي مزايا عملية أو لا تملك أي قدرات تؤهلها للتميز، هم ببساطة يحتاجون لمن يوجههم دائما ولا يمتلكون مقومات القيادة أو العمل تحت الضغط واتخاذ القرارات الصعبة أو الحاسمة والمصيرية.

تلك هي طبيعتنا البشرية والقدرات التي نمتلكها تتفاوت من شخص إلى آخر، هي أمور تشكلت فينا طوال السنين حتى أصبحت سمة من سماتنا يصعب تغييرها، وكلما كبرنا في العمر زادت صعوبة التغيير أو خلق صفات وسمات جديدة لم نعتدها أو لا تشبهنا على الإطلاق.

هذه الطبيعة البشرية لا تستثني أحداً، فهي لا تعرف التمييز بين الناس، وعليه فإننا دائما ما نسعى إلى اختيار من يتحلون بمميزات ومؤهلات معينة إن رغبنا في تعيين شخص ما في شركاتنا أو أعمالنا الخاصة، أو حتى إن كنا من ذوي المناصب في المؤسسات الحكومية، فإننا يفترض بأن نسعى إلى اختيار الأشخاص القادرين على تحمل المسؤوليات وتأدية الأعمال بكفاءة.

الواضح اليوم خلال أزمة كورونا والمعنية في مجابهتها بشكل أساسي الجهات التنفيذية بالدولة، وأعنى تحديدا الحكومة بأن هناك قيادات كان أداؤهم لا يتناسب مع تحديات المرحلة الحالية، وهذا لا يعني بأي شكل من الأشكال الانتقاص من أشخاصهم ولكن بكل تأكيد فإن قدراتهم الإدارية ضعيفة إن لم تكن معدومة.

من خلال متابعتي للأحداث اليومية فإن أكثر الأشخاص ضعفا في أدائهم في هذه المرحلة هم وزير التربية ووزيرة الشؤون ووزير المالية، فنحن اليوم نشهد تميزا من قبل بعض الوزراء في هذه الأزمة، إلا أننا كذلك نشهد رؤية غير واضحة من الوزراء السالف ذكرهم، ما بين تردد في اتخاذ القرار أو عشوائية في العمل أو اختفاء تام غير مبرر في ظل هذه الظروف المتسارعة.

باختصار شديد الظروف الاستثنائية التي نعيشها اليوم تحتاج أولا ألا نجامل أو نتجاوز عن أي تردد أو عشوائية، وثانيا أن يُتخذ قرار جريء باستبعاد من لا يصلح، فالواضح أنهم لن يبتعدوا حتى إن كانوا مدركين أنهم ضعيفو الأداء في هذه المرحلة، فلا بد من إبعادهم واستبدالهم بقيادات قوية قادرة على العمل تحت هذا الضغط الذي يواجه العالم كله، وكي لا يكونوا حجر عثرة أمام الوزراء والقيادات المتميزة في الدولة.

بالطبع فإن ما أقوله عن الوزراء الأفاضل يعبر عن وجهة نظري بناء على ما أشاهده وأتابعه يوميا من تخبط في وزاراتهم، وأتمنى فعلا أن يبادروا بالابتعاد، فإن لم يفعلوا فأتمنى من سمو رئيس الوزراء أن يتخذ القرار بإبعادهم قبل أن يزداد التخبط.

back to top