خاص

القاهرة تسعى لإطالة أمد «المرحلة الثانية»

الجريدة• تابعت أول أيام الحظر في العاصمة المصرية التي لا تنام

نشر في 27-03-2020
آخر تحديث 27-03-2020 | 00:06
شارع صلاح سالم في القاهرة خالياً ليلاً         (أ ف ب)
شارع صلاح سالم في القاهرة خالياً ليلاً (أ ف ب)
مع أول أيام الحظر الليلي، سجلت وزارة الصحة المصرية 54 حالة جديدة مصابة بفيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19»، ليرتفع إجمالي عدد الحالات المكتشفة إلى 456 حالة، شفي منها 95 حالة منها، وتوفي 21، آخرها لمواطن من المنوفية، أمس الأول.

ويعد معدل إصابة الأربعاء هو الأعلى في مصر، منذ اكتشاف أول حالة مصابة بكورونا في 14 فبراير الماضي، كما أن عدد الإصابات اقترب من حاجز 500 إصابة، أي نصف عدد الإصابات التي توقّع المسؤولون أن تدخل مصر بعدها السيناريو الثالث، والذي يصعب فيه السيطرة وتتبع حالات الإصابة.

وصرح المتحدث باسم وزارة الصحة، خالد مجاهد، بأن 15 حالة من المصابين خرجوا من مستشفى العزل، أمس الأول، وهم أربعة أجانب و11 مصرياً، وذلك بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم، وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليصل إجمالي المتعافين إلى 95 حالة، لافتاً إلى أن الحالات المصابة الجديدة جميعها لمصريين من المخالطين للحالات المكتشفة.

زايد

وعقدت وزيرة الصحة هالة زايد، أمس الأول، مؤتمرا صحافياً، بمشاركة وزير الإعلام أسامة هيكل، طالبت فيه بضرورة الالتزام بحظر التجوال، خاصة أن الأسابيع الثلاثة المقبلة مهمة جدا في مواجهة الفيروس، وأن هدف الحكومة هو النزول بعدد الإصابات اليومية والسيطرة على انتشاره.

بدوره، هدد هيكل باتخاذ إجراءات صارمة إزاء كل من لا يلتزم بإجراءات الحظر، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على إطالة أمد المرحلة الثانية، «حتى لا تدخل في سيناريوهات أكثر خطورة».

ظهور وزيري الإعلام والصحة وسط حشد كبير من الإعلاميين والصحافيين في غرفة واحدة، دون تطبيق اشتراطات توفير مساحات بين الموجودين، أثار سخرية مريرة بمواقع التواصل الاجتماعي، التي عابت عليهما عدم الالتزام بالمعايير الصحية في حين يطالبون المصريين بالالتزام بها.

وحاول هيكل تبرير الأمر بأنه فوجئ بالزحام الشديد، مشيراً إلى أنه لم يكن هناك سوى المفاضلة بين أمرين؛ إما تأجيل المؤتمر للمرة الثانية أو إلغاؤه تماماً، لذا تم عقد المؤتمر في عجالة والانتهاء منه سريعاً، منعاً لانتشار الفيروس!

ميدانياً، تجولت «الجريدة» في شوارع القاهرة، مع بدء أول أيام الحظر المستمر لأسبوعين، في محاولة من قبل الحكومة للسيطرة على انتشار كورونا في أكبر دولة عربية سكاناً، والتي تشهد تكدس نحو 100 مليون نسمة على أقل من 10 في المئة من إجمالي مساحة مصر.

المدينة التي لا تنام

وتعرف القاهرة بأنها مدينة لا تنام، إذ يكتسب الليل فيها تألقه الخاص، مع عشق أهلها للسهر حتى مطلع الفجر، خصوصا في وسطها وفي ضواحيها حيث المولات التجارية الضخمة، لكن كل هذا تبدد تحت وطأة «كورونا»، إذ غاب المارة عن الشوارع، وأغلقت المحال والمطاعم وكان المشهد شبيهاً بنهاية العالم بمباني منتصبة في صمت وشوارع خالية من البشر.

تكدُّس

وشهدت القاهرة والجيزة بعض التكدس في تمام الساعة الخامسة مساء، قبل بدء الحظر بنحو ساعتين، إذ حرص معظم المصريين على العودة إلى بيوتهم، وبدا ذلك واضحا في معظم الشوارع الخاوية، إذ التزم الأغلبية العظمى، بينما شهدت الشوارع المناطق الشعبية -مثل إمبابة بالجيزة وشبرا- حالات عدم الالتزام، إذ حرص بعض الشباب على التسكع.

ومع بدء سريان الحظر، دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي جموع الشعب إلى الالتزام بإجراءات الوقاية الاحترازية من فيروس كورونا، وعدم تجاوزها، حرصاً على سلامة وأمان مصر، آملاً في تخطي كل هذه اللحظات العصبية بتكاتف الجميع.

back to top